تسليم الأسد ودفع تعويضات.. مطالب الشرع من الوفد الروسي

دمشق - نقلت وكالة رويترز عن مصدر سوري "مطلع"، الأربعاء، أن رئيس الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، "طلب من موسكو تسليم الرئيس السابق بشار الأسد"، الذي فر إلى روسيا عندما أطاحت به فصائل المعارضة بقيادة الشرع، في ديسمبر.
وفر الأسد الذي كان من أبرز حلفاء روسيا في المنطقة إلى موسكو العام الماضي بعدما أطاح به هجوم خاطف شنته فصائل معارضة أسدل الستار على حكم آل الأسد الذي استمر خمسة عقود.
وأرسلت روسيا أول وفد عالي المستوى إلى دمشق الثلاثاء في ظل مساعيها للاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتين في سوريا.
وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا"، إن دمشق تريد أيضا من روسيا التي دعمت الأسد خلال الحرب الأهلية في البلاد، "إعادة بناء الثقة من خلال تدابير ملموسة، مثل التعويضات وإعادة الإعمار والتعافي".
وعندما سُئل المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، عن تأكيد ما إذا كان قد طُلب من روسيا إعادة الأسد ودفع تعويضات، رفض التعليق.
وعبّر وفد روسي رفيع المستوى يزور سوريا عن دعمه لسيادتها وسلامة أراضيها، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية في موسكو الأربعاء.
وقالت الوزارة في بيان إن "الجانب الروسي أكد دعمه الثابت لوحدة وسلامة أراضي وسيادة الجمهورية العربية السورية"، مشيرا إلى أن الزيارة تأتي في "لحظة حاسمة" بالنسبة إلى العلاقات الروسية السورية. كما أعلن الكرملين أن روسيا تعمل على بناء حوار مع الإدارة الجديدة في سوريا.
كما ناقش الجانبان آليات "العدالة الانتقالية" التي تهدف إلى ضمان المساءلة و"تحقيق العدالة لضحايا الحرب الوحشية التي شنها نظام الأسد"، وفق ما أعلنته الإدارة الحاكمة الجديدة في سوريا الأربعاء.
وشددت الإدارة السورية على أن "استعادة العلاقات يجب أن تعالج أخطاء الماضي وتحترم إرادة الشعب السوري وتخدم مصالحه".
وموسكو ودمشق ستجريان "مفاوضات إضافية" بشأن القاعدتين الروسيتين في سوريا
وستجري موسكو ودمشق مزيدا من المحادثات بخصوص القاعديتين الروسيتين في سوريا، وفق ما نقلته وكالات أنباء روسية في وقت متأخر من مساء الثلاثاء عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.
و"هذه المسألة تتطلب مفاوضات إضافية" بحسب بوغدانوف الذي يرأس وفدا روسيا إلى دمشق لأول مرة منذ الإطاحة بحليف موسكو الرئيس بشار الأسد.
وقال المسؤول الروسي إنه حتى الآن لم تحدث أي تغييرات على وجود القاعدتين العسكريتين الروسيتين في البلاد.
وتأمل روسيا، التي منحت الأسد اللجوء وساعدته عسكريا في محاربة مقاتلي المعارضة لسنوات قبل سقوطه، في الاحتفاظ بقاعدتيها في سوريا، وهما منشأة بحرية في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية بالقرب من مدينة اللاذقية الساحلية.
ويحظى الموقعان بأهمية كبرى لموسكو للحفاظ على نفوذها في الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط وحتى أفريقيا.
ويقول مراقبون إن موسكو قد تُضطر إلى إعادة تنظيم وجودها بالكامل في المنطقة والانكفاء نحو معاقل أخرى، مثل ليبيا حيث دعم مرتزقة روس المشير خليفة حفتر.
ولأول مرة منذ سقوط حليف الكرملين الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر، وصل مسؤولان روسيان كبيران إلى العاصمة السورية الثلاثاء، في ظل سعي موسكو للاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتين الرئيسيتين في سوريا.
ومع ذلك، اعتمد الزعيم السوري الجديد أحمد الشرع في نهاية ديسمبر نبرة تصالحية إلى حد ما، إذ رحب بـ"المصالح الاستراتيجية العميقة" بين سوريا وروسيا، معربا عن رغبته في إعادة بناء العلاقة مع موسكو.
وقال الشرع في ديسمبر خلال مقابلة مع قناة "العربية" إن "هناك مصالح استراتيجية عميقة بين روسيا وسوريا. السلاح السوري كله روسي وكثير من محطات الطاقة تدار بخبرات روسية". وتابع: "لا نريد أن تخرج روسيا من سوريا بالشكل الذي يهواه البعض".
وفي منتصف ديسمبر، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن سقوط بشار الأسد ليس "هزيمة"، معلنا أن موسكو حققت هدفها بمنع البلاد من أن تصبح "جيبا إرهابيا".
وتعرضت روسيا لانتقادات شديدة بسبب تدخلها العسكري في سوريا منذ العام 2015 لإنقاذ بشار الأسد. وشاركت موسكو في عمليات القمع الدامية للمعارضين، ولا سيما من خلال تنفيذ ضربات جوية مدمرة.
من جانبها، تعتزم أوكرانيا التي تخوض صراعا مسلحا مع موسكو، أن تضغط على روسيا لمنعها من البقاء في سوريا.
وفي أواخر ديسمبر، التقى وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا أحمد الشرع خلال زيارة غير معلنة لدمشق.
ودعا سيبيغا بعد ذلك إلى "القضاء" على الوجود الروسي في سوريا، مؤكدا أن هذا من شأنه أن يساهم "في الاستقرار ليس فقط على صعيد الدولة السورية، بل وأيضا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بأكملها".
وقطعت أوكرانيا علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق في العام 2022، بعد اعتراف سوريا بضم شبه جزيرة القرم، وهي شبه جزيرة أوكرانية سيطرت عليها موسكو في عام 2014.
ومنذ فرار بشار الأسد، وعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمساعدة في إعادة بناء سوريا، وأرسلت أوكرانيا، وهي دولة زراعية كبيرة، أول شحنة من المساعدات الغذائية ضمت 500 طن من دقيق القمح.