تشابك المصالح يؤجج الخلافات بين فرنسا وبريطانيا

باريس - يتوقع خبراء أن يستمرّ توتر العلاقات بين باريس ولندن مع تولي ليز تراس رئاسة الحكومة البريطانية، بسبب قرب البلدين الجغرافي وتشابك مصالحهما.
ولم تخف تراس هذه التوترات من خلال ردها في أغسطس أمام الناشطين من حزبها على سؤال لمعرفة ما إذا كانت تعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الداعم بشدة للمشروع الأوروبي، “كصديق أو عدو” حين قالت إنها ستحكم عليه “وفقا لأفعاله”.
ورد ماكرون بالقول إن “بريطانيا دولة صديقة وقوية وحليفة بغض النظر عمن يقودها، وأحيانا على الرغم من الأخطاء الصغيرة التي قد يرتكبونها في تصريحاتهم العامة”.
وبعد فوز تراس الاثنين برئاسة حزب المحافظين أبدى ماكرون استعداده “للتمكن من العمل بين حلفاء وأصدقاء” مشددا خصوصا على “التعاون في مجال الطاقة” بين البلدين.
وهناك العديد من الخلافات بين فرنسا وبريطانيا لاسيما إدارة ملفات ما بعد بريكست مثل صيد الأسماك أو إيرلندا الشمالية.
ويرى السفير البريطاني السابق في باريس بيتر ريكتس أنه “بسبب القرب الجغرافي وحركة التنقل الكبرى للأشخاص والبضائع، يمكن أن تحصل احتكاكات بشأن بريكست خصوصا بين بريطانيا وفرنسا”.
وأضاف ريكتس “يمكننا أن نراهن على بقاء مستوى مرتفع من التوتر والاحتكاكات على الحدود” لاسيما بسبب دخول نظام أوروبي جديد هو “إيتياس” لمراقبة المسافرين المعفيين من تأشيرات دخول خلال إقاماتهم القصيرة في الاتحاد الأوروبي، حيز التنفيذ السنة المقبلة.

بيتر ريكتس: يمكننا أن نراهن على بقاء مستوى مرتفع من التوتر
وهناك خلافات حدودية أيضا علنا بين الدولتين حول صيد الأسماك - وهو خلاف يبدو أنه تمت تسويته حاليا - أو الهجرة غير القانونية إلى بريطانيا عبر المانش.
وتهدد لندن بانتظام بوقف مدفوعاتها البالغة سنويا عشرات ملايين اليورو إلى باريس لمكافحة هذا العبور غير الشرعي حيث تجاوز عدد الأشخاص الذين قاموا بذلك هذه السنة 27 ألفا أي العدد المسجل تقريبا طيلة سنة 2021 (28526).
وفي المقابل وعلى الساحة العالمية، يتخذ البلدان الكثير من المواقف المشتركة.
وتقول جورجينا رايت الباحثة في معهد مونتاين في باريس إن العاصمتين “لا تتوصلان على الدوام إلى الحلول نفسها لكنهما تتشاركان الكثير من المواقف”.
والبلدان مرتبطان أيضا منذ 2010 بمعاهدات لانكستر هاوس التي كرست تعاونهما في مجال الدفاع خصوصا تطوير الصواريخ.
وأعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أنها تأمل في “بداية جديدة في العلاقات الفرنسية البريطانية” معربة عن أسفها لأن العلاقات “وبسبب موقف بريطانيا من المسائل الأوروبية، ليست على مستوى الدور الذي يجب أن يقوم به بلدانا”.
وفي الوقت الراهن، يبدو أن القادة البريطانيين يريدون خصوصا إثبات أن البلاد يمكن أن تتولى مكانتها كقوة أساسية على الساحة الدولية رغم بريكست تحت شعار “بريطانيا العالمية”.