تشانغان الصينية تخطف الأنظار بطراز يوني-تي ذاتي القيادة

لا تكفّ الشركات الصينية عن إبهار المتابعين والمستهلكين حول العالم بسيارات مبتكرة تنافس أحدث الطرز، التي تنتجها منافساتها الناشئة أو تلك الشركات، التي لها باع طويل في هذه الصناعة، ويبدو أن تشانغان أوتوموبيل ستكسر القاعدة على أساس أنها كيان مملوك للحكومة عندما قدّمت نموذجا لطراز ذكي مزوّد بأنظمة القيادة الآلية.
تشونغتشينغ (الصين)- في خطوة قد تجعل ثاني أكبر علامات تجارية لصناعة السيارات في الصين لاعبا رئيسيّا في الأسواق العالمية في مجال الذكاء، أعلنت تشانغان أوتوموبيل المملوكة للدولة عن نجاح التجارب لطرازها يوني-تي المزود بأنظمة قيادة ذاتية، فضلا عن تقنيات تجعلها من أفضل سيارات الكروس أوفر حاليا.
ورغم التدابير الاحترازية بسبب وباء كورونا، تحدى الرئيس التنفيذي للشركة تشو هوارونغ ذلك وقام بتجربة النظام الجديد شخصيا، حيث قاد السيارة لمسافة تزيد عن عشرين كيلومترا خلال حدث بث مباشر عبر الإنترنت لمدة ساعة تقريبا.
ونشرت الشركة على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي تلك التجربة، والتي يُتوقع أن تحظى بتأييد أكبر بعد اكتمال كافة المراحل.
ونظام القيادة الآلية لهذه السيارة من الجيل الثالث قادر على التعرّف على المركبات والإشارات المرورية وتوجيه المركبة بشكل مستقلّ تماما دون تدخّل السائق.
كما يمكّن النظام في سيارة يوني-تي ضمان الحركة الآمنة على الطرق السريعة بمساعدة أنظمة الذكاء الاصطناعي، والتي تتيح اختيار المسار الأمثل للحركة على الطرق.
وتقول تشانغان إن السيارة كروس أوفر متوسطة الحجم لديها قدرات قيادة ذاتية في ظل ظروف تشغيل محددة. وفسرت الشركة ذلك بالإشارة إلى أنه في حال كانت حركة المرور أقلّ من 40 كلم في الساعة، يمكن للسيارة التعرّف على ما يحيط بها والتوجيه والتسارع والفرامل وفقا لذلك ودون أيّ رقابة بشرية.
وأكد المطوّرون في الشركة أنه يمكن للسيارة أن تقود نفسها بسرعات أعلى أيضا، ولكن في ظل هذه الظروف من المتوقّع أن يراقب السائق ظروف الطريق باستمرار، ويكون جاهزا للسيطرة إذا طلب النظام المستقلّ المساعدة.
وإذا كان هذا يبدو وكأنه وصف لميزة التحكّم الآلي في السيارات، فإنها لن تكون بعيدة عن الأخطاء كما حصل في السابق. ويشير تحليل لمسؤولي السلامة الفيدراليين بشأن حادث لسيارة تسلا الأميركية قبل أشهر، وقالوا في تقرير نشروه قبل مدة إن أنظمة المستوى الثالث ليست معصومة من الخطأ.
ويقول المحللون إنه في بعض الأحيان تفشل تلك الأنظمة في تحديد محيطها بدقة، وبالتالي يمكن أن تواجه مشكلة خطيرة إذا فشل السائق في تولّي السيطرة بسرعة. ولذلك تؤكد تشانغان أنها ستعالج هذه القضية المهمة بحلول 2025 عندها تخطط للانتقال إلى المستوى التالي للقيادة الذاتية.
ويتعامل المستوى الرابع مع جميع واجبات القيادة تلقائيا في ظل ظروف محددة، كما أنه يتوافق مع نظام المستوى الثالث بشكل أفضل عبر القدرة على سحب السيارة وإيقافها بأمان إذا لم يتول السائق المسؤولية بسرعة.
ولم تغفل الشركة الصينية عن الناحية التصميمية في ابتكار سياراتها الذكية فيوني-تي تأتي بهيكل أنيق ومميز بطول يتجاوز الأربعة أمتار، وهو مزوّد بقبضات أبواب مدمجة داخله تخرج عند الضغط عليها كما في سيارات تسلا الأميركية.
كما تم تزويد المركبة، التي ستأتي بعدّة نماذج وبمحركات بنزين بسعة 1.5 و2.0 لتر بنظام التعرّف على الوجه لمراقبة السائق والتفاعل بين الإنسان والكمبيوتر.
ومن المرجّح أن تبدأ الشركة، التي ساهمت سابقا في إنتاج مركبات عسكرية رباعية الدفع للجيش الصيني تسويق سياراتها يوني-تي في الصين أولا أواخر العام الجاري بأسعار تصل إلى عشرين ألف دولار.