تصعيد إسرائيلي يستهدف مواقع عسكرية في تدمر وتيفور السوريتين

القدس - أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه قصف قاعدتين عسكريتين وسط سوريا، إحداهما في مدينة تدمر، وذلك بعد أن أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع غارات جوية إسرائيلية على المطار العسكري في المنطقة.
وتزامن هذا القصف مع توغل قوة إسرائيلية مؤلفة من عدة عربات دفع رباعي في قرية العشة الحدودية مع الجولان السوري المحتل بريف القنيطرة، وفق المرصد الذي أشار أيضا إلى توغل عسكري اليوم السبت على الأطراف الشمالية لقرية معرية في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، دون تسجيل اشتباكات أو مواجهات مباشرة حتى اللحظة.
ويأتي هذا التصعيد وسط استمرار إسرائيل في استهداف الأراضي السورية مستغلة حالة الضعف والانقسام الداخلي رغم الانتقادات العربية والدولية.
وجاء في بيان للجيش أن "القوات الإسرائيلية ضربت مؤخرا قدرات عسكرية استراتيجية متبقية في القاعدتين العسكريين السوريتين في تدمر وتيفور" وهي قاعدة طياس الجوية على بعد نحو خمسين كيلومترا غرب تدمر.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد قال إن "المقاتلات الحربية الاسرائيلية شنّت غارات مستهدفة مطار تدمر العسكري في شرق حمص".
وأضاف المرصد الذي يتخذ مقرا في بريطانيا ولديه شبكة واسعة من المصادر في سوريا، إن أربع ضربات على الأقل أصابت المطار الذي تنتشر فيه قوات تابعة للإدارة السورية الجديدة.
واعتبر مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمان أن "هذه الضربات تحمل رسالة واضحة من إسرائيل إلى الإدارة السورية الجديدة، مفادها أن أي سلاح موجود على الأراضي السورية، أو كان للنظام السابق، فمن الممكن استهدافه."
وذكر أن "الضربات الإسرائيلية على مطار تدمر أسفرت عن إصابة 12 مقاتلاً من المنضمين حديثا إلى وزارة الدفاع، اثنان منهم في حالة حرجة، بالإضافة إلى تدمير المستودع. وتزامن ذلك مع انفجارات في محيط مطار "تي 4” العسكري".
ومنذ سقوط بشار الأسد في الثامن من ديسمبر، نفّذت إسرائيل مئات الغارات على مواقع عسكرية تابعة للنظام السابق في سوريا.
وتقول إسرائيل إنها تريد منع ترسانة الأسلحة للجيش السابق من الوقوع في أيدي السلطات الجديدة بالنظر إلى ماضي الرئيس الانتقالي أحمد الشرع الذي وصفته وزارة الخارجية الإسرائيلية بأنه "ذئب في ثياب حمل".
وانتشر الجيش الإسرائيلي أيضا في المنطقة منزوعة السلاح بين القوات الإسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان السورية، انطلاقا من الجزء من الهضبة الذي احتلته إسرائيل منذ عام 1967 وضمته في عام 1981.
وفي 23 فبراير، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجعل جنوب سوريا "منزوع السلاح" وأشار إلى أن بلاده لن تتسامح مع نشر الحكومة السورية الجديدة قوات إلى الجنوب من العاصمة دمشق.
وكانت الخارجية السورية قد نددت الثلاثاء بغارات إسرائيلية استهدفت محافظة درعا (جنوب) في اليوم السابق، معتبرة أنها عمل "عدواني" يستهدف "استقرار" سوريا.
وأضافت أن "هذه الهجمات المتعمدة، التي تنفّذ بدون أي مبرر، تكشف عن التجاهل التام من قبل إسرائيل للقوانين والأعراف الدولية، تحت ذرائع لم تعد تلقى أي مصداقية".
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974.
واتفاقية فصل القوات تم توقيعها بين إسرائيل وسوريا في 31 مايو 1974، وأنهت حرب 6 أكتوبر 1973 وفترة استنزاف أعقبتها على الجبهة السورية.
وتقرر في الاتفاقية انسحاب إسرائيل من مناطق جبل الشيخ كافة التي احتلتها في الحرب، إضافة إلى مساحة نحو 25 كلم مربعا تشمل محيط مدينة القنيطرة وغيرها من المناطق الصغيرة التي تم احتلالها في حرب 5 يونيو 1967.
وهذه الاتفاقية تحدد الحدود الحالية بين إسرائيل وسوريا والترتيبات العسكرية المصاحبة لها، وتم إنشاء خطين فاصلين، الإسرائيلي (باللون الأزرق) والسوري (باللون الأحمر)، مع وجود منطقة عازلة بينهما.