تصاعد القتال يرغم عشرات الآلاف من الإثيوبيين على تشكيل مجموعات لحراسة شوارع العاصمة

آبي أحمد ينقل مهامه إلى نائبه ويتجه صوب جبهة القتال ضد قوات تيغراي.
الخميس 2021/11/25
محاولات لتأمين أديس أبابا

أديس أبابا – انضم عشرات الآلاف من الإثيوبيين في أديس أبابا إلى مجموعات لحراسة شوارع أديس أبابا في وقت تقترب فيه المعارك ضد قوات تيغراي من العاصمة، ما أجبر رئيس الوزراء آبي أحمد على نقل مهامه إلى نائبه الأربعاء والانضمام إلى جبهة القتال من أجل قيادة قواته.

وفي فترة الظهيرة كل يوم يجوب عامل البناء جيتاتشو ميجيرسا البالغ من العمر 55 عاما شوارع العاصمة الإثيوبية بحثا عن جواسيس يعملون لصالح قوات إقليم تيغراي المتمرد.

ويقول جيتاتشو، وهو واحد من عشرات الآلاف من سكان أديس أبابا الذين انضموا إلى مجموعات الدفاع عن المدينة بعد أن هدد مقاتلو تيغراي بالزحف إليها الشهر الماضي، إن هذه ليست المرة الأولى التي يدافع فيها عن بلاده ضد المتمردين من إقليم تيغراي.

وقال الجندي السابق “أنا الآن أحمي مدينتي متسلحا فقط بعصا، لكن إذا لزم الأمر وأعطوني سلاحا فسأفعل الشيء نفسه”.

جيفري فيلتمان: قوات تيغراي تمكنت من التحرك جنوبا نحو أديس أبابا
جيفري فيلتمان: قوات تيغراي تمكنت من التحرك جنوبا نحو أديس أبابا

وكل يوم من الظهر حتى الساعة العاشرة مساء يفتش جيتاتشو وفريقه -المكون من عشرات الرجال الذين يرتدون سترات برتقالية زاهية ويلوحون بعصي غليظة- المارة والسيارات بحثا عن أسلحة ومشتبه بهم.

وفي أيام شبابه أمضى جيتاتشو 12 عاما ملتحقا بالجيش تحت حكم النظام الماركسي الذي أطاح به متمردو الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي وحلفاؤها عام 1991. 

وهيمنت الجبهة على الحكومة لما يقرب من ثلاثة عقود، حتى وصل آبي أحمد إلى السلطة عام 2018.

وسرعان ما توترت العلاقات بين حكومة أحمد والجبهة. واندلعت حرب قبل عام في إقليم تيغراي الشمالي أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين وتشريد الملايين ومعاناة ما لا يقل عن 400 ألف شخص في تيغراي من المجاعة.

ولكن قوات تيغراي استعادت السيطرة على معظم الإقليم وتزحف الآن باتجاه الجنوب والشرق إلى منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين وتهدد العاصمة.

وبدأت مجموعة جيتاتشو تسيير دوريات منذ أسبوع. وذات مرة تلقت معلومات عن ثلاثة غرباء يقضون النهار داخل منزل ويخرجون فقط في الليل. كما سمع الجيران الرجال يتحدثون بلغة سكان تيغراي.

وقال جيتاتشو إنه أبلغ الشرطة التي احتجزتهم طوال الليل وفتشت منزلهم.

لكن لم يتم العثور على شيء وتم إطلاق سراحهم. ورغم ذلك أمرته الشرطة بإبقائهم تحت المراقبة.

وقال جيتاتشو “من الواضح أن هناك متسللين عاشوا بيننا لسنوات”.

وقال سولومون فانتاهون، المسؤول في مفوضية شرطة أديس أبابا، إن الشرطة دربت 147 ألف متطوع ومتطوعة في مجالات مكافحة الجرائم والشرطة المجتمعية والانضباط.

وأضاف أن ألفي متطوع تلقوا تدريبات إضافية على إجراء عمليات التفتيش ومساعدة الشرطة، مشيرا إلى أن هؤلاء ساعدوا في ضبط أسلحة وتوجيه الشرطة إلى مشتبه بهم.

وقال سولومون “هؤلاء المتطوعون هم آذان الشرطة وأعينهم”.

يأتي ذلك في وقت نقل فيه رئيس الوزراء الأربعاء مهامه الحكومية اليومية إلى نائبه ديميكي ميكونين قبل أن يتوجه إلى الخطوط الأمامية للقتال ضد قوات تيغراي التي تتقدم صوب العاصمة.

وقال تقرير نشر على موقع فانا الإخباري إن المتحدث باسم الحكومة ليجيسي تولو قدم في مؤتمر صحافي تفاصيل عن نقل مسؤوليات بعض الأعمال اليومية.

وكان آبي أحمد قد أعلن في وقت متأخر من يوم الاثنين أنه يعتزم قيادة الحرب شخصيا ضد قوات جبهة تحرير تيغراي وحلفائها.

وكتب قائلا “لنلتقي في جبهة القتال… حان الوقت للتضحية من أجل قيادة البلاد”.

وهددت قوات تيغراي وحلفاؤها بالزحف إلى أديس أبابا وبدأت بالفعل تتقدم، لكنها تقاتل بشراسة أيضا في محاولة لقطع ممر للنقل يربط بين إثيوبيا الحبيسة وميناء رئيسي في جيبوتي.

وقال المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان مساء الثلاثاء إن الجيش الإثيوبي وجماعات مسلحة من الأقاليم تمكنوا إلى حد ما من وقف تحركات قوات تيغراي لقطع الممر لكن قوات تيغراي تمكنت من التحرك جنوبا صوب أديس أبابا.

ومع تصاعد القتال قرب العاصمة تزداد الأصوات الدولية التي تدعو إلى التهدئة لكن أيضا إلى مغادرة الأجانب للبلاد.

وحضّت بريطانيا الأربعاء رعاياها على مغادرة إثيوبيا في أقرب وقت ممكن بسبب مخاطر اقتراب المعارك من العاصمة.

وجاء في بيان لوزيرة شؤون أفريقيا فيكي فورد أن “النزاع في إثيوبيا يشهد تدهورا سريعا”.

وتابعت “في الأيام المقبلة قد تقترب المعارك من أديس أبابا مما قد يحد بشكل كبير من الخيارات المتاحة أمام الرعايا البريطانيين لمغادرة إثيوبيا”.

وأضافت الوزيرة في البيان “أحض كل الرعايا البريطانيين، أيا كانت ظروفهم، على المغادرة في حين لا تزال الرحلات الجوية التجارية متاحة و(المطار) مفتوحا”.

ومنذ التاسع من نوفمبر تنصح بريطانيا رعاياها بمغادرة إثيوبيا بسبب اشتداد النزاع.

وحاليا يحذّر مكتب الخارجية والكومنولث والتنمية من أن المعارك “يمكن أن تشهد تصعيدا وأن يتّسع نطاقها سريعا”.

وأعفت لندن بشكل مؤقت الراغبين في مغادرة إثيوبيا إلى بريطانيا من شرط الاستظهار بالنتيجة السلبية لفحص كوفيد – 19 قبل السفر.

وجاء الإعلان بعد أن كشفت دبلن أن أديس أبابا طردت أربعة من دبلوماسييها الستة العاملين في السفارة الإيرلندية بسبب موقف إيرلندا من النزاع الدائر على الأراضي الإثيوبية.

5