تشييع جثمان قايد صالح على وقع الاحتجاجات

الحداد الوطني على وفاة رئيس الأركان الجزائري لم يمنع المتظاهرين من مواصلة حراكهم.
الأربعاء 2019/12/25
رحيل في وقت حرج

الجزائر - تجمع آلاف الجزائريين لتشييع جثمان قائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح، الذي شارك في حرب الاستقلال عن فرنسا وهو شاب وأصبح هذا العام رجل النظام القوي.

وألقى كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين الجزائريين وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الأربعاء، نظرة الوداع الأخيرة على جثمان قائد الأركان الراحل الفريق أحمد قايد صالح، الذي توفي الاثنين الماضي، إثر أزمة قلبية.

ونظمت مراسم وداع رجل الجزائر القوي في قصر الشعب بالعاصمة، وظهر رئيس الجمهورية، متأثرا أثناء وقوفه أمام نعش الراحل إلى درجة الإجهاش بالبكاء في مشاهد نقلت مباشرة على شاشات التلفزيون المحلية.

وتوالى كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين بالجزائر إلى جانب أفراد عائلة القائد الراحل وسفراء عدة دول على توديع قايد صالح الذي قال عنه تبون، إن البلاد "فقدت بطلا من أبطالها وأن موته حدث قاس في وقت حساس".

وخارج قصر الشعب اصطفت حشود كبيرة من المواطنين لوداع قايد صالح، فيما شهدت شوارع وسط العاصمة وقفات ترحم عليه تحولت إلى مسيرات تنعيه.

وتأتي مراسم توديع قائد المؤسسة العسكرية صاحب النفوذ الكبير، مع تواصل المظاهرات الرافضة للمسار الحالي، حيث خرج المئات من المواطنين الجزائريين مجددا إلى الشوارع في العاصمة على الرغم من مرسوم الحداد الوطني في أعقاب وفاة الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش ونائب وزير الدفاع، وذلك للمطالبة بتغييرات حقيقية في البلاد.

ونظم نحو ألف شخص من الطلاب والمواطنين مجددا الثلاثاء تظاهرتهم الأسبوعية - وهي الـ44 على التوالي -  رغم الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام.

وليس هناك أي شعار أو لافتة تستهدف مباشرة قايد صالح الذي طالما كان عرضة لهتافات ضده في تظاهرات "الحراك"، حركة الاحتجاج في الجزائر منذ 22 فبراير.

وقال العديد من الطلاب إن "وفاة قايد صالح لا تغير شيئًا" بالنسبة لـ"الحراك".

وتوفي الفريق أحمد قايد صالح فجأة نتيجة أزمة قلبية الاثنين عن 79 عاما بعد أن رسم سياسة الدولة، ردا على احتجاجات شعبية استمرت على مدار العام مطالبة بتغيير شامل للنخبة الحاكمة، وحضر على مراسم تنصيب عبدالمجيد تبّون رئيسا للبلاد.

وعندما بلغت الاحتجاجات ذروتها في أبريل، دعا قايد صالح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حليفه منذ فترة طويلة للتنحي مما دفع الرئيس للاستقالة بعد فترة وجيزة.

ورغم تعيين رئيس مؤقت، كان ينظر لقايد صالح باعتباره الماسك بزمام الأمور في البلاد. ولم يسع لسحق الاحتجاجات السلمية بالعنف لكن العديد من المتظاهرين اعتبروه العقبة الرئيسية في طريقهم.

وضغط قايد صالح من أجل إجراء انتخابات لاختيار خليفة لبوتفليقة وجرت انتخابات اعتبرها المحتجون مسرحية إذ أن السلطة الحقيقية ظلت بيد الجيش.