تشغيل ثاني محطات براكة النووية يدعم مزيج الطاقة النظيفة بالإمارات

أبوظبي – دخلت الإمارات مرحلة جديدة الخميس مع بدء التشغيل التجاري لثاني مفاعلات محطة براكة النووية، والتي ستدعم مزيج إنتاج الكهرباء الخالي من الانبعاثات الكربونية ضمن خطط البلد الخليجي لتنويع مزيج الطاقة النظيفة.
ويسعى البلد الخليجي، وهو منتج كبير للنفط وعضو في منظمة أوبك، إلى تنويع مزيج الطاقة، بإضافة الطاقة النووية لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء وتعزيز الاستدامة والمساعدة في إتاحة المزيد من الخام للتصدير.
وأعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في بيان أنه “بدأ التشغيل التجاري لثاني محطات براكة للطاقة النووية السلمية، والتي ستضيف 1400 ميغاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة.

سهيل المزروعي: بهذا الإنجاز قطعنا شوطا كبيرا نحو ريادتنا العالمية
وأوضحت المؤسسة أن إنتاج الكهرباء من محطات براكة النووية سيرتفع إلى 2800 ميغاواط بعد تشغيل محطتين من أصل 4 مفاعلات.
وتضم محطة براكة التي ستبلغ قدرتها الإنتاجية مع اكتمال المفاعلات الأربعة نحو 5600 ميغاواط أي ما يعادل ربع احتياجات الإمارات من الكهرباء النظيفة.
وتأتي الخطوة بعد أقل من عام من تدشين المفاعل الأول، حيث بدأت الإمارات في أغسطس الماضي في إنتاج الكهرباء النظيفة من المفاعل الأول بنفس قدرة إنتاج المحطة الثانية وتجري الاستعدادات التشغيلية للمحطة الثالثة، في حين وصلت نسبة الإنجاز للمحطة الرابعة 96 في المئة.
وكان من المقرر افتتاح أول مفاعل نووي إماراتي في أواخر عام 2017، ولكن تم تأخيره عدة مرات.
ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى سهيل المزروعي وزير الطاقة، قوله إنه “مع تشغيل المحطة الثانية في براكة نكون قد قطعنا شوطا كبيرا نحو ريادتنا العالمية في مجال الطاقة وخاصة الصديقة للبيئة”.
وأكد أنه بهذه الخطوة اقتربت الإمارات بشكل أكثر من تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050 التي رسمت ملامح القطاع لثلاثة عقود مقبلة.
وأضاف “يمثل التشغيل إنجازا آخر تحقق اليوم للبرنامج النووي السلمي الإماراتي في إطار مسيرتنا الهادفة إلى توفير الطاقة الكهربائية الوفيرة والصديقة للبيئة على مدار الساعة”.
وتهدف الحكومة من وراء هذا المشروع الضخم، الذي بدأت إنشاءه في العام 2012 إلى تعزيز الاستفادة السلمية من هذه الطاقة في دعم النمو الاقتصادي مستقبلا.
وباتت الإمارات العضو 33 في مجموعة الدول المنتجة للكهرباء من الطاقة النووية، فيما تعد محطة براكة أول مشروع للطاقة النووية متعدد المحطات يدخل مرحلة التشغيل في العالم العربي.
وتقع محطة براكة في منطقة الظفرة غرب إمارة أبوظبي وتولى كونسورسيوم بقيادة كيبكو الكورية الجنوبية بناءه في اتفاق بلغت قيمته أكثر من 20 مليار دولار.
ويؤكد المسؤولون الإماراتيون أن البرنامج النووي بات نموذجا يحتذى دوليا لإنتاج الطاقة الصديقة للبيئة، حيث يقدم منهجا سريعا لخفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة فضلا عن تعزيز أمن الطاقة والمساهمة في مرونة الشبكات وفي مواجهة التغير المناخي.

وقال حمد الكعبي المندوب الدائم للإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن “الإمارات التزمت مع الوكالة بتطبيق أفضل الممارسات الدولية وأعلى معايير الجودة والسلامة”.
ويعد التشغيل التجاري للمحطة الثانية في براكة إنجازا في غاية الأهمية منذ إطلاق المشروع، حيث شهدت الإمارات توقيع اتفاقية 123 مع الولايات المتحدة، والتي تعتبر أقوى اتفاقية ثنائية للتعاون النووي السلمي في التاريخ.
وقال جاسم حسين ثابت العضو المنتدب في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) المملوكة للحكومة “لقد ساهمت شركة أبوظبي للنقل والتحكم (ترانسكو) التابعة لطاقة بدور في هذا الإنجاز من خلال عملية الربط بشبكة الكهرباء في الإمارة”. وأضاف “بات يمكن توصيل الكهرباء منخفضة الكربون من براكة إلى المستخدمين في أبوظبي وخارجها”.
وتابع “بإمكاننا توفير كهرباء خالية من الانبعاثات الكربونية والحدّ بشكل كبير من البصمة الكربونية لدعم المبادرة الاستراتيجية للحياد الكربوني بحلول 2050”.
ويقول خبراء إن هذه المرحلة ستؤدي إلى تعزيز الدور الجيواستراتيجي للإمارات في منطقة الشرق الأوسط، باعتبارها أول قوة نووية عربية، كما سيخلق تراكما في الخبرات، قد يشكل رصيدا في كوادر ستحتاجها دول عربية أخرى في تنفيذ مشاريع مماثلة. وتؤكد الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في الإمارات أن محطة براكة النووية تتمتع بحماية شديدة من المخاطر الأمنية.