تضارب تصريحات الفصائل الفلسطينية بشأن اجتماع القاهرة يعزز الشكوك حول إجراء الانتخابات

القدس - أثار تضارب الأنباء بشأن اجتماعات الفصائل الفلسطينية في القاهرة لوضع اللمسات الأخيرة ما قبل الانتخابات، الشكوك في وجود رغبة فعلية لإجرائها.
وأكدت حركة حماس الاثنين تلقي رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية دعوة رسمية من مصر، للمشاركة في حوار الفصائل بالقاهرة حول الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، بعد إعلانها في وقت سابق تأجيل الحوار.
وقال طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس حركة حماس "تلقى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صباح الاثنين، دعوة رسمية من الأشقاء في جمهورية مصر العربية لحضور وفد من قيادة الحركة إلى القاهرة في السابع من شهر فبراير الجاري، للمشاركة في جلسات الحوار الوطني بشأن مسار المصالحة والانتخابات الفلسطينية العامة".
وتضاربت صباح الاثنين الأنباء حول موعد انعقاد اجتماع الفصائل الفلسطينية، الذي من المقرر أن تحتضنه القاهرة من أجل بحث الملفات المتعلقة بالانتخابات العامة.
ويحمل هذا التضارب تساؤلات حول من يملك صلاحية تحديد موعد الاجتماع، وتداعيات ذلك على محاولات كسب ثقة الشارع الفلسطيني بجدية إجراء الانتخابات.
وقال عمر الغول، عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، على حسابه في موقع فيسبوك "من يعتقد أن حركة حماس تريد الانتخابات، يكون طيبا أكثر من اللازم، ولا يرى سوى نصف الكأس الفارغ".
وأضاف "لم تعد حركة حماس عن التزامن برغبتها، ولا طواعية، ولا حرصا على الانتخابات والمصالحة الوطنية، وإنما نتيجة ضغط موضوعي من قبل قوى حليفة لها، ولحسابات فئوية، ومقابل ثمن مالي".
وجاء التضارب على لسان القيادي في حماس موسى أبومرزوق الذي قال في تصريحات صحافية إنه تقرر تأجيل اجتماع الفصائل في القاهرة إلى ما بعد 15 فبراير، دون الكشف عن أسباب التأجيل.
ولفت إلى أن جدول لقاء القاهرة مليء بالقضايا القانونية والإجرائية والسياسية، ولا يخلو الأمر من دراسة ما بعد الانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى ترتيبات المجلس الوطني الفلسطيني.
وقال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب في تصريحات للوكالة الرسمية، إن الحوار الوطني الشامل سيبدأ في العاصمة المصرية القاهرة، في الثامن من فبراير الجاري.
وأضاف الرجوب أن الوفود المشاركة في الحوار ستصل إلى القاهرة في السابع من الشهر الجاري، مضيفا "ذاهبون إلى حوار القاهرة، كما قال الرئيس محمود عباس، بعقول مفتوحة، من أجل التوصل إلى النتائج التي يتمناها شعبنا الفلسطيني وتخدم قضيتنا العادلة".
وقال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي إنه لا توجد معلومات حول تأجيل اجتماع القاهرة، حيث كان من المقرر أن يكون الاجتماع في الأسبوع الثاني من شهر فبراير، ولم نُبلغ بأي قرار حول إلغاء الاجتماع.
وقال البرغوثي "لطالما عبرنا عن موقفنا بضرورة الإسراع في عقد الاجتماع بسبب وجود مسائل كثيرة تحتاج إلى المعالجة كي لا تكون عقبة في طريق الانتخابات وضمان انتخابات حرة ونزيهة بالكامل، حيث هناك قضايا كثيرة يجب أن تعالج مثل حرية الرأي والتعبير ومنع أي شكل من أشكال الاعتقال السياسي في غزة والضفة وتشكيل محكمة الانتخابات، ولذلك يفضل أن يتم الإسراع في عقد الاجتماع حتى لا تنشأ أي عقبات في طريق إجراء الانتخابات".
ومن المقرر أن تُجرى الانتخابات الفلسطينية على 3 مراحل خلال العام الجاري: تشريعية في 22 مايو، ورئاسية في 31 يوليو، وانتخابات المجلس الوطني في 31 أغسطس، وفق مرسوم رئاسي سابق.
ويأتي إعلان عباس على الرغم من فشل حركة فتح التي يتزعمها وحماس في التوصل إلى اتفاق لحل الخلاف، الذي بلغ ذروته مع سيطرة حماس على قطاع غزة عام 2007.
وأبدت حماس استعدادها للمشاركة في الانتخابات، فيما أشارت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في غزة إلى أنها قد تقاطع الانتخابات كما فعلت في الماضي.
وقال القيادي بالحركة خضر حبيب في تصريح خاص لوكالة "صفا" الفلسطينية "إن الحركة لم تصدر أي موقف صريح وواضح حول المشاركة من عدمها"، مؤكدا أن الحركة أرجأت هذا الموقف لما بعد جلسة الحوارات في القاهرة المقررة في فبراير الجاري.