تشكيل أول جسم أمني مشترك بين غرب ليبيا وشرقها

اتفاق على إنشاء مركز دراسات متخصص في مجالات أمن الحدود لتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، ما يشكل خطوة نحو توحيد المؤسسة العسكرية.
الاثنين 2025/03/03
هل يكون العسكريون قدوة للمدنيين

طرابلس - أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا، الأحد، عن اتفاق على تشكيل مركز دراسات متخصص في مجالات أمن الحدود مشترك بين المؤسسات العسكرية في شرق ليبيا وغربها.

ويشكل هذا الاتفاق خطوة هامة نحو توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا، والتي تعاني من انقسام منذ سنوات.

وقالت البعثة الأممية، في بيان، إن "أعضاء فريق التنسيق الفني المشترك لأمن الحدود المكون من ممثلي المؤسسات العسكرية والأمنية في شرق وغرب ليبيا (...) المسؤولة عن أمن الحدود ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، شارك في اجتماع تنسيقي ليومين نظمته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بتونس".

واتفق المجتمعون، وفق البيان، على "تشكيل مركز دراسات يتولى إجراء دراسات متخصصة في مجالات أمن الحدود".

وأوضحت البعثة أن "فريق التنسيق الفني المشترك صاغ مقترحا لتشكيل مركز للدراسات يقدم تحليلا للمخاطر المتعلقة بأمن الحدود وحلولا عملية يمكن تطبيقها على أرض الواقع، وحدد واجبات ومهام المركز وبنيته التنظيمية ".

وتعد هذه المرة الأولى التي يُعلن فيها رسميا عن تشكيل جسم أمني مشترك بين القوات الليبية المنقسمة بين شرق البلاد وغربها بسبب الصراع السياسي الذي شهدته البلاد.

ويعتبر توحيد المؤسسة العسكرية خطوة حاسمة لتحقيق الاستقرار والأمن في ليبيا، حيث تقود البعثة الأممية حوارا بين الجانبين منذ سنوات حوارا بين الجانبين وذلك ضمن لجنة "5+5"، التي تضم 5 أعضاء من المؤسسة العسكرية في غرب ليبيا ومثلهم من طرف قوات الشرق.

ويأتي هذا الحوار تطبيقا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف بسويسرا، في أكتوبر 2020، بين أطراف النزاع الليبي المتحاربة آنذاك.

كما تقود البعثة الأممية حوارا آخر يهدف لإيصال ليبيا إلى انتخابات تحل أزمة صراع بين حكومتين، إحداهما معترف بها دوليا، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة ومقرها طرابلس (غرب)، وتدير منها كامل غرب البلاد.

أما الثانية فهي حكومة عيّنها مجلس النواب مطلع 2022، ويترأسها حاليا أسامة حماد، ومقرها بنغازي (شرق)، وتدير منها كامل شرق البلاد ومعظم مدن الجنوب.

وتواجه ليبيا منذ الإطاحة بنظام الزعيم الراحل معمر القذافي في 2011 صراعات سياسية ومسلحة مستمرة، مما أدى إلى انقسام البلاد بين حكومتين متنافستين فيما تسعى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا من خلال دعم الحوار السياسي وتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية.

تواجه ليبيا تحديات كبيرة في مجال أمن الحدود، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، والهجرة غير النظامية، وتهريب الأسلحة، وهو ما يثير قلق القوى الغربية وخاصة دول شمال المتوسط.

ويهدف تشكيل مركز الدراسات الجديد إلى تقديم تحليلات دقيقة للمخاطر المتعلقة بأمن الحدود وتقديم حلول عملية يمكن تطبيقها على أرض الواقع.

ومن المتوقع أن يسهم هذا المركز في تعزيز التعاون بين المؤسسات العسكرية في شرق وغرب ليبيا وتحقيق استقرار أكبر في البلاد وهو ما يعتبره الليبيون أمرا مبشرا لإنهاء حالة الانقسام في البلاد.

ويأمل الليبيون أن تؤدي هذه الجهود إلى تحقيق استقرار دائم وإنهاء الفترات الانتقالية المتواصلة منذ الإطاحة بنظام القذافي. ومن المتوقع أن يسهم المركز في تقديم حلول عملية للمشكلات الأمنية التي تواجه البلاد وتحقيق استقرار أكبر في المنطقة.