تشكيك في تعهّد الصومال بالقضاء على حركة الشباب

الحركة لها جذور اجتماعية عميقة في مختلف أنحاء البلاد فيما خبرات وقدرات القوات الحكومية لا تزال محدودة.
السبت 2023/08/19
حركة روعت الأهالي والقوات الأمنية على السواء

مقديشو - قال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إن هجوما عسكريا على حركة الشباب يستهدف القضاء على الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة خلال الأشهر الخمسة المقبلة، لكن خبراء أمن تشككوا في هذا الإطار الزمني وسط الهجمات المتكررة من الجماعة المتشددة.

ويعتزم محمود إطلاق المرحلة الثانية من الحملة رسميا في الأيام القادمة من بلدة طوسمريب وسط البلاد، وهي موقع يتجمع فيه الآلاف من الجنود قبل نشرهم على جبهات القتال.

وبدأت المرحلة الأولى في أغسطس من العام الماضي بمساندة الجيش لجماعات مسلحة من العشائر في وسط البلاد. وهذا التعاون النادر ساهم في تحقيق أكبر المكاسب على الأرض في مواجهة المتشددين منذ منتصف العقد الماضي، لكن حركة الشباب استمرت في تنفيذ هجمات تُسقط قتلى استهدفت فيها مواقع عسكرية ومدنية.

وتستهدف المرحلة الثانية منطقة جنوب الصومال، وهي منطقة تعد المعقل التقليدي لحركة الشباب. وتحمل الحركة السلاح ضد الحكومة منذ 2006. وقال الرئيس خلال لقاء في طوسمريب الخميس إن البلاد تريد القضاء على حركة الشباب خلال الأشهر الخمسة القبلة.

◙ حركة الشباب تبحث من خلال هجماتها الأخيرة على حدود كينيا والصومال عن ملاذ بديل محتمل في حال فشلت في وقف المرحلة الثانية من الحرب التي شُنت ضدها

وأضاف أنه في حالة عدم القضاء على الحركة بالكامل، فإن ما سيتبقى سيكون بمثابة جيوب قليلة بها عدد محدود من أعضاء الحركة الذين لا يمكنهم التسبب في مشكلات. وشكك محللون أمنيون في إمكانية تنفيذ تعهدات القضاء على الحركة وقالوا إن لها جذورا اجتماعية عميقة في مختلف أنحاء البلاد بينما خبرات وقدرات القوات الحكومية محدودة.

وعاد مسلحون متشددون إلى بعض المناطق الريفية التي سيطرت عليها قوات حكومية خلال المرحلة الأولى وكبدوا أعداءهم خسائر فادحة. وقتل ما لا يقل عن 54 جنديا من قوات حفظ السلام الأوغندية أثناء هجوم في مايو الماضي، كما قتل 30 جنديا صوماليا على الأقل في يوليو الماضي أثناء هجوم انتحاري داخل أكاديمية عسكرية في العاصمة مقديشو.

ومنذ مايو الماضي ازدادت وتيرة الهجمات الإرهابية لمقاتلي الشباب في مناطق الحدود الكينية – الصومالية، وهو ما رجح محللون صوماليون أن يكون محاولة من قبل الحركة لزيادة عملياتها على حدود البلدين البالغة نحو 900 كيلومتر، مستغلة ضعف آليات المراقبة في هذه المنطقة الشاسعة.

ووفق محللين تبحث حركة الشباب، من خلال هجماتها الأخيرة على حدود كينيا والصومال، عن “ملاذ بديل محتمل” في حال فشلت في وقف المرحلة الثانية من الحرب التي شُنت ضدها وتقودها الحكومة الصومالية بمشاركة قوات من دول الجوار.

وفي فبراير الماضي نظم الصومال اجتماعا أمنيا رباعيا ضم إلى جانبه كينيا وإثيوبيا وجيبوتي، حيث تمخض عن تشكيل قوات مشتركة للقضاء على حركة الشباب نظرا للمخاوف الأمنية المشتركة التي تنتاب دول الجوار.

2