تشغيل مصفاة الدقم يوسع آفاق صادرات التكرير العمانية

سلطنة عمان تتطلع إلى زيادة قدرات التكرير من أجل تلبية الطلب المتزايد على الوقود، والتوسع في صادرات المشتقات النفطية بدلا من بيع النفط الخام.
الخميس 2023/09/14
نظرة مختلفة للإنتاج

الدقم (سلطنة عمان)- نقلت سلطنة عمان استثمارات صناعة التكرير إلى آفاق أوسع بتدشينها باكورة صادرات وقود الديزل من أحد أكبر مصافي الشرق الأوسط.

ومن المتوقع أن تعزز هذه الخطوة طموحات البلد الخليجي وموقعه وخارطة الخدمات التي يمكن تقديمها لزيادة القدرة التنافسية محليا وعالميا لتلبية الطلب المتنامي على المشتقات النفطية.

وتتطلع صناعة النفط في البلاد إلى زيادة قدرات التكرير من أجل تلبية الطلب المتزايد على الوقود، والتوسع في صادرات المشتقات النفطية بدلا من بيع النفط الخام.

وذكرت مصادر تجارية وبيانات تعقب السفن الأربعاء أن مصفاة الدقم العمانية الجديدة شحنت أول شحنة من الديزل الثلاثاء الماضي في تشغيل تجريبي لمجمع التكرير، أحدث منشأة تبدأ عملياتها في المنطقة.

35

ألف طن من وقود الديزل حجم أول شحنة يتم تصديرها من مصفاة الدقم إلى أفريقيا

وبدأت المصافي في الشرق الأوسط في تعزيز الطاقة الإنتاجية للاستفادة من الأرباح القوية من مبيعات المنتجات المكررة مدفوعة بقلة الإمدادات والمخزونات عالميا. وكانت مسقط قد استهدفت تدشين المصفاة في البداية مطلع عام 2020، ولكن تم تأجيل ذلك بسبب الأزمة الصحية وتداعيات الإغلاق الاقتصادي المنجرّ عنها.

وأكدت ثلاثة مصادر تجارية لرويترز أن مصفاة الدقم، التي تعمل بطاقة 230 ألف برميل يوميا وهي مشروع مشترك مناصفة بين شركة النفط العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية، بدأت التشغيل التجريبي في منتصف هذا العام.

وقال شافي العجمي الرئيس التنفيذي لشركة البترول الكويتية العالمية هذا الأسبوع إن “مشروع مصفاة الدقم اكتمل بنسبة 98.9 في المئة مع نهاية يوليو الماضي”.

وتعتبر مصفاة الدقم، التي بلغت كلفة تشييدها 7 مليارات دولار، جزءا من منطقة صناعية بدأت مسقط ببنائها قبل ست سنوات وتضم مشاريع نفطية وتكريرية وبتروكيماوية وأخرى صناعية ولوجستية لأغراض التعبئة والتوزيع والتسويق.

ومنطقة الدقم الصناعية التي تبعد حوالي 550 كيلومترا عن العاصمة مسقط أكبر مشروع اقتصادي منفرد في السلطنة، وهي تأتي في إطار جهود البلاد لتنويع موارد اقتصادها وتقليص اعتماده على إيرادات النفط.

وأظهرت بيانات تعقب السفن من شركات كبلر وفورتيكسا وأل.أس.إي.جي أن المصفاة قامت بتحميل 35 ألف طن على الأقل من الديزل على الناقلة هيلاس مارغاريتا وأن الشحنة متجهة إلى شرق أفريقيا.

وقال مصدران في شركة لسمسرة شحن السفن لرويترز، لم تذكر هويتهما، إن “من المقرر تحميل شحنة ثانية من الديزل يبلغ حجمها نحو 50 ألف طن من مصفاة الدقم في الأيام القليلة المقبلة وستتجه أيضا إلى شرق أفريقيا”.

دول الخليج تواجه تحديات من أجل زيادة طاقة الإنتاج للإيفاء بالطلب الأوروبي وفق حصة من المرجح أن تكبر مع مرور الوقت ما دام النزاع في شرق أوروبا قائما لفترة أطول

ووفقا لبيانات شركتي أل.أس.إي.جي وكبلر، قامت مصفاة الدقم أيضا بتصدير نحو 25 ألف طن من النافتا في يونيو الماضي، فضلا عن تصدير ما يقرب من 90 ألف طن من زيت الوقود عالي الكبريت بين نهاية أبريل ومنتصف مايو الماضيين.

وترتكز رؤية الحكومة لمصفاة الدقم على أن تصبح شركة تكرير بمستوى عالمي، ما يعزّز النمو الاقتصادي وقدرات إنتاج المشتقات النفطية في البلد الخليجي لتتجاوز 500 ألف برميل يوميا، ما يجعل مسقط على مشارف طفرة في هذه الصناعة.

ويثير الحظر الأوروبي على كافة أنواع الوقود الروسي تقريبا تدافع بلدان الاتحاد بحثا عن بدائل سريعة، ليس أقلها من منطقة الخليج العربي، التي ستستغل الفرصة لجني عوائد أكبر من بيع المشتقات النفطية.

وتواجه دول الخليج تحديات من أجل زيادة طاقة الإنتاج للإيفاء بالطلب الأوروبي وفق حصة من المرجح أن تكبر مع مرور الوقت ما دام النزاع في شرق أوروبا قائما لفترة أطول.

ومن هذا المنطلق تطمح مسقط إلى استكمال عمليات تشغيل المشروع الضخم بشكل كامل في أسرع وقت ممكن ووفق المعايير الدولية المعمول بها لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من بيع المواد المكررة.

وتكمن أهمية سلطنة عمان في الشرق الأوسط والعالم مع امتلاكها احتياطات نفطية مؤكدة تبلغ حوالي 5.4 مليار برميل، ما يضعها في المرتبة الثانية والعشرين عالميا ويساعدها في زيادة قدرتها على التكرير.

10