تصعيد إيراني بوضع القوات الأميركية على لائحة الإرهاب

البرلمان الإيراني يعلن دعما إضافيا لفيلق القدس ويصنف البنتاغون "منظمة إرهابية".
الثلاثاء 2020/01/07
إيران ترد بطريقتها: البنتاغون "منظمة إرهابية"

طهران ـ بمقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني، في غارة أميركية بالعاصمة العراقية بغداد، الجمعة الماضي، تتعزز احتمالات المواجهة المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، التي توعدت هي وجماعات إقليمية موالية لها بالانتقام من واشنطن، وإنهاء وجودها العسكري في المنطقة.

وقد صادق مجلس الشورى الإيراني بشكل طارئ، الثلاثاء، على قانون يصنف كافة أعضاء وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" ضمن "المنظمات الإرهابية".

كما أعلن علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني تخصيص دعم إضافي لفيلق القدس التابع للحرس الثوري، وهذا هو أول رد ايراني عملي على تصفية سليماني، الذي كان المسؤول المباشر عن دعم الميليشيات الموالية لايران في المنطقة.

ووفقا لوسائل إعلام إيرانية، فقد أعلن لاريجاني تخصيص 200 مليون يورو (225 مليون دولار) لتعزيز البنية الدفاعية لقوات فيلق القدس عبر الاستقطاع من احتياطي الصندوق الوطني للتنمية خلال الشهرين المتبقيين من السنة المالية الجارية (تنتهي 20 مارس).

وقال إن هذه المخصصات تهدف "لدعم قوات فيلق القدس التي تتولي بدورها دعم المقاومة على مستوى المنطقة"، مؤكدا استصدار موافقة قائد الثورة الاسلامية في استقطاع المبلغ من الصندوق.

وكان البرلمان الإيراني أقر مؤخراً قانوناً يعتبر "إرهابية" القوات الأميركية المنتشرة في القرن الإفريقي إلى آسيا الوسطى، مروراً بالشرق الأوسط.

لكن النص الجديد أدرج وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وكافة القوات الأميركية والمسؤولين عن اغتيال سليماني، وكل شخص معنوي أو حقيقي مرتبط باغتيال سليماني في إطار هذا التصنيف.

وتزامن اعتماد هذا القانون مع مراسم دفن سليماني في مسقط رأسه في كرمان رمزياً.

وكان القانون الذي تم تعديله الثلاثاء، اقر أساساً في ابريل 2019. وهو ينص خصوصاً على أن إيران "تعتبر نظام الولايات المتحدة نظاماً راعياً للإرهاب".

وأشارت إيران حينها إلى أن القانون يأتي في إطار "المعاملة بالمثل" بعدما قررت واشنطن إدراج الحرس الثوري الإيراني على اللائحة الأميركية لـ"المنظمات الأجنبية الإرهابية".

وقتل سليماني الذي يعد مهندس الاستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط، بضربة أميركية الجمعة في بغداد.

وتوعد مسؤولون سياسيون وعسكريون ودينيون في إيران بالانتقام "المزلزل"، بينما تتصاعد الدعوات "لخفض التصعيد" حول العالم خشية من نزاع مفتوح في الشرق الأوسط.

من جهته، ردّ الرئيس الإيراني حسن روحاني، مساء الاثنين، على تهديدات نظيره الأميركي دونالد ترامب بضرب 52 موقعاً إيرانياً، عبر التلويح باستهداف 290 موقعاً أميركياً.

وخاطب روحاني، في تغريدة، ترامب: "من يشير إلى العدد الـ52، عليه أن يفكر أيضاً بالعدد 290"، وذلك في إشارة إلى عدد الضحايا الإيرانيين الذين قتلوا عام 1988، بعد استهداف الطائرة المدنية التي كانت تقلهم من قبل البحرية الحربية الأميركية في الخليج.

وكان الرئيس الأميركي قد حذر، السبت، من أن الولايات المتحدة حددت 52 موقعاً في إيران ستضربها "بسرعة كبيرة وبقوّة كبيرة" إذا هاجمت طهران أهدافاً أو أفراداً أميركيين، رداً على اغتيال سليماني.

وفي تغريدة، قال ترامب إن الرقم 52 يُمثّل عدد الأميركيين الذين احتُجزوا رهائن في السفارة الأميركية في طهران، على مدى أكثر من سنة أواخر عام 1979، ليرد عليه نظيره الإيراني، مساء الاثنين، بالإشارة إلى العدد 290، في تلويح بأنه حال نفذت واشنطن تهديدها بضرب 52 موقعاً إيرانياً، سترد طهران باستهداف 290 موقعاً أميركياً.

وفيما يدعو القادة المدنيون والدينيون والسياسيون في إيران إلى ردّ مزلزل انتقاماً لمقتله، تتزايد الدعوات في العالم إلى "خفض التصعيد"، وهو ما أدى إلى دعوات في الكونغرس الأميركي لإصدار تشريع يمنع الرئيس دونالد ترامب من الدخول في حرب مع إيران.

ويتزايد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحاب واشنطن في عام 2018 من الاتفاق النووي الموقع بين طهران وست قوى كبرى في عام 2015. وفرضت الولايات المتحدة بعد الانسحاب من الاتفاق عقوبات اقتصادية مشددة على إيران.

وقالت إيران الأحد إنها ستتخلى عن جميع القيود على تخصيب اليورانيوم في أحدث إجراء لتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق.

وقال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة رفضت منح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تأشيرة لحضور اجتماع مقرر لمجلس الأمن الدولي في نيويورك يوم الخميس.