تشميع مقر "بربر تي.في" الأمازيغية يثير الجدل في الجزائر

الجزائر - شمّعت السلطات الجزائرية مقر تلفزيون “بربر تي.في” (Berbère Télévision) بالجزائر العاصمة بعد مداهمته الأحد من قبل فرقة للشرطة القضائية لمبررات تجارية، حسب صحافيين من القناة.
وأعلنت إدارة القناة توقفها عن إنتاج البرامج بسبب ظروف قالت إنها “استثنائية خارجة عن إرادتها”. وجاء في منشور على صفحتها في موقع فيسبوك “نظراً لظروف استثنائية خارجة عن إرادتها، لا تستطيع Berbère Télévision توفير برامجها المعتادة”. وأضافت القناة “نعتذر لمشاهدينا، سيتم إصدار بيان قريباً لشرح أسباب هذا الوضع”.
وأكدت وسائل إعلام جزائرية أن القناة لا يمكنها الاستمرار حاليًا في تصوير برامجها بالجزائر حتى إشعار آخر، لكنها ستستمر في البث بموجب القانون الفرنسي لأنها موطّنة في فرنسا.
وتبث قناة “بربر تي.في” باللغة الأمازيغية أساسًا، وتركز برامجها على إبراز الثقافة الأمازيغية للجزائر، كما تشتهر ببرامجها السياسية ذات السقف المرتفع في انتقاد السلطة.
وخلف إغلاق القناة رد فعل سياسي من جانب حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض، الذي اعتبر أن الأمر يدخل في إطار الهجوم المفرط على حرية التعبير، معبرًا عن تضامنه مع القناة والعاملين فيها.
إغلاق القناة خلف رد فعل سياسي من جانب حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض، الذي اعتبر أن الأمر يدخل في إطار الهجوم المفرط على حرية التعبير
وذكر الصحافي علي بوخلاف الذي ينشّط برنامجًا بالقناة أن قرار الإغلاق جاء بذريعة إدارية.
ويعود سبب التشميع من الناحية الرسمية إلى أسباب تجارية تتعلق بشركة المناولة التي تصور برامج لصالح القناة التي تعتبر أجنبية في القانون الجزائري، والتي يوجد ملفها حاليًا لدى بنك الجزائر.
وتشير فرضيات إلى أن بث القناة لمحاضرة نشطها المعارض الجزائري والرئيس السابق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي الذي يقيم في فرنسا تعرض فيها لتعاطي السلطات مع قضايا التاريخ واحتكاره، سبب تشميع التلفزيون.
من جانبها انتقدت “بربر تي.في” ما نقلته قناة “الحياة” الجزائرية عبر صفحتها على فيسبوك من “معلومات كاذبة” بخصوص أسباب غلق مكتب شركة “High TOP” التي تنتج برامج تلفزيونية لقناة “بربر تي.في” في الجزائر. وقالت قناة “الحياة” إن سبب إغلاق المقر هو عدم “فوترة الخدمات التي تقدمها الشركة”.
وأضاف بيان قناة “بربر تي.في” على فيسبوك “ننشر لكم وبشفافية تامة السجل التجاري High TOP والذي تظهر عليه رموز أنشطة الشركة: وكالة إشهار (إعلان) ووكالة اتصالات ونشر وتوزيع المنتجات السمعية والبصرية ووكالة صحافية”.
وعبرت القناة في بيانها عن أسفها “لهذا النقص في الضمير المهني وانعدام الاحترافية في التعاطي مع المعلومة”. وطالبت إدارةَ قناة “الحياة” بالسحب الفوري لهذه التصريحات المغلوطة والاعتذار العلني.
وأثار قرار تشميع مقر القناة في الجزائر جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بين مرحب بالقرار على اعتبار أن القناة “تنفذ أجندة سياسية انفصالية”، وبين منتقد له على اعتبار أنه “تضييق على الحريات وإخراس لكل الأصوات الخارجة عن السرب”.
واعتبر معلق:
وكتب ثالث في نفس السياق:
وتساءل ناشط جزائري:
moaminebr@
السؤال المطروح هل نحن فعلًا دولة ديمقراطية تحترم الحقوق والحريات العامة؟ بدأت براديو أم ولحقت لبربر تي.في والقادم أظلم.. أين الرأي الآخر والمعارضة؟ وبعد ذلك نسبّ ونخوّن من يلجأون إلى الدول الأوروبية لكي يعارضو! لا أعتقد أنه بالتضييق وقمع الصحافة أيّا كان توجهها نبني الجزائر الجديدة.
من جانبه اعتبر إعلامي:
واستنكر سعيد صالحي نائب رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان على حسابه في تويتر تشميع مقر القناة، معتبرا أنه “استفزاز” وأن “القوة الاستبدادية تدفع إلى العنف”. وأعرب عن تضامنه مع الصحافيين وفريق تلفزيون “بربر تي.في” في الجزائر وباريس.