"تشات جي.بي.تي" يسرع الخطى لاستبدال الصحافيين بالذكاء الاصطناعي

المؤسسات الإعلامية التي تنتج محتواها الأصلي الذي لا يتمكن الذكاء الاصطناعي من تجميعه ستبقى على قيد الحياة.
الجمعة 2023/03/03
هل يقنع المحتوى المتميز الناس بترك هواتفهم

لندن - قال ماتياس دويبفنر الرئيس التنفيذي لمجموعة الإعلام الألمانية “أكسل سبرينغر”، إن الصحافيين معرضون لخطر استبدالهم بأنظمة ذكاء اصطناعي مثل “تشات جي.بي.تي”، لكنه أكد في نفس الوقت أن المحتوى الأصلي يقاوم ثورة التكنولوجيا.

وأفاد دويبفنر في رسالة داخلية إلى الموظفين “يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على جعل الصحافة المستقلة أفضل مما كانت عليه في أي وقت مضى أو ببساطة استبدالها”.

وذاع صيت تطبيق “تشات جي.بي.تي” بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث يتيح للأشخاص كتابة الأسئلة وتلقي الإجابات على مجموعة كبيرة من الموضوعات.

ويمكن لهذا التطبيق أن يقوم بكتابة المقالات والتقارير وتنفيذ أي عمل آخر يرغب به شخص ما بناء على تقنية الذكاء الاصطناعي. وقد يغير قواعد اللعبة في عالم التكنولوجيا.

يمكن لهذا التطبيق أن يقوم بكتابة المقالات والتقارير وتنفيذ أي عمل آخر يرغب به شخص ما بناء على تقنية الذكاء الاصطناعي

ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية تصريحات دويبفنر في إطار تقرير عن خطته لزيادة إيرادات الصحيفة الألمانية “بليد” وتحويلها نحو الإعلام الرقمي البحت، مشيرة إلى أن تخفيضات الوظائف لا تزال قائمة جراء تطور الذكاء الاصطناعي ودعمه في إنتاج المواد الصحافية، ما يجعل العديد من الوظائف الصحافية زائدة عن الحاجة.

وأشار دويبفنر إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل “تشات جي.بي.تي” تعد ثورة في ميدان المعلومات، وستكون قريبا أفضل في تجميع المعلومات من الصحافيين البشر، حسب قوله.

وشدد على أن التكيف مع هذا التغيير ضروري جدا لاستمرارية المؤسسات الصحافية في المستقبل. فالمؤسسات التي ستتميز بالقدرة على إنشاء محتواها الأصلي الذي لا يتمكن الذكاء الاصطناعي من تجميعه ستبقى على قيد الحياة.

وبحسب التقرير، يجب التركيز على الصحافة الاستقصائية والحديث الحصري، وتتبع الدوافع الحقيقية وراء الأحداث، فهذه الأمور ستظل مهمة الصحافيين.

ومجموعة “أكسل سبرينغر” ليست أول منفذ إخباري يعول على استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى. ففي يناير الماضي أعلنت “بازفيد” أنها تخطط لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز محتواها والاختبارات عبر الإنترنت.

وذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” أن صحيفتي “ديلي ميرور” و”ديلي إكسبريس” في المملكة المتحدة تستكشفان أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي، وإنشاء مجموعة عمل للنظر في “إمكانات وحدود التعلم الآلي مثل تشات جي.بي.تي”.

ومنذ إطلاقه في نوفمبر من العام الماضي، حصل “تشات جي.بي.تي” على أكثر من 100 مليون مستخدم وسرع الاتجاه الذي تم توقعه منذ فترة طويلة بشأن جعل بعض الوظائف زائدة عن الحاجة من الذكاء الاصطناعي.

وأشارت دراسة أجراها بنك “يو.بي.أس” السويسري إلى أنه “في 20 عاماً من التداول على الإنترنت، لا يمكننا أن نتذكر ارتفاعاً أسرع مما حققه هذا البرنامج الخاص بالمستهلكين”.

وبات الموقع الإلكتروني الخاص بشركة “أوبن أي.آي”، التي تمتلك “تشات جي.بي.تي” وتستضيفه، واحداً من بين أكثر 50 موقعاً إلكترونياً في العالم يدخل إليه المستخدمون، وفق موقع “ديجيتال أدوبشن دوت كوم”.

ويبدو أن التطبيق أثار شهية الشركات الكبرى للسير بهذا الاتجاه وإطلاق تطبيقات منافسة، والبداية مع الملياردير الأميركي إيلون ماسك الذي خفض عدد الموظفين في تويتر، ويسعى للاعتماد أكثر على الذكاء الاصطناعي الأقل كلفة من البشر.

حح

وخلال الأسابيع الأخيرة تواصل ماسك مع باحثين في الذكاء الاصطناعي بهدف تأسيس مختبر أبحاث جديد لتطوير منافس لتطبيق “تشات جي.بي.تي” التابع لشركة “أوبن.أي.آي” وفق ما ذكر موقع “ذي إنفورميشن”.

ولقيادة فريقه الجديد، يحاول ماسك الفوز بخدمات الباحث إيغور بابوشكين المستقيل من وحدة “ديب مايند أي.آي” التابعة لشركة “ألفابت”، والمتخصصة في نماذج تعلم الآلات التي تشبه تلك المستخدمة في “تشات جي.بي.تي”.

وانتقد ماسك باستمرار شركة “أوبن أي.آي” التي شارك في تأسيسها عام 2015 قبل أن يغادرها بعد سنوات قليلة بسبب قيود الحماية الخاصة بـ”تشات جي.بي.تي” التي تحد من إنتاج النصوص بحجة الإساءة للمستخدمين.

وقال الملياردير في العام الماضي إن تقنية “أوبن أي.آي” كانت مثالًا على إطلاق العنان لتدريب الذكاء الاصطناعي، وسط تكهنات بأن يكون منافسه لـ”تشات جي.بي.تي” أقل فرضًا للقيود.

ويمكن للبرنامج إنشاء نصوص متطورة للغاية من مطالبات المستخدم البسيطة، وإنتاج أي شيء من المقالات والتطبيقات الوظيفية، إلى القصائد والأعمال الخيالية. وهو نموذج ذو لغة كبيرة، يتم تدريبه عن طريق تحميل مليارات من الكلمات من النص اليومي عبر الويب إلى النظام. ثم يعتمد على كل هذه المواد للتنبؤ بالكلمات والجمل في تسلسلات معينة.

ومع ذلك فقد تم التشكيك في دقة إنتاج التطبيق، حيث وجد أكاديمي أسترالي أمثلة على النظام الذي يقوم باختلاق المراجع من مواقع الويب والإشارة إلى اقتباسات مزيفة.

وثبت أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة مثير للجدل أيضًا. وذكر أن موقع الويب التكنولوجي “سينت” يستخدم أداة “أوبن أي.آي” لإنشاء مقالات يتم فحصها لاحقًا بواسطة محررين بشريين للتأكد من دقتها قبل النشر.

وأقر الموقع في يناير أن البرنامج به بعض القيود، بعد أن كشف تقرير أن أكثر من نصف القصص التي تم إنشاؤها من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي كان يجب تحريرها بحثًا عن أخطاء. وفي أحد الأمثلة، تم إجبار “سينت” على إصدار تصحيحات رئيسية لمقال توضيحي حول الفائدة المركبة التي تحتوي على عدد من الأخطاء البسيطة.

5