تضارب داخل النهضة حول زيارة لزعيمها إلى الولايات المتحدة

تونس - كشف تضارب الأنباء داخل حركة النهضة حول حقيقة زيارة زعيمها رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي إلى واشنطن حالة من الارتباك والتخبط على المستوى الاتصالي.
ونفت الحركة الإسلامية عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، ما ورد في تدوينة رياض الشعيبي المستشار السياسي للغنوشي عن زيارة مرتقبة لرئيس البرلمان التونسي إلى واشنطن بدعوة من رئيسة الكونغرس الأميركي.
وأضاف الشعيبي على حسابه الشخصي بموقع فيسبوك أن "الدعوة تمّت قبل الانتخابات الرئاسيّة ولا علاقة لها بتنصيب بايدن"، مشدّدا على أن "الهدف من الزيارة هو تعزيز العلاقات بين البلدين".
وبعد ساعتين من نشر تدوينة الشعيبي، نشر مكتب الإعلام والاتصال للحركة بلاغا "ينفي فيه ما ورد من أخبار حول سفر الغنوشي إلى الولايات المتحدة الأميركية حاليا".
ويثير تسريب خبر زيارة الغنوشي عبر المستشار السياسي لرئيس الحركة، أسئلة حول الدوافع الحقيقية لترويج مثل هذا الخبر في وقت يتطلع فيه إلى موقف الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن من الإسلام السياسي.
ويرى مراقبون أن عملية التسريب محاولة من الحركة الإسلامية للترويج لنفسها على أن زعيمها يحظى بتقدير كبير لدى الدوائر الأميركية، حيث يسعى إلى كسب موطئ قدم في واشنطن في وقت يواجه فيه غضبا شعبيا بسبب دعمه للمتطرفين.
ولئن قامت النهضة بتكذيب الخبر، فإنها حاولت التخفيف من ذلك باستخدام عبارة ليس "حاليا"، وهو ما يؤكد أن الحركة لا تزال تواصل الترويج لعلاقة الغنوشي بالولايات المتحدة.
واعتبر المحلل السياسي التونسي باسل ترجمان في تدوينة عبر حسابه على موقع فيسبوك أن تكذيب النهضة لخبر الزيارة بعد تدخل مصالح السفارة الأميركية بتونس يمثل "صفعة قد تعيد لهم رشدهم".
وتسعى الحركة من خلال "البروباغندا" إلى استرجاع قواعدها التي خسرت الكثير منها في الانتخابات العامة، بسبب إدارة الغنوشي حيث لم تكسب في الاستحقاق الانتخابي الأخير في 2019 سوى 560 ألف صوت من مليون ونصف مليون منتخب كانوا قد صوتوا لها في عام 2011.
وكانت حركة النهضة قد خسرت سباق الرئاسة في انتخابات سبتمبر 2019، حيث نال مرشحها عبدالفتاح مورو 434 ألفا و530 صوتا وحل ثالثا، من مجموع الناخبين الذي تجاوز ثلاثة ملايين، كما تراجع عدد مقاعدها في البرلمان من 89 مقعدا عام 2011، إلى 67 مقعدا في 2014، ثم 52 مقعدا في 2019.
وعلى الصعيد الداخلي، يواجه الغنوشي موجة غضب وانتقادات كبيرة داخل الحركة، حيث طفت على السطح خلال الأشهر الأخيرة في شكل عريضة تطالبه بالخروج من موقعه والإعلان عن عدم ترشحه لعهدة جديدة على رأس الحركة في المؤتمر العام للنهضة الذي كان من المفترض عقده نهاية العام، لكن بسبب الصراعات بين أجنحة الحركة، جرى تأجيله.