تصالح أردوغان مع الأسد صفعة للمعارضة السورية

حركة أحرار الشام تقول إنه على الرغم من تفهمها لوضع حليفها التركي فإنها لا تستطيع مجرد التفكير في المصالحة مع الأسد.
الأحد 2023/01/08
المصالحة الكاملة بين أنقرة ودمشق ستكون عملية طويلة

دمشق - قالت دوائر سياسية إن مد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يده إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد سنوات من العداء، يمثل صفعة كبيرة للمعارضة السورية.

وأضافت المصادر أن تركيا، آخر حليف قوي لفصائل المعارضة، تعمل على تغيير مسارها وتتجه في انعطافة كبيرة نحو مصالحة مع دمشق خدمة لمصالحها الداخلية.

وقدمت تركيا دعماً قوياً ومأوى للمعارضين السياسيين لنظام الرئيس السوري بالإضافة إلى تدريب المعارضة المسلحة والقتال إلى جانبها ضد قوات الحكومة السورية.

لكن وزيري الدفاع التركي والسوري اجتمعا في موسكو يوم الثامن والعشرين ديسمبر، وقال مسؤول تركي إن جدول الأعمال تضمن موضوع الهجرة والمسلحين الأكراد المتمركزين على الحدود السورية مع تركيا. وأثار ذلك قلقاً لدى قوى المعارضة السورية السياسية والمسلحة.

وقال زعيم هيئة تحرير الشام، وهي جماعة مسلحة متشددة، في كلمة مسجلة إن المحادثات بين سوريا وروسيا وتركيا تمثل “انحرافاً خطيراً”.

في حال أعاد أردوغان العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد سنوات من الخلافات ستبقى سوريا بمثابة الجائزة الحقيقية

وقالت حركة أحرار الشام، وهي فصيل إسلامي آخر، إنه على الرغم من تفهمها لوضع حليفها التركي فإنها لا تستطيع مجرد التفكير في المصالحة مع الحكومة السورية.

ولم يبد التقارب التركي – السوري وارداً في أوائل الصراع الذي أودى بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وجذب العديد من القوى الأجنبية وقسم سوريا إلى مناطق نفوذ مختلفة.

ولا تخرج جهود المصالحة التي يستعجل أردوغان عقدها مع دمشق عن سياق خطة تصحيح مسار علاقات تركيا الخارجية بدفع من تصاعد مشاكل تركيا الاقتصادية وانقلاب المد السياسي في المنطقة ضده، ليسارع مع هذه المتغيرات إلى إعادة بناء الجسور مع جيرانه.

ويجادل محللون بأن المصالحة الكاملة بين أنقرة ودمشق ستكون عملية طويلة نظرا إلى عمق التصدعات في العلاقات التركية – السورية بما في ذلك دعم أنقرة للميليشيات الإسلامية المسلحة وتعاون النظام السوري في أكثر من مناسبة مع المسلحين الأكراد إضافة إلى ملف اللاجئين، وكلها أمور ترخي بظلالها على التقارب بين البلدين.

ولدى أردوغان دوافعه الداخلية الخاصة أيضا من المصالحة. وهناك غضب متزايد في تركيا بشأن استضافة 3.6 مليون لاجئ سوري، وتُظهر استطلاعات الرأي أن الغالبية العظمى من الأتراك يريدون رحيلهم، وهو الأمر الذي طالبت به أحزاب المعارضة التركية، الأكثر تعاطفاً مع الأسد، منذ فترة طويلة.

ومع تصاعد مشاكل تركيا الاقتصادية وانقلاب المد السياسي في المنطقة ضده، سعى أردوغان لإعادة بناء الجسور مع جيرانه وتقديم نفسه على أنه القائد الذي سيعيد السوريين إلى بلادهم.

وحتى في حال أعاد أردوغان العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، بعد سنوات من الخلافات حول علاقات تركيا مع حماس ومعاملة إسرائيل للفلسطينيين، فستبقى سوريا، حسب محللين، بمثابة الجائزة الحقيقية.

3