تصعيد إسرائيلي ينذر بخروج الأوضاع عن السيطرة في غزة

المئات من الطائرات الإسرائيلية تشن هجمات مكثفة ضد مواقع لحماس في غزة.
الجمعة 2021/05/14
مدنيون في مرمى النيران الإسرائيلية

غزة (الأراضي الفلسطينية) – صعد الجيش الإسرائيلي ليل الخميس ـ الجمعة غاراته العنيفة وغير المسبوقة ضد أهداف في مناطق شمال قطاع غزة، ما أسفر عن وقوع العشرات من الجرحى والشهداء بينهم أطفال.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة استخدام 160 طائرة ونحو 450 صاروخا وقذيفة للإغارة على قطاع غزة الليلة الماضية، مشيرا إلى أنه استهدف 150 هدفا بالقطاع، وقضى على مسؤول كبير بمنظومة إطلاق القذائف المضادة للدروع.

وبدأ المئات من السكان الفلسطينيين عمليات نزوح من شرق قطاع غزة بحثا عن مناطق أكثر أمنا في قلب القطاع، هربا من القصف الإسرائيلي المكثف.

وانقطع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة شمالي القطاع جراء القصف الإسرائيلي الكثيف، كما تصاعدت ألسنة اللهب من المواقع المستهدفة، فيما لم تتسن على الفور معرفة معلومات أخرى عن آثار تلك الغارات.

ورغم الدعوات الدولية إلى التهدئة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن "العملية العسكرية" في قطاع غزة "ستستغرق بعض الوقت".

وخلال زيارة تفقدية لإحدى بطاريات القبة الحديدية المضادة للصواريخ، قال نتنياهو "سيستغرق الأمر بعض الوقت.. من خلال الإصرار، في الدفاع والهجوم، سنحقق غايتنا، وهي استعادة الهدوء لدولة إسرائيل".

وأضاف "هاجم الجيش الإسرائيلي بالفعل المئات من الأهداف، وسنتجاوز الـ1000 هدف بعد قليل".

وبدأت الاثنين القوات الإسرائيلية حملة قصف واسعة على قطاع غزة، حيث أكدت أنها استهدفت المئات من الأهداف لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بينما أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية في القطاع عن مقتل أكثر من 109 فلسطينيين، بينهم 28 طفلا، إضافة إلى 621 جريحا حتى اللحظة.

وشنت الفصائل الفلسطينية ضربات مكثفة على منشآت حيوية في إسرائيل بينها مطارات، وتم اعتراض معظم الصواريخ لكن الهجمات أسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين على الأقل.

وبلغ عدد الصواريخ التي انطلقت من غزّة حتّى الآن نحو 1750 بحسب الجيش الإسرائيلي، الذي نفّذ أكثر من 600 ضربة على القطاع المحاصر الذي يقطنه قرابة مليوني شخص.

وأعلنت كتائب عزالدين القسام الجمعة توجيه ضربة صاروخية كبيرة بـ100 صاروخ من قطاع غزة باتجاه عسقلان، ردا على استهداف الجيش الإسرائيلي للمدنيين وقصف البنية التحتية والمنشآت المدنية في غزة، في حين دوت صافرات الإنذار في عدد كبير من المناطق والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع.

خسائر متنامية
خسائر متنامية

وكانت حركة حماس أعلنت الأربعاء عن مقتل "قائد لواء غزة" وعدد من القادة والعناصر في كتائب القسام، فيما قالت إسرائيل إن قرابة عشرة مسؤولين آخرين في حماس قتلوا، بالإضافة الى مقتل كوادر في حركة الجهاد الإسلامي، وذلك في ضربات على قطاع غزة منذ الاثنين.

ويثير التصعيد المتبادل مخاوف من دخول الهجمات منحى خطيرا في النزاع الأخطر منذ حرب 2014 بين إسرائيل وحركة حماس.

واستمرت الحرب بين حماس وإسرائيل في 2014 خمسين يوما، وتسبّبت في مقتل 2251 شخصا في الجانب الفلسطيني، غالبيتهم مدنيّون، و74 في الجانب الإسرائيلي، غالبيّتهم جنود.

وأثارت المواجهات المستمرة منذ الاثنين غضبا بين عرب الداخل الإسرائيلي الذين خرجوا للاحتجاج، واصطدموا غالبا مع متطرّفين يهود أو مع القوى الأمنيّة. وتخلّلت المواجهات أعمال شغب وتحطيم وإحراق سيارات. ولم تشهد هذه المناطق أعمال عنف كهذه منذ سنوات طويلة.

وأقدم المحتجون في مدينة اللد على إحراق كنيس وعدد من السيّارات  وتبادل العنف، ما حمل السلطات على إعلان "حالة الطوارئ" فيها وفرض حظر تجوّل اعتبارا من الساعة الثامنة ليلا.

وعلى إثر ذلك أمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الخميس بإرسال "تعزيزات مكثّفة" من القوى الأمنية إلى تلك المدن.