تشريعات جديدة تمنح دفعة قوية لمجلس دبي للإعلام

دبي - منح قانون جديد في الإمارات مجلس دبي للإعلام المزيد من الصلاحيات مع توسيع دائرة اختصاصه لتنفيذ إستراتيجيات وخطط لتطوير قطاع الإعلام في دبي بأسلوب فعّال يتسم بالكفاءة وسرعة الأداء ومواكبة التطور العالمي السريع في هذا المجال، وصولا إلى تحقيق أعلى مستويات التنافسية وفق أرقى المعايير العالمية.
وحدد المرسوم رقم 66 لسنة 2024 “مجلس دبي للإعلام” السلطة المختصة في إمارة دبي بالقيام بجميع المهام والصلاحيات المنوطة بتنظيم الإعلام والأنشطة الإعلامية بما في ذلك مناطق التطوير الخاصة، والمناطق الحرة بما فيها مركز دبي المالي العالمي، فيما ستتولى “سلطة دبي للتطوير”، تلك الصلاحيات، وبالتنسيق مع المجلس، في المناطق الخاضعة لنطاق اختصاصها.
كذلك، صدر المرسوم رقم 67 لسنة 2024 الذي نقل بموجبه “لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي” من “سلطة دبي للتطوير” إلى “مجلس دبي للإعلام”، ونقل جميع المهام والصلاحيات المنوطة باللجنة.
وأكد الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس دبي للإعلام، أن هذه التشريعات من شأنها تعزيز قدرة المجلس على إحداث نقلات نوعية في إعلام دبي بما يواكب الأهداف الطموحة للإمارة ويسهم في ترسيخ مكانتها كمركز عالمي رائد للإبداع والابتكار، ووجهة أولى للمواهب والكفاءات الإعلامية ومؤسسات الإعلام من حول العالم.
وقال إن التشريعات الجديدة تمثل دفعة قوية للمجلس تدعم دوره في تعزيز مكانة دبي مركزا عالميا رائدا للتطوير الإعلامي، مضيفا “لدينا تصورات واضحة ومؤشرات أداء محددة سنعمل في ضوئها لتطوير القطاع بناء على تحليل دقيق لمكونات المشهد الإعلامي في دبي، والتطور العالمي الحاصل في صناعة الإعلام.”
ووجه بسرعة العمل على تنفيذ الأهداف التي أوردتها التشريعات الجديدة، تأكيدا لدور المجلس كجهة الاختصاص الأولى في الإشراف على الأنشطة الإعلامية المختلفة في إمارة دبي، بما يضمن أعلى مستويات التنسيق ويسهم في إنجاح إستراتيجيات التطوير الإعلامي وفق أفضل المعايير والممارسات.
وفصل القانون رقم 29 لسنة 2024 أهداف مجلس دبي للإعلام التي تشمل توحيد الجهود الإعلامية في الإمارة لتبني رؤية شاملة وإستراتيجية فعالة للقطاع الإعلامي في دبي، ومتابعة الأداء في تنفيذ الإستراتيجية الإعلامية، وتعزيز التنافسية الإعلامية لإمارة دبي، وترسيخ مكانتها مركزا عالميا للمواهب الإعلامية الشابة، ودعم وتطوير الكوادر الإعلامية الإماراتية، والنهوض بالأنشطة المرتبطة بصناعة الأفلام والألعاب الإلكترونية.
ووسع القانون اختصاصات مجلس دبي للإعلام، باعتباره الجهة الحكومية الرئيسية المعنية بقطاع الإعلام في إمارة دبي، لاسيما قطاعيّ صناعة الأفلام والألعاب الإلكترونية، بمنح المجلس صلاحيات تطوير وتعزيز هذين القطاعين، بصفتهما من الصناعات المهمة في عالم الإعلام الجديد، وذلك من خلال دعم البحث والتطوير والابتكار، وتنفيذ الإستراتيجيات اللازمة للترويج للأفلام والألعاب الإلكترونية، ومسؤولية دعمها على المستويين المحلي والدولي، إضافة إلى تنمية المواهب المحلية وتوفير الفرص التدريبية والتعليمية، والعمل على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية في هذين المجالين وتوفير الحوافز للمستثمرين، وتشجيع التعاون الدولي في مجالات الأفلام والألعاب الإلكترونية.
وفي ضوء الاختصاصات الجديدة التي أوردها القانون، بنقل “لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسّينمائي” من “سلطة دبي للتطوير” إلى مجلس دبي للإعلام، تم تأسيس “مكتب دبي للأفلام والألعاب الإلكترونية”، على أن يكون تابعا لمجلس دبي للإعلام، حيث سيحل المكتب الجديد محل اللجنة في تحقيق المستهدفات الإستراتيجية التي أوردها القانون، وبما يكفل تأكيد فرص الارتقاء بمجالي صناعة الأفلام والألعاب الإلكترونية كرافدين مهمين في مجال الإعلام الجديد، وبما يحملاه من فرص نمو كبيرة على الصعيد العالمي.
وقالت منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، إن التشريعات الجديدة التي وسعت من اختصاصات وصلاحيات مجلس دبي للإعلام كجهة الاختصاص الحصرية بحوكمة القطاع الإعلامي وتطوير السياسات والتشريعات الخاصة به وإيجاد ضوابط واضحة للأنشطة الإعلامية في الإمارة، تعد بمثابة انطلاقة جديدة في مجال الارتقاء بقدرات إعلام دبي، وتعزيز تنافسيته، حيث سيواصل المجلس العمل على سنّ سياسات ووضع إستراتيجيات تواكب التطور العالمي، واستكمال منظومة شاملة للتطوير بالتنسيق والتعاون مع الجهات المحلية والاتحادية المختلفة للوصول بقطاع الإعلام في دبي إلى أعلى مستويات التميز، وتأكيد إسهام القطاع في دعم التنمية الشاملة في الإمارة.
وأضافت المري أن مسيرة التطوير والتنمية في دبي تميزت بكونها مدعومة بأطر تشريعية واضحة تتسم بالمرونة والقدرة على المواكبة السريعة للتطورات العالمية، بما لتلك الأطر القانونية من أهمية كضمانة محفزة للاستثمار ودعم اكتشاف وإعداد وتنمية الكفاءات المحلية ومنحها الممكنات اللازمة للازدهار، وكذلك تعزيز تنافسية قطاع الإعلام عبر تهيئة بيئة تنظيمية تقوم على أساس فهم واضح لمتطلبات تطوير القطاع واحتياجات مؤسساته، مؤكدة أن المجلس مستمر في استحداث السياسات الداعمة للإعلام والممكنة له تأكيدا لمكانة دبي كمركز إقليمي وعالمي للإبداع والتميز الإعلامي.
وسيتم استحداث “مكتب دبي للتصاريح الإعلامية” تحت مظلة مجلس دبي للإعلام، في ضوء المهام والصلاحيات الممنوحة للمجلس كسلطة مختصة بتنظيم قطاع الإعلام في إمارة دبي.
وأوضحت نهال بدري، الأمين العام لمجلس دبي للإعلام، أن “مكتب دبي للتصاريح الإعلامية” سيتولى منح التصاريح المتعلقة بالأنشطة الإعلامية في إمارة دبي، والتنسيق مع “سلطة دبي للتطوير” بشأن الأنشطة الإعلامية التي تتم في المناطق الخاضعة لها، حيث سيقوم المكتب بوضع إستراتيجية عمل شاملة تتعلق بتنظيم هذه الأنشطة في تلك المناطق، وبالتعاون مع السلطة، مشيرة إلى أن المكتب سيباشر مهامه وفق آلية تعتمد على الدقة وسرعة الأداء في إطار التفهم الكامل لمتطلبات العمل الإعلامي، وما تستدعيه من تعاون في تمكين الجهات الإعلامية من القيام بمهامها بأسلوب سلس، يواكب مكانة دبي كمركز رئيسي للإعلام في المنطقة.
وحول الدور المنتظر لـ”مكتب دبي للأفلام والألعاب الإلكترونية”، أشارت بدري إلى أن المكتب سيكون الجهة المسؤولة عن تفعيل أطر تنظيمية تدعم صناعة الأفلام والألعاب الإلكترونية لتنميتهما وتعزيز إسهامهما في اقتصاد دبي، كما سيكون مسؤولا عن إصدار الموافقات الخاصة بإنشاء وتطوير المنصات الرقمية التي تسمح بإنتاج وتوزيع الأفلام والألعاب الإلكترونية بكفاءة وفعالية، وكذلك الإشراف على الترويج للأفلام والألعاب الإلكترونية المحلية في الأسواق الدولية، ودعم العلامات التجارية المحلية، بما يعزز مكانة دبي كمركز رائد عالميا للتطوير الإعلامي، علاوة على مراجعة محتويات الأفلام والألعاب الإلكترونية، للتأكد من توافقها مع التشريعات والمعايير الأخلاقية للمجتمع.