تصعيد عسكري خطير بين الهند وباكستان ينذر بانزلاق القوتين النوويتين إلى حرب مدمرة

الرئيس الأميركي يعبر عن أمله في أن يتوقف القتال سريعا جدا بين نيودلهي وإسلام أباد، بينما يتخوف المجتمع الدولي من انزلاق التصعيد العسكري إلى حرب مدمرة في جنوب اسيا.
الثلاثاء 2025/05/06
حالة هلع وطوارئ في الشطر الذي تديره إسلام اباد من كشمير

نيودلهي/اسلام اباد – اشتعل القتال الثلاثاء بين الهند وباكستان، وسط مخاوف دولية من توسع التصعيد العسكري بين الدولتين النوويتين في جنوب اسيا وانجرارهما إلى حرب مدمرة وكارثية على جميع الأصعدة الإنسانية والاقتصادية.

وقالت الهند إنها هاجمت تسعة مواقع في باكستان والشطر الذي تديره إسلام اباد من كشمير حيث كان يجري التخطيط لشن الهجمات ضدها، فيما أفادت باكستان بمقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة 12 آخرين، وفقا لتقييم أولي، لكن قناة سي.إن.إن نيوز-18 الهندية تحدثت عن  مقتل 12 عنصرا وصفتهم بـ"الارهابيين" وإصابة 55 في الهجوم على معاقل "إرهابية" في باكستان.

وأعلنت اسلام اباد أنها بصدد الردّ على الهجوم الهندي الذي أكدت نيودلدهي أنه عملية محدودة ومركزة ضد مراكزلـ"الإرهابيين" ولم يستهدف منشآت عسكرية، بينما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء عن أمله في أن "يتوقف القتال بين الهند وباكستان سريعا جدا" والذي اشتعل إثر شنّ الهند قصفا صاروخيا على باكستان التي ردّت بقصف جارتها بالمدفعية.

وقال ترامب للصحافيين في المكتب البيضاوي "إنه لأمر مؤسف. كما تعلمون، لقد كانوا يتقاتلون لعقود وقرون عديدة. في الواقع، إذا ما فكّرتم في الأمر حقا، آمل فحسب أن يتوقف هذا الأمر سريعا جدا"، مشدّدا على أنّه علم لتوّه بنبأ اشتعال القتال بين البلدين.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات بين البلدين الجارين المسلحين نوويا على الرغم من أن الهند وصفت عمليتها بأنها غير تصعيدية، إلا أن رد الفعل الباكستاني يشير إلى إمكانية حدوث مزيد من التصعيد، فيما يراقب المجتمع الدولي الوضع عن كثب خوفا من نشوب صراع أوسع.

ووقعت الهجمات وسط تصاعد التوتر بين الجارتين النوويتين في أعقاب هجوم على سياح هندوس في الشطر الهندي من كشمير الشهر الماضي أودى بحياة 26 شخصا. وتوعدت نيودلهي بالرد، بينما نفت باكستان أي علاقة لها بالهجوم وقالت إن لديها معلومات مخابرات تشير إلى أن الهند تخطط لهجوم.

وقالت الحكومة الهندية في بيان "قبل قليل، شنت القوات المسلحة الهندية العملية سيندور مستهدفة البنية التحتية الإرهابية في باكستان وجامو وكشمير التي تحتلها باكستان، حيث كان يجري التخطيط لشن الهجمات الإرهابية على الهند وتنفيذها".

وأضافت "كانت إجراءاتنا مركزة ومحسوبة ولا تنطوي على تصعيد. لم تُستهدف أي منشآت عسكرية باكستانية. وقد أظهرت الهند قدرا كبيرا من ضبط النفس في انتقاء الأهداف وطريقة التنفيذ".

وقال متحدث باسم الجيش الباكستاني لقناة جيو التلفزيونية إن الرد الباكستاني جار، دون أن يخوض في تفاصيل، مضيفا أن خمسة أماكن تعرضت للقصف بينها مسجدان وأفاد بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 12.

وقال شهود وشرطي في موقعين على الحدود في الشطر الهندي من كشمير إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية وقصفا مدفعيا مكثفا بالإضافة إلى تحليق طائرات في الجو. وبعد الانفجارات، قال شهود إن الكهرباء انقطعت عن مظفر أباد، عاصمة كشمير الباكستانية.

وفي حين أن التوترات الحالية خطيرة وهناك خطر حقيقي من التصعيد، فإن اندلاع حرب نووية ليس أمرا حتميا. ويمكن أن يمنع الردع النووي وضغوط المجتمع الدولي وإدراك العواقب الكارثية وقوع مثل هذا السيناريو ومع ذلك، فإن استمرار التوترات وعدم وجود آليات واضحة لخفض التصعيد يزيد من المخاطر ويجعل الوضع هشا للغاية.

ويمتلك البلدان ترسانات نووية ضخمة إذ يقدر عدد الرؤوس الحربية الباكستانية بحوالي 170، بينما تمتلك الهند حوالي 180.

وخاض البلدان عدة حروب وصراعات منذ استقلالهما ولا تزال العلاقات بينهما متوترة للغاية بسبب قضايا مثل كشمير والإرهاب عبر الحدود. وعلى الرغم من التصريحات الحادة، يميل الطرفان إلى اتخاذ خطوات محسوبة لتجنب التصعيد الخارج عن السيطرة.

وفي الماضي، كانت المناوشات بين البلدين غالبا ما تتضمن ضربات محددة وردود فعل متبادلة تهدف إلى تجنب حرب شاملة. وأي صراع كبير، ناهيك عن حرب نووية، سيكون له عواقب اقتصادية مدمرة لكلا البلدين وللمنطقة وسيشكل عبئا إضافيا على المجتمع الدولي الذي يكابد لإخماد نزاعات أخرى متفرقة مثل الحرب الروسية الأوكرانية.