تصاعد التوتر بين جونسون والبرلمان يعمّق أزمة بريكست

لندن - أثارت تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لغطا كبيرا داخل البرلمان البريطاني، حيث اتهم المشرعين البريطانيين بمحاولة منع عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قائلا إن البرلمان أصبح "عاجزا".
وقال مراقبون إن العلاقات المتوترة بين رئيس الوزراء الحالي والبرلمان ستزيد من عزلة جونسون وستؤثر سلبا على مجريات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وطلب رئيس مجلس العموم البريطاني جون بيركو من النواب الخميس الكف عن معاملة بعضهم كأعداء وذلك بعد يوم من انتقاد العديد من النواب لحديث رئيس الوزراء، قائلين إنه يعمق الانقسام في البلاد.
وقال بيركو في البرلمان "بالأمس... كانت الأجواء في الجلسة أسوأ من كل ما شهدته خلال 22 عاما في المجلس".
وأضاف "هلا سمحتم لي أن أطالب الزملاء بخفض مستوى الصوت ومعاملة بعضهم بعضا بصفتهم خصوما وليس أعداء".
وقال جونسون لأعضاء مجلس العموم الذي استأنف جلساته أمس بعدما قضت المحكمة العليا بعدم قانونية تعليق عمل البرلمان، وأنه يمنعه من القيام بدوره الطبيعي، "هذا البرلمان لا يرغب في إتمام عملية الخروج على الإطلاق".
وتجاهل جونسون الدعوات التي طالبته بالاستقالة أو الاعتذار عن تعليق البرلمان، قائلا إن المحكمة أخطأت بالتدخل في "ما هو بالأساس مسألة سياسية، وفي وقت يشهد جدالا وطنيا كبيرا".
وأضاف جونسون أنه بالاستمرار في معارضة خطط الخروج من التكتل الأوروبي في 31 أكتوبر، باتفاق أو بدون اتفاق، فإن المشرعين يمنعونه من "الوفاء بأولويات الناس" في الخدمات الصحية، وحفظ النظام وغيرها من المجالات.
وواجه جونسون صيحات إضافية من مشرعي المعارضة تطالبه بالاستقالة، حيث قال زعيم المعارضة جيريمي كوربن "لا أحد يستطيع أن يثق في رئيس الوزراء هذا.. يجب أن يرحل لصالح هذا البلد".

كما حث ايان بلاكفورد، زعيم الحزب القومي الاسكتلندي في البرلمان، جونسون على الاستقالة، قائلا إن وجوده في المجلس يظهر أنه "يعتقد حقا أنه فوق القانون".
واتهم بلاكفورد جونسون باستخدام "لغة مهينة.. لا تليق بزعيم أي دولة". وأشار إلى وصفه للتشريع الذي يستهدف منع الخروج من الاتحاد الأوروبي في 31 نوفمبر بدون اتفاق بأنه "عمل استسلام".
كما قال نايجل فاراج زعيم حزب "بريكست" لشبكة "اي تي في" إنه يتعين على جونسون أن يتنحى عن منصبه. وقد تحدى جونسون قادة المعارضة أن يطرحوا الثقة بحكومته في البرلمان، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى إجراء انتخابات جديدة، في صورة خسارة الحكومة الاقتراع.
وقال جونسون أمام البرلمان، وسط دعوات باستقالته من منصبه:" إنهم يريدون تغيير الحكومة، دعوهم يخوضوا انتخابات".
وأضاف" إذا كان الحزب المعارض لا يثق، حقيقة، بالحكومة، فإن لديهم الفرصة للتعبير عن ذلك"، في إشارة إلى حزب العمال المعارض الرئيسي.