تصاعد التوتر في شمال سوريا يلقي بظلال قاتمة على الخارطة الروسية لاستعادة العلاقات بين سوريا وتركيا

الأسد يؤكد أن محادثات التطبيع يجب أن تتناول الانسحاب التركي من سوريا ومكافحة الإرهاب.
السبت 2023/06/17
تصعيد يصعب توقع مآلاته

دمشق - تصاعد التوتر مؤخرا في مناطق شرق الفرات الخاضعة لسيطرة ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مع تكثيف الطائرات المسيرة التركية هجماتها على مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، تزامنا مع حديث روسي عن خارطة طريق لاستعادة العلاقات السورية - التركية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن الخميس، إنه تم تكثيف هجمات الطائرات المسيرة التركية على المواقع العسكرية الكردية في ريف محافظة حلب الشمالية، مع شن 7 جولات من الهجمات استهدفت 4 مواقع لقوات سوريا الديمقراطية.

وفي وقت سابق الخميس، أُلغيت دورية روسية - تركية مشتركة قرب المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، بحسب المرصد. وأوضح أن الوحدات العسكرية الروسية والتركية اجتمعت الخميس وقررت إلغاء الدورية بسبب التصعيد الحالي. وتُصنف تركيا قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية، وهي العمود الفقري لقوات قسد، كجماعات إرهابية.

ميخائيل بوغدانوف: المسودة الروسية لخارطة الطريق جاهزة الآن، مهمتنا التالية هي مناقشتها مع شركائنا
ميخائيل بوغدانوف: المسودة الروسية لخارطة الطريق جاهزة الآن، مهمتنا التالية هي مناقشتها مع شركائنا

وتزامنا مع الوضع العسكري على الأرض، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف للصحافيين الأربعاء في موسكو، إن مسودة خارطة الطريق لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، التي اقترحتها موسكو، جاهزة الآن.

وأردف "إن المسودة الروسية لخارطة الطريق جاهزة الآن، مهمتنا التالية هي مناقشتها مع شركائنا وإحراز مزيد من التقدم في هذا الأمر، ونأمل أن تمكّننا محادثات أستانا من إحراز تقدم كبير".

وأضاف أن نواب وزراء خارجية روسيا وسوريا وتركيا وإيران سيجتمعون في العاصمة الكازاخية يوم 21 يونيو الجاري، مشيرا إلى أن وفدا روسيا كبيرا سيحضر الاجتماع.

وفي 10 مايو التقى وزراء خارجية الدول الأربع في موسكو، واتفقوا على إعداد خارطة طريق لتبسيط العلاقات بين دمشق وأنقرة. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع أشاد السفير الروسي لدى سوريا ألكسندر إيفيموف بالتقدم المحرز في إعادة العلاقات السورية - التركية.

وقال إيفيموف "إن النتائج المُحققة حتى الآن (..) إيجابية، فالطريق مهما كان طويلا يبدأ دائما بخطوة، وغالبا ما تكون الخطوة الأصعب والأكثر أهمية"، مشيرا إلى أن "انتقال سوريا وتركيا إلى اتصالات عامة مباشرة بعد أكثر من 10 سنوات من تجميد العلاقات الثنائية بينهما، هو في حد ذاته نجاح كبير".

وقبل الإعلان الروسي الأخير، قال الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين الماضي، إن محادثات التطبيع بين سوريا وتركيا يجب أن تتناول الانسحاب التركي من سوريا ومكافحة الإرهاب.

وأشار الأسد خلال اجتماعه مع كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني علي أصغر خاجي إلى أن الأهداف الرئيسية لسوريا في المحادثات المقبلة هي الانسحاب التركي من الأراضي السورية ومكافحة الإرهاب.  وقد توسطت إيران وروسيا في محادثات التطبيع بين سوريا وتركيا مؤخرًا، حيث رتبتا عدة اجتماعات على مستوى وزراء الدفاع والخارجية.

2