تصعيد عسكري ينذر بانتقال حرب غزة إلى جنوب لبنان

حزب الله اللبناني ينأى بنفسه عن عملية نفذتها مجموعة مسلحة تسللت من داخل جنوب لبنان إلى منطقة إسرائيلية رد عليها الجيش الإسرائيلي بغارات وجوية وقصف مدفعي لبلدات لبنانية حدودية.
الاثنين 2023/10/09
اشتباكات مسلحة بين قوات اسرائيلية ومجموعة تسللت من جنوب لبنان

بيروت/القدس - أعلن حزب الله اللبناني الاثنين أنه قصف ثكنتين إسرائيليتين ردا على مقتل ثلاثة من عناصره في قصف إسرائيلي لجنوب لبنان، أعقب محاولة تسلل إلى إسرائيل تبنتها حركة الجهاد الإسلامي.

وقال في بيان "قامت مجموعات من المقاومة الإسلامية بمهاجمة ثكنة برانيت وهي مركز قيادة فرقة الجليل وثكنة أفيفيم وهي مركز قيادة كتيبة تابعة للواء الغربي وذلك بواسطة الصواريخ الموجّهة وقذائف الهاون وأصابتها إصابات مباشرة".

وتنذر التطورات المتسارعة والخطيرة بانتقال التصعيد العسكري بين حماس وإسرائيل إلى المنطقة الحدودية الإسرائيلية اللبنانية بعد قصف الطيران الحربي الإسرائيلي بلدات في جنوب لبنان بعد اشتباكات مع أربعة مسلحين تسللوا من الجنوب وقتلوا خلال المواجهات.

وتخيم حالة من التوتر الشديد على المنطقة الحدودية التي دوت فيها صافرات الإنذار ن قبل قوات حفظ السلام الأممية (يونيفيل) المتمركزة في الخط الفاصل بين الطرفين.

وتسود مخاوف جدية من توسع نطاق الصراع مع حالة توتر لا يهدأ عند الحدود بين إسرائيل ولبنان، في الوقت الذي تتحدث فيه دول محور المقاومة عن مرحلة جديدة في الصراع مع الدولة العبرية.

وأي احتكاك على الجبهة الشمالية قد يفجر حربا بين إسرائيل وحزب الله، في الوقت الذي تستبعد فيه مصادر إسرائيلية فتح الجيش الإسرائيلي جبهة مواجهة جديدة وأن رده يبقى في نطاق محدود لعدم منح الجماعة الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران فرصة للانجرار إلى مواجهة مفتوحة، بينما يواجه وضعا داخليا صعبا في الحرب مع حماس.

وذكرت مصادر لبنانية أن أربعة مسلحين تسللوا إلى مواقع تتمركز فيها وحدة من القوات الإسرائيلية بعدما فجروا السياج ودارت بينهم وبين القوة الإسرائيلية اشتباكات، فيما ذكرت القناة 12 العبرية أن قوات الجيش قتلت اثنين من المتسللين، مؤكدة وقوع إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين.

وقالت المصادر إن أفراد مجموعة المقاومة الذين اشتبكوا مع قوة إسرائيلية لا ينتمون لحزب الله اللبناني، بينما يُرجح أن يكنوا من فصائل فلسطينية تقيم في لبنان في حين لم تتأكد تفاصيل العملية بعد.

وتحدثت الوكالة الوطنية للإعلام عن اتساع رقعة القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان بعد استهداف بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل وسط تحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية على علو منخفض في سماء الجنوب.

وقالت أيضا إن القوات الإسرائيلية قصفت بالمدفعية منطقة الضهيرة الحدودية في القطاع الغربي وصولا إلى بلدات مروحين والبستان والزلوطية.

وفي وقت سابق قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه قتل عددا من المسلحين المشتبه بهم الذين تسللوا من لبنان، فيما تشهد الجبهة الإسرائيلية الجنوبية تصعيدا مع حركة حماس الإسلامية، لكن مسؤولا من حزب الله اللبناني نفى نفيا قاطعا تنفيذ أي عملية داخل إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "في أعقاب تقرير أولي، قتل جنود جيش الدفاع الإسرائيلي عددا من المشتبه بهم المسلحين الذين تسللوا إلى الأراضي الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية"، مؤكدا أنه يواصل "تمشيط المنطقة" التي تتعرض "حاليا لقصف بمروحيات الجيش".

ويأتي هذا الإعلان بينما قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بو حبيب في وقت سابق في تصريح صحفي، إن الحكومة تلقت وعدا بأن حزب الله لن يتدخل في حرب غزة إلا إذا "تحرشت" إسرائيل بلبنان.

وتابع "على إسرائيل عدم توسعة الحرب التي تخوضها مع حركة حماس في غزة وغلافها"، مضيفا أن "انفجار الوضع في قطاع غزة خطير وذلك بسبب تكبر إسرائيل وتعديها الدائم على الشعب الفلسطيني".

وأوضح الوزير اللبناني أنه "قبل إعلان حزب الله مهاجمته مواقع إسرائيلية في مزارع شعبا صباح الأحد، كانت الحكومة قد تلقت بالفعل وعدا بأن حزب الله لن يتدخل في حرب غزة إلا إذا تحرشت إسرائيل بلبنان"، موضحا "موقف لبنان من التطورات يتطابق مع المواقف العربية الشجاعة".

وأشار إلى أن "حزب الله قضية إقليمية وليس قضية لبنانية تستطيع أن تحلها الحكومة اللبنانية".

وكانت صحيفة الجمهورية اللبنانية قد ذكرت نقلا عن مصادر قالت إنها مطلعة أن اتصالات عربية ودولية جرت مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لاستكشاف موقف حزب الله وما إذا كان سيوسع المعركة من غزة إلى جنوب لبنان.

وتابعت أن رد حزب الله كان أنه لا يمكن ابللاغ أي طرف محلي وخارجي بما يفكر فيه أو كيف سيتصرف في ما وصفها بـ"المعركة المفتوحة مع إسرائيل"، مضيفا أنه يتابع لحظة بلحظة سير المعركة في القطاع ونتائجها ومسارها المستقبلي.

وذكرت المصادر أن حزب الله يقدر أن هذه المعركة ستطول ، معتبرا أن "إسرائيل عاجزة عن أي فعل جوهري لتغيير المعادلة الجديدة التي حصلت بعد عملية طوفان غزة، لا في غزة ولا في لبنان، وما هي قادرة عليه فقط هو مزيد من الغارات والتدمير والقتل في غزة والضفة الغربية".

وقالت "أما إذا فكّر الإسرائيلي بأي اجتياح بَرّي لغزة أو أي عمل عسكري في لبنان، فهو سيأخذ بالاعتبار جدا وبشكل دقيق، أولا أن إمكانية تحقيق أي خرق ميداني على الأرض في غزة هو أمر صعب حسب المعطيات. وثانيا رد فعل الجبهة الداخلية المنهارة نتيجة انتشار جثث القتلى في المستوطنات والشوارع وثالثا وأخيرا تَرقبه لتحقيق مقولة وحدة ساحات قوى محور المقاومة الممتد من غزة إلى لبنان وسوريا وربما إلى دول أخرى".