تصدع الائتلاف الحكومي يقود إسرائيل لانتخابات جديدة

تل أبيب – يواجه الائتلاف الحكومي في إسرائيل أزمة حادة على خلفية خلافات حول الموازنة العامة ما ينذر بتفكك الائتلاف، والسير في انتخابات مبكرة.
وأفضت الخلافات بين قطبي الائتلاف حزب الليكود (يمين) وتحالف أزرق-أبيض (يسار وسط) إلى إلغاء الاجتماع الأسبوعي، الذي يعقد كل أحد، وذلك للمرة الأولى منذ سنوات.
وأعلن حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت متأخر من ليلة السبت/الأحد إلغاء الاجتماع، وأرجع الحزب ذلك إلى رفض تحالف أزرق-أبيض برئاسة وزير الدفاع بيني غانتس، إدراج خطة اقتصادية وضعها نتنياهو، لمواجهة فايروس كورونا بقيمة 8.5 مليار شيكل (نحو 2.5 مليار دولار) على جدول أعمال الاجتماع.
وتعد مسألة إقرار الموازنة العامة، جوهر الخلاف بين قطبي الحكم في إسرائيل. ويريد أزرق-أبيض إقرار موازنة لعامين، وفق ما تضمنه الاتفاق الائتلافي، فيما يطرح الليكود موازنة للفترة المتبقية من العام الجاري؛ بدعوى عدم اليقين جراء جائحة كورونا.
وينبغي، وفقا للقانون الإسرائيلي، تقديم موازنة إلى الكنيست لإقرارها قبل 25 أغسطس الجاري، وإلا سيكون على الكنيست أن يحلّ نفسه، ويتم تحديد موعد لانتخابات مبكرة.
وتشير مجريات الأمور، في ظل تمسك كل من الليكود وأزرق-أبيض بموقفهما من الموازنة، أن فرضية السير في انتخابات مبكرة بات مرجحا وعلى نحو كبير، وهناك اتهامات متبادلة بين “الحليفين الخصمين” بدفع إسرائيل إلى تجرع مرارة كأس الاستحقاق للمرة الرابعة في أقل من سنتين.
ومنذ أبريل 2019، شهدت إسرائيل ثلاث عمليات انتخابية، قبل تشكيل الحكومة الراهنة في مايو الماضي، بموجب اتفاق بين الليكود وأزرق-أبيض وأحزاب صغيرة.
وكان مراقبون قد تكهنوا منذ الاتفاق بين الطرفين بصعوبة استمرار هذا التحالف في ظل التباينات بينهما في العديد من الملفات.
وقال زئيف إلكين وزير التعليم العالي والموارد المائية التابع لحزب الليكود الأحد، إنه في حال أجريت الانتخابات فإن تحالف أزرق-أبيض لن يجتاز نسبة الحسم، مشيرا إلى أن الأزمة التي يشهدها الائتلاف الحكومي قابلة للحل في غضون ثانية، “ولكن إذا لم يتعاف حزب أزرق-أبيض، فسنذهب على الأرجح إلى انتخابات أخرى”.
وهناك شكوك واسعة بأن نتنياهو من يدفع فعليا خلف السير في انتخابات جديدة، للتملص من بند المناوبة على رئاسة الحكومة مع غانتس لاسيما في ظل قضايا الفساد الضاغطة عليه.
وقال وزير القضاء آفي نيسنكورن التابع لتحالف أزرق-أبيض إن “التفسير الوحيد خلف رغبة رئيس الوزراء نتنياهو في الذهاب إلى صناديق الاقتراع هو الامتناع عن الالتزام باتفاقية التناوب والعمل من أجل المواطنين”.
واعتبر نيسنكورن في مقابلة إذاعية “أن الخلاف على الموازنة محير وغريب، وحتى لو ذهبنا إلى صناديق الاقتراع فستكون الميزانية للعام المقبل وليس فقط للعام الجاري”.
الشكوك في رغبة نتنياهو في الذهاب لانتخابات مبكرة تراود أيضا حلفاءه من الحريديين، الذين توعدوا بعدم دعمه، وذهبت كتلة “يهدوت هتوراة” الأحد، حد التلويح بتفكيك كتلة اليمين المؤلفة من الليكود والأحزاب الحريدية الداعمة لنتنياهو.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في يهدوت هتوراة قولها إن “خيار تفكيك كتلة اليمين بشكل نهائي أقرب من أي وقت مضى، وهكذا سيبقى الليكود ونتنياهو وحيدين في الطريق إلى الانتخابات”.
وغرد العضو في الكنيست عن حزب شاس يعقوب ميرغي في تويتر الأحد قائلا “أي أحد يتسبب بانتخابات في هذه الفترة، بالإمكان وفقا لأي تشخيص، إرساله إلى أقرب مصحة نفسية لكي يعيدوا إليه رؤية الواقع المحزن”.
ويرى محللون أن ذهاب نتنياهو في خيار تفكيك الائتلاف الحكومي والسير في انتخابات جديدة لا يخلو من مخاطر لاسيما في ظل تزايد نقمة الشارع عليه جراء تعاطي الحكومة مع أزمة تفشي وباء كورونا.