تصعيد على الحدود السورية-اللبنانية.. قصف متبادل واتهامات لحزب الله

دمشق تتهم حزب الله باستهداف منازل مواطنين غرب حمص، وسط أنباء عن سقوط قذيفة قرب حاجز للجيش اللبناني وإسقاط طائرة استطلاعية له.
الأربعاء 2025/03/19
تحشيد عسكري على الحدود

دمشق - اتهمت السلطات السورية، مساء الثلاثاء، حزب الله اللبناني باستهداف منازل مواطنين غرب مدينة حمص وسط البلاد بقذائف مدفعية ورشاشات ثقيلة، فيما ذكرت وسائل إعلام لبنانية سقوط قذيفة صاروخية بالقرب من حاجز تابع للجيش عند الحدود مع سوريا، في تصعيد يثير المخاوف من عودة التوتر على الحدود بين البلدين بعد اتفاق بيروت ودمشق على وقف إطلاق النار.  

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، نقلا عن مراسلها، إن "ميليشيا حزب الله المتمركزة في بلدة القصر اللبنانية تستهدف بقذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة منازل الأهالي في قريتي زيتا والمصرية غرب حمص".

ولم تذكر الوكالة تفاصيل أخرى بالخصوص، فيما لم يصدر تعقيب من "حزب الله" على هذا الاتهام.

ويشير اتهام السلطات السورية حزب الله باستهداف منازل مواطنين في غرب حمص إلى تصعيد خطير في المنطقة، حيث أن استخدام قذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة يوضح أن الاشتباكات ليست بسيطة.

ومن جانب آخر، أفادت صحيفة "النهار" اللبنانية بأن قذيفة صاروخية سقطت مساء الثلاثاء بالقرب من حاجز تابع للجيش اللبناني عند مدخل قرية حوش السيد علي عند الحدود مع سوريا، مما استدعى الجيش للرد مصادر النيران بقصف مدفعي.

وأشارت الصحيفة إلى أن عناصر من الجيش السوري استهدفوا طائرة استطلاعية للجيش اللبناني من دون إصابتها.

ويأتي هذا التصعيد رغم إعلان دمشق وبيروت الاثنين عن اتفاق لوقف إطلاق النار على الحدود وتعزيز التنسيق والتعاون بين الجانبين.

وكانت وزارة الدفاع السورية أعلنت، الاثنين، عن اتفاق مع نظيرتها اللبنانية على "وقف إطلاق النار على الحدود وتعزيز التنسيق والتعاون بين الجانبين"، دون مزيد من التفاصيل.

ومساء الأحد، اتهمت الدفاع السورية "حزب الله" باختطاف وقتل 3 من عناصرها، وقالت إنها "ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة بعد هذا التصعيد الخطير من ميليشيا حزب الله".

من جهته نفى حزب الله في بيان "بشكل قاطع ما يتم تداوله بشأن وجود أي علاقة لحزب الله بالأحداث التي جرت على الحدود اللبنانية – السورية."

 ويرى مراقبون أن عدة أطراف تستفيد من هذه الأحداث، أبرزها حزب الله الذي يسعى إلى خلق ذريعة للإبقاء على سلاحه من خلال تصوير وجود عدو جديد على الحدود الشرقية والشمالية، كما يهدف الحزب إلى إعادة فرض سيطرته على القرار السياسي في لبنان.

ويشير هؤلاء المراقبين إلى أن فلول النظام السوري السابق يرون أن أي أحداث على الحدود تخدم مصالحهم، بالإضافة إلى إيران وإسرائيل، اللتين تسعيان إلى تفتيت سوريا والمنطقة بشكل عام.

وأغلق الجيش اللبناني اللبناني  اليوم الأربعاء أربعة معابر غير شرعية مع سوريا.

وقالت  قيادة الجيش اللبناني، في بيان صحافي، إنه " ضمن إطار مراقبة الحدود وضبطها في ظل الأوضاع الراهنة، والعمل على منع أعمال التسلل والتهريب، أغلقت وحدة من الجيش المعابر غير الشرعية  وهي المطلبة في منطقة القصر - الهرمل، والفتحة والمعراوية وشحيط الحجيري في منطقة مشاريع القاع - بعلبك".

وكانت  "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية أن الجيش اللبناني "دخل إلى بلدة حوش السيد علي الحدودية بعد انسحاب المجوعات السورية منها".

وشهد  عدد من القرى والبلدات الحدودية مع سوريا شرق لبنان، ومن بينها بلدة حوش السيد علي، خلال يومي الأحد والإثنين الماضيين، قصفا مصدره الأراضي السورية، وأسفر عن مقتل سبعة مواطنين، وجرح 52 آخرين.

واستقدم الجيش اللبناني تعزيزات من الوحدات الخاصة إلى منطقة الهرمل عند الحدود اللبنانية السورية شرق لبنان بعد استهداف عدد من مراكزه من جهة الأراضي السورية. وركزت الوحدات العسكرية اللبنانية المنتشرة نيرانها على أهدافها ضمن قطاعات الرماية لوقف الاعتداءات على الأراضي اللبنانية.

وتسعى الإدارة السورية إلى ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، وتعزيز قبضتها على الحدود مع دول الجوار ومنها لبنان، بما يشمل ملاحقة مهربي المخدرات وفلول النظام السابق الذين يثيرون قلاقل أمنية.

وتتسم الحدود اللبنانية السورية بتداخلها الجغرافي، إذ تتكون من جبال وأودية وسهول دون علامات أو إشارات تدل على الحد الفاصل بين البلدين، اللذين يرتبطان بـ 6 معابر حدودية برية على طول نحو 375 كلم.

وفي 8 ديسمبر 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم نظام البعث الدموي، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد.

وارتبط حزب الله بعلاقات قوية مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي حكم لمدة 24 عاما بين عامي 2000 و2024.