تصعيد تركي يناقض مساعي خفض التوتر في إدلب

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار يعلن إطلاق عملية "درع الربيع"  العسكرية ضد النظام السوري.
الأحد 2020/03/01
أكار: لانية لدينا للتصادم مع روسيا

دمشق - أقر النظام السوري الأحد بأن القوات التركية أسقطت طائرتين تابعتين له في إدلب، ويأتي ذلك بعد إعلان تركيا عن إطلاق عملية عسكرية ردا على هجمات كبدتها خسائر فادحة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطائرتين من طراز سوخوي 24 وتم استهدافهما بصواريخ يرجح أنها جو - جو تمت من قبل طائرات تركية طراز إف16- . وأشار المرصد إلى أن الطائرتين سقطتا ضمن مناطق نفوذ قوات النظام في ريف معرة النعمان وجبل الزاوية.

 وأعلنت تركيا أنها أطلقت عملية عسكرية ضد النظام السوري في إدلب في شمال غرب سوريا، رداً على هجمات كبّدت أنقرة خسائر فادحة بمقتل العشرات من الجيش التركي في إدلب، وهو ما يناقض ما تعلنه أنقرة عن رغبتها في احتواء التصعيد في إدلب من خلال محادثاتها مع موسكو.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار "عملية "درع الربيع"، التي بدأت بعد الهجوم في إدلب متواصلة، مضيفاً أنه ليس لدى أنقرة "نية" في الدخول بمواجهة مع موسكو التي تدعم النظام السوري.

وأضاف: "لا نية لدينا للتصادم مع روسيا، هدفنا هو إنهاء مجازر النظام ووضع حد للتطرف والهجرة".

وأشار إلى أن بلاده تنتظر من روسيا استخدام نفوذها لوقف هجمات النظام وإجباره على الانسحاب إلى حدود اتفاقية سوتشي.

وتابع "لا يساور أحد الشك أننا سنرد ضمن حق الدفاع المشروع على كافة الهجمات ضد نقاط المراقبة والوحدات التركية في إدلب".

وأردف: "هدفنا الوحيد في إدلب، عناصر النظام السوري المعتدية على قواتنا المسلحة، وذلك في إطار الدفاع المشروع عن النفس".

وتتناقض تهديدات أنقرة الموجهة للنظام السوري مع نتائج المحادثات التي أجراها مسؤولون أتراك وروس بشأن التصعيد في إدلب.

وحرص بيان الخارجية الروسية السبت على التهدئة حين أورد أن الجانبين اتفقا خلال محادثات الأيام الماضية على خفض التوتر على الأرض في إدلب مع استمرار الأعمال العسكرية هناك.

وكان أردوغان قد طلب من بوتين خلال اتصال هاتفي السبت التنحي جانبا وفسح المجال لمواجهة عسكرية تركية سورية مباشرة، وهو يعرف أن التهدئة في الخطاب الروسي كان الهدف منها تمكينه من التقاط الفرصة والبحث عن تراجع مشرّف يمتص به غضب الشارع التركي بعد سقوط العشرات من القتلى في ضربة سورية منذ ثلاثة أيام فقط.

دمشق تعلن إغلاق المجال الجوي أمام الطيران شمال غرب سوريا وتهدد بإسقاط أي طائرة تخرقه

ووضع مقتل العشرات من الجنود الأتراك في إدلب، أردوغان أمام خيارات محدودة في ضوء تهديداته المتواصلة بشكل جعلت من نظامه يتخبط في ردود الفعل على تقدم الجيش السوري المدعوم من روسيا.

وأعلن الجيش السوري الأحد إغلاق المجال الجوي فوق المناطق الشمالية من البلاد بعد الإعلان عن إسقاط فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة طائرة حربية تابعة للجيش السوري.

وقال مصدر عسكري سوري ، حسبما أفادت وكالة الانباء السورية " سانا" الأحد : سيتم التعامل مع أي طيران يخترق مجالنا الجوي على أنه طيران معادٍ يجب إسقاطه ومنعه من تحقيق أهدافه العدوانية ".

وأضاف المصدر:" تستمر قوات النظام التركي بتنفيذ أعمال عدوانية ضد قواتنا المسلحة العاملة في محافظة إدلب وما حولها، سواء باستهداف مواقع جنودنا الذين يواجهون الإرهابيين بشكل مباشر، أو عبر تقديم جميع أنواع الدعم للتنظيمات المسلحة المصنفة على لائحة الإرهاب وفق القانون الدولي ".

وأكد المصدر أن " هذه الأعمال العدوانية التركية المتكررة لن تنجح في إنقاذ الإرهابيين من ضربات الجيش العربي السوري، وهي تثبت تنصل النظام التركي من جميع الاتفاقات السابقة بما في ذلك مذكرة سوتشي".

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 26 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها السبت جراء هجمات طائرات مسيرة تركية على مواقع للنظام في ريفي إدلب وحلب ليرتفع عدد قتلى قوات النظام خلال أقل من 48 ساعة إلى 74.

كما أسفرت الضربات التركية عن مقتل 10 من حزب الله اللبناني في ريف إدلب، و4 آخرين من ميليشيات مع حزب الله، أحدهم ضابط في الحرس الثوري الإيراني.

وبدأت قوات النظام هجوما كبيرا بغطاء جوي روسي لاستعادة محافظة إدلب، التي تقع بشمال غرب البلاد وتعد آخر منطقة متبقية في أيدي مقاتلي المعارضة المدعومين من أنقرة.