تصعيد حوثي: حصيلة دامية في هجومي عدن

عدن (اليمن) - قتل 49 شخصا على الأقل وأصيب 48 بجروح، بينهم 20 عنصر أمن على الأقل، في هجومين استهدفا قوات الأمن في عدن في جنوب اليمن الخميس، بينما تبنى الحوثيون الهجوم الثاني، بحسب حصيلة جديدة أفادت بها وزارة الصحة.
وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 27 شخصا في الهجومين، أحدهما انتحاري ضد مركز للشرطة اتَّهمت قوات الأمن جهاديين بتنفيذه، بينما تبنّى الحوثيون الهجوم الثاني والذي استهدف احتفالا أمنيا.
وقالت ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران إنها شنت هجمات بصاروخ وطائرة مسيرة على عرض عسكري في عدن.
ووقع انفجار في معسكر تابع لقوات الحزام الأمني اليمنية، التي تقاتل إلى جانب التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وكان مصدر طبي وآخر أمني قد تحدث في وقت سابق عن مقتل 32 شخصا على الأقل. وتعالت أصوات الجنود وهرعوا لنقل الجرحى ووضعوهم في شاحنات. وغطت برك الدماء الأرض.
واتهم رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك سعيد وسفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن في تغريدات منفصلة على تويتر إيران بالوقوف وراء الهجوم على العرض العسكري، الذي أعلن الحوثيون المسؤولية عنه، وكذلك المسؤولية عن تفجير استهدف مركزا للشرطة في المدينة الساحلية الخميس قالت مصادر أمنية إنه تم بسيارة ملغومة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الثاني الذي ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أنه أسفر عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة 16 آخرين. ونفذ تنظيم القاعدة في الماضي هجمات بسيارات ملغومة في اليمن.
وقال السفير السعودي محمد آل جابر "الاستهداف المتزامن من قبل الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران لأمن واستقرار العاصمة عدن مؤشر قوي لتوحد أهدافها مع أخواتها الإرهابية داعش وتنظيم القاعدة".
وذكر تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين أن الجماعة استهدفت العرض العسكري بطائرة مسيرة مسلحة وصاروخ باليستي متوسط المدى. وأضاف نقلا عن متحدث عسكري باسم الحوثيين أن "العرض العسكري الذي تم استهدافه في عدن كان يتم التحضير من خلاله للزحف والتصعيد باتجاه مواقع الجيش واللجان الشعبية في محافظتي الضالع وتعز"، حسب زعمه.
مقتل قائد عسكري
قال مصدر عسكري موال للحكومة ومصادر أمنية إن بين القتلى العميد منير اليافعي، وهو شخصية قيادية يمنية. وذكر شاهد عيان لوكالة رويترز "وقع الانفجار خلف المنصة التي أقيم فيها الاحتفال في معسكر الجلاء العسكري في منطقة البريقة في عدن... مجموعة من الجنود كانت تبكي عند جثة يعتقد أنها للقائد".
وكان اليافعي قد نزل للتو من المنصة لتحية أحد الضيوف عندما وقع الانفجار. وكانت أعلام اليمن الجنوبي السابق وأعلام الدول الرئيسية في التحالف ترفرف بينما كانت الفرقة العسكرية تنتظر لتبدأ العزف.
ويأتي التفجيران بعد فترة هادئة نسبيا في عدن التي يعود آخر هجوم انتحاري فيها إلى 24 يوليو.
وقد استغل تنظيم الدولة الاسلامية والقاعدة النزاع الدائر منذ العام 2014 بين المتمرّدين الحوثيين وقوات الأمن الموالية للحكومة، لتعزيز تواجدهما في جنوب اليمن حيث تبنّيا عشرات الهجمات في السنوات الأخيرة.
ويشهد اليمن حربا منذ 2014 بين المتمردين الحوثيين المقرّبين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به عبدربه منصور هادي، تصاعدت في مارس 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للقوات الحكومية.
