تسلا تخوض معركة التفرد في ابتكار الشاحنات الصغيرة

يتسابق معظم مصنعي السيارات لإنتاج مركبات كهربائية بالكامل لا تحتاج إلى أي قطرة وقود لكي تتحرك، وفي خضم هذا التطور يسطع اسم شركة تسلا الأميركية التي تحاول التفرد في فئة الشاحنات بنموذج غريب التصميم، وقد لا يكون متاحا بكثرة.
كاليفورنيا (الولايات المتحدة)- تسعى شركة تسلا لاستغلال نجاح سياراتها الكهربائية الرياضية والفاخرة وشاحنة سيمي المتطورة من أجل اقتحام مجال الشاحنات الصغيرة بيك آب، لتكون بهذا قد غطت عددا كبيرا من فئات السيارات.
ولفتت سايبرتراك انتباه العديد من السائقين بتصميمها الجذاب الذي يعد ببناء متين وميزات فريدة. ومع ذلك، تدخل البيك آب الكهربائية سوق الشاحنات الذي يشهد منافسة شديدة، حيث يحاول صانعو السيارات التفوق على منافسيهم من خلال المرافق والميزات.
وتعد سايبرتراك، أول طراز جديد لتسلا منذ ما يقرب من أربع سنوات، أمرا بالغ الأهمية لسمعتها كشركة مصنعة للمركبات المبتكرة.
وفي الوقت الذي تكافح فيه الشركة تراجع الطلب على السيارات الكهربائية والمنافسة المتزايدة، تعد هذه الشاحنة أيضًا أساسية لتوليد المبيعات، ولكن ليس إلى حد الطرازين 3 وواي كبيري الحجم للشركة.
وسيتم تسعير الشاحنة التي طال انتظارها بداية من نحو 70 ألف دولار، أي أكثر بنسبة 50 في المئة مما روج له الرئيس التنفيذي لتسلا إيلون ماسك في عام 2019، بينما يرى الخبراء أن سايبرتراك ستجذب مشترين مختارين وأثرياء.
وتتميز هذه الشاحنة بتصميم خارجي شبه منحرف فريد مستوحى من فيلم “بلاد رانر” وهيكل خارجي من سبائك الفولاذ المقاوم للصدأ يتحدى الجماليات التقليدية لسوق الشاحنات الصغيرة مع بعض الميزات التي لم تتم رؤيتها من قبل.
وقال ماسك إن سايبرتراك المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ اللامع والمصممة على شكل طائرات مسطحة “مستوحاة جزئيًا من سيارة تحولت إلى غواصة في فيلم جيمس بوند ‘ذا سبي هو لوفد مي’ الذي تم إصداره في عام 1977”.
ويؤكد الخبراء أن المادة المصنوع منها هيكلها وتصميمها غير التقليدي والمستقبلي أضافت تعقيدا وتكاليف أكثر، وتهدد بإبعاد مشتري الشاحنات الصغيرة التقليديين الذين يركزون على المنفعة.
لكن ماسك الذي قام بتسعير الأنواع الثلاثة للمركبة بين 70 و100 مئة ألف دولار دافع عن سايبرتراك. وقال إن لديها “فائدة أكثر من شاحنة” وهي “أسرع من سيارة رياضية”.
وقال بول واتي المحلل في شركة أوتوباسيفيك الاستشارية لرويترز إن “السعر ليس مفاجأة للكثيرين”. وأكد أن سايبرتراك ستعمل بشكل جيد مع جمهور أصغر.
وتدخل شاحنة تسلا الجديدة، التي تأخرت عامين عن الموعد المحدد، سوق الشاحنات الصغيرة للتنافس مع أمثال فورد أف 150 لايتنينغ وريفيان آر 1 تي وهامبر الكهربائية التي تصنعها جنيرال موتورز.
ويبدأ سعر ريفيان آر 1 تي من 73 ألف دولار، بينما يبدأ سعر فورد أف 150 لايتنينغ من حوالي 50 ألف دولار. وتبلغ كلفة سيارة بيك آب هامر الكهربائية الأكبر والأقوى أكثر من 96 ألف دولار.
وقالت جيسيكا كالدويل رئيسة قسم الرؤى في شركة إدموندز لأبحاث السيارات “سيجذب هذا بالتأكيد الزبائن الأكثر ثراء الذين يمكنهم تحمل نقطة السعر ويريدون شيئا فريدا وغريبا”.
وأضافت “هذه ليست شريحة كبيرة من السكان يمكنها تحمل ذلك خاصة عندما تكون أسعار الفائدة موجودة”.
ويمكن لنسخة الدفع الخلفي الأساسية السير لمسافة تقدر بنحو 400 كيلومتر، في حين يمكن لنسخة سايبربيست السير لمسافة تصل إلى 514 كيلومترا.
وبالنسبة إلى النسخة الأطول مدى من سايبرتراك فبإمكان سائقها أن يقطع مسافة تقدر بنحو 547 كيلومترا قبل إعادة شحن البطارية، كما أنها تأتي مع “موسع المدى” أو حزمة بطارية إضافية يمتد نطاقها إلى 756 كيلومترا.
ويستطيع الطرازان العلويان السير لمسافات أبعد باستخدام موسع النطاق الاختياري الذي يشغل حوالي ثلث مساحة سرير الشاحنة.
وكتب ماسك الرئيس التنفيذي لشركة إكس على حسابه في المنصة “إنها مخصصة للرحلات الطويلة جدا أو سحب الأشياء الثقيلة إلى أعلى الجبال”.
وفي عام 2019، قال ماسك إن “الشاحنة ستكون قادرة على السير لمسافة 804 كيلومترات أو أكثر بشحنة واحدة”.
وللشاحنة سايبرتراك المتطورة القدرة على الانطلاق من الثبات إلى مئة كيلومتر في الساعة في غضون 2.6 ثانية، متفوقة بذلك على العديد من السيارات الرياضية.
وللتأكيد على ذلك، أظهر ماسك الخميس الماضي خلال حدث لإطلاق الشاحنة، مقطع فيديو لسايبرتراك وهي تتفوق على بورش 911 في سباق السحب، بينما تقطر وحدة أخرى من السيارة الرياضية.
وتتميز الشاحنة بقدرة سحب حمولة تبلغ قرابة خمسة أطنان، بما يتوافق مع قدرة ريفيان آر 1 تي وأعلى قليلا من فورد أف 150 لايتنينغ وشيفروليه سيلفيرادو الكهربائية والتي تبلغ نحو 4.5 طن.
وقال سام أبوالصمد محلل الأبحاث الرئيسي في شركة غيدهاوس إنسايتس لرويترز “كشاحنة، فإن فورد وشيفروليه أكثر فائدة وبالتأكيد أسهل في الرؤية”.
واستبعد أن تحقق النسخة الأطول مدى من سايبرتراك أكثر من 482 كيلومترا على الطريق بشحنة واحدة بالنظر إلى أن تسلا دائما ما تكون أقل من تقديرات المدى في العالم الحقيقي للقيادة في أي مكان يتراوح بين 10 إلى 20 في المئة.
وتعد شاحنة سايبرتراك أول سيارة في الولايات المتحدة منذ ظهور طراز دي لوريان الأميركي موديل 1983 الذي أبرز بوضوح شعار "العودة إلى المستقبل".
وتستخدم الشاحنة هيكلا من الفولاذ المقاوم للصدأ ولها أيضا زجاج مدرع يمكنه مقاومة تأثير كرة البيسبول بسرعة 112 كيلومترا في الساعة أو البرد من الدرجة الرابعة.
وأكد ماسك في العرض الذي أقيم في مدينة أوستن بولاية تكساس الأميركية أن أبواب الشاحنة مضادة للرصاص حتى عيار 0.45 ملم وطلقات عيار 9 ملم.
وتحتوي الشاحنة على سرير بطول قرابة المترين ومساحة تخزين إضافية أسفل السرير وغطاء للصندوق يتبع الشكل الزاوي للسيارة حتى الباب الخلفي.
كما أن لديها مساحة تخزين إضافية في الأمام مثل سيارات الركاب الأخرى. ومع ذلك، فإن سايبرتراك لديها بوابة تعمل بالطاقة.
وزودت الشركة الأميركية شاحنتها الصغيرة بمنافذ طاقة تتراوح بين 120 و240 فولط في السرير والمقصورة لتشغيل الأدوات أو شحن المركبات الكهربائية أو توفير ما يصل إلى 11.5 كيلوواط من الطاقة لإضاءة المنزل.