تشدّد إسرائيلي يكرس تردد السعودية إزاء التطبيع

عمان- أضافت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المزيد من التعقيدات في مسار إقامة علاقات طبيعية مع المملكة العربية السعودية، والذي سعت واشنطن إلى إطلاقه وجدّد الرئيس دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة دعوته الرياض للشروع فيه.
وجاء رفض تل أبيب السماح لوفد وزاري عربي يضم وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بزيارة الضفة الغربية كمظهر على التشدّد الإسرائيلي إزاء الفلسطينيين وقضيتهم التي تجعل الرياض من حلّها وفقا لمقتضيات مبادرة السلام العربية شرطا للتطبيع مع تل أبيب.
وقال الأمير فيصل بن فرحان في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظرائه الأردني والمصري والبحريني في العاصمة الأردنية عمّان بعد اجتماع عبر الفيديو مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنّ “رفض إسرائيل زيارة هذه اللجنة إلى الضفة هو تجسيد وتأكيد لتطرفها ورفضها أي محاولات جدية لمسلك السلام الدبلوماسي،” مضيفا قوله “واضح أنّهم لا يريدون إلا العنف.”
وتابع “إذا كانت الحرب في غزة قد أوضحت شيئا، فهو أن الحلول العسكرية لا فائدة منها ولن تأتي بالأمن لأي طرف لذلك لا بدّ من حل سياسي ونهائي.”
◄ نحو 150 دولة اعترفت بدولة فلسطين، فيما أقامت مجموعة من الدول العربية علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار رؤيتها التي تقوم على استخدام تلك العلاقات في إيجاد حلّ سلمي للقضية
وكان يفترض أن يقوم الوفد الأحد بزيارة إلى الضفة الغربية للقاء عباس، إلا أن إسرائيل أعلنت أنها “لن تتعاون” مع الزيارة الهادفة إلى “الترويج لإقامة دولة فلسطينية”. وقال الوفد السبت إن تل أبيب رفضت السماح له باستخدام الأجواء التي تسيطر عليها للهبوط في رام الله.
وقال وزير الخارجية السعودي “في غزة حرب إبادة، وفي الضفة الغربية خطوات متتالية من الواضح أنها تهدف لإضعاف السلطة الفلسطينية، وبالتالي تقويض إمكانية قيام الدولة الفلسطينية.”
إلا أنه أكّد أن اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة لمتابعة الوضع في قطاع غزة، ستواصل جهودها الدبلوماسية للوصول إلى حل الدولتين.
وأشار إلى أن الوزراء تحدثوا مع عباس عن هذه الجهود والمؤتمر الذي سيعقد في نيويورك في 18 يونيو برئاسة فرنسا والسعودية “لدفع أكبر قدر ممكن من الدول للاعتراف بدولة فلسطين وتجييش الرأي العام الدولي والسياسة الدولية لإيجاد مسار سريع لوقف الحرب في غزة.”
وتابع “مرة أخرى أؤكد من يتبنى نهج أن لا حلّ إلاّ حل الدولتين عليه أن يتبنى أيضا مواقف تدعم هذا النهج ومن ضمنها الاعتراف بالدولة الفلسطينية.”
واعترفت نحو 150 دولة بدولة فلسطين، فيما التحقت مجموعة من الدول العربية بكل من مصر والأردن في إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار رؤيتها التي تقوم على استخدام تلك العلاقات في إيجاد حلّ سلمي للقضية الفلسطينية، لكن السعودية لم تنضم إلى حدّ الآن إلى تلك الدول.