تشاؤم إسرائيلي من فرص التوصل إلى تسوية مع لبنان

بيروت – أماطت وسائل إعلام إسرائيلية اللثام عما جرى في الجولة الثانية من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، مشيرة إلى وجود نقاط تباعد كبيرة قد يصعب تجاوزها.
وتحدثت صحيفة “إسرائيل هيوم” عن “مصاعب بالغة في المحادثات بين إسرائيل ولبنان، بعد أن قدّم الطرفان مقترحاتٍ استفزازية ومتطرفة مقارنةً بالموقف الافتتاحي (للمفاوضات)”.
وقالت الصحيفة التي بدت متشائمة إزاء إمكانية الوصول إلى تسوية “في جولة المحادثات الأخيرة، قدّم لبنان خط حدودٍ جنوبيّا أكثر من الذي أودعه في الأمم المتحدة في العام 2010 بهدف زيادة أراضيه والاقتراب من بئري الغاز كاريش وتنين”.
وأوضحت “بعد أن قدّم اللبنانيون موقفهم للحصول على منطقة لم يسبق أن طالبوا بها أبداً، قدّم الجانب الإسرائيلي خطا خاصا به يُكشف هنا لأول مرة”. ويقع هذا الخط إلى شمال الخط الذي أودعته إسرائيل في الأمم المتحدة في العام 2010.
وكان معلق الشؤون العسكرية في القناة 13 الإسرائيلية، أور هيلر، كشف في وقت سابق عبر حسابه على تويتر أن “الوفد اللبناني خلال المحادثات المائية الاقتصادية فاجأ الوفد الإسرائيلي بعرض خارطة استفزازية”، لافتاً إلى أن “الخط الوردي هو المطلب اللبناني في المياه الاقتصادية لإسرائيل”.
وانطلقت المفاوضات بين الجانبين في جلسة افتتاحية في الرابع عشر من الشهر الماضي بوساطة أميركية وبرعاية الأمم المتحدة، وتهدف إلى حل أزمة الحدود البحرية مع تأجيل النظر في الحدود البرية.
واتخذت تلك الجولة طابعا تعارفيا فيما شكلت الجولة الثامنة والعشرين من نفس الشهر الانطلاقة الفعلية للمفاوضات، التي يصر لبنان على طابعها التقني.
وتتعلق المفاوضات بمساحة بحرية تمتد إلى نحو 860 كيلومترا مربعا، بناء على خارطة أرسلت في العام 2011 إلى الأمم المتحدة، واعتبر لبنان لاحقاً أنها استندت إلى تقديرات خاطئة.
وكان متوقعا أن يحاول كل طرف إعلاء سقف مطالبه، إلى أن يتم التوصل إلى نقطة مشتركة، والتي قد تتطلب عدة جولات من المحادثات قد تستمر أشهرا، إن لم يطرأ حادث ينسف هذا الاختراق الحاصل.