تسارع وتيرة مبيعات المركبات النظيفة في الأسواق العالمية

الظهور السريع للسيارات الكهربائية يدفع باتجاه "تحول تاريخي في صناعة السيارات العالمية".
الخميس 2023/04/27
لمحيط أفضل

باريس – أعطت أحدث التقديرات حول آفاق تجارة المركبات النظيفة أن مبيعات القطاع ستواصل نموها الكبير خلال العام الجاري لتصل إلى ما يقارب خُمس السوق العالمية.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تشكّل مبيعات السيارات الكهربائية هذا العام حوالي 18 في المئة من إجمالي سوق السيارات عالميا، ارتفاعا من 14 في المئة بنهاية العام الماضي، وبنحو أربعة في المئة خلال العام الذي تفشى فيه الوباء.

وبحسب تقرير الوكالة الذي نشرته الأربعاء، وجاء بعنوان “آفاق المركبات الكهربائية عالمياً في 2023″، فإن تسارع نمو المبيعات سيعزز حصة السيارات النظيفة مما سيجعلها تقود تحولا كبيرا في هذه الصناعة وفي الوقت ذاته ستؤثر على قطاع الطاقة.

فاتح بيرول: نشهد اليوم تحولا تاريخيا في صناعة السيارات العالمية
فاتح بيرول: نشهد اليوم تحولا تاريخيا في صناعة السيارات العالمية

وقال رئيس الوكالة فاتح بيرول إن الظهور السريع للسيارات الكهربائية تسبب في “تحول تاريخي في صناعة السيارات العالمية”. وأضاف أن “التوجه الحالي نحو استخدام السيارات الكهربائية ستكون له تداعيات كبيرة على قطاع الطاقة، حيث سينخفض الطلب على النفط بخمسة ملايين برميل يوميا بحلول 2030”.

وتشير توقعات الطلب على النفط الخام خلال العام الحالي إلى نحو 101.9 مليون برميل يوميا، أغلبها سيذهب إلى كبار المستهلكين في آسيا وفي مقدمتهم الصين والهند.

وأشار بيرول إلى أن “محرك الاحتراق الداخلي ظل لاعبا أوحدا لأكثر من قرن، لكن السيارات الكهربائية تُغيّر الوضع الراهن، وهي ليست سوى الموجة الأولى، وستتبعها الحافلات والشاحنات الكهربائية قريبا”.

ووفقا لهذه الدراسة بيعت أكثر من 10 ملايين سيارة كهربائية في العالم في 2022، و”يتوقع أن تزداد المبيعات بدرجة أكبر هذا العام بنسبة 35 في المئة لتبلغ 14 مليون” مركبة.

وفي مطلع أبريل الجاري أظهر تقرير بحثي أجرته منصة فورتشن بيزنس إنسايت أن صناعة السيارات الكهربائية ستنمو بمعدل سنوي يبلغ 24.3 في المئة حتى عام 2028.

وتسجل السيارات الكهربائية انتشارا أسرع في أولى الأسواق العالمية من حيث حجم مبيعات السيارات الجديدة، وهي الصين والولايات المتحدة وأوروبا.

وفي وقت أصبحت فيه القواعد البيئية أكثر صرامة ويعتزم الاتحاد الأوروبي حظر بيع سيارات الاحتراق الداخلي بحلول 2035، ترى وكالة الطاقة أن حصة السوق من السيارات الكهربائية ستبلغ 60 في المئة في هذه المناطق الجغرافية الثلاث بحلول نهاية هذا العقد.

oo

وتتصدر الصين حاليا هذه الأسواق حيث تُباع فيها سيارتان من أصل ثلاث مركبات كهربائية حول العالم، فيما تهيمن مصانعها على قطاع البطاريات والمكونات اللازمة لتصنيعها. وتطمح بكين للاستحواذ على 40 في المئة من هذه السوق بحلول 2030.

وإلى جانب العشرات من الشركات المحلية التي تتسابق في القطاع تجذب السوق الصينية منافسين غربيين في مقدمتهم تسلا الأميركية وفولكسفاغن الألمانية وكلتاهما لديها مشاريع بمليارات الدولارات هناك. وأبعد من هذه الأسواق الكبرى، أشارت الوكالة إلى تسجيل توجهات مشجعة للتنقل الفردي “مع صفر انبعاثات” في دول أخرى.

وقالت الوكالة في تقريرها إن “مبيعات السيارات الكهربائية تضاعفت ثلاث مرات في الهند وإندونيسيا العام الماضي حتى لو كانت الانطلاقة متواضعة، وأكثر من الضعف في تايلاند”.

40

في المئة من هذه السوق تطمع بكين في الاستحواذ عليها بحلول 2030

وتكشف الإحصائيات أن حصة السيارات الكهربائية من إجمالي المبيعات ارتفعت بواقع ثلاثة في المئة في تايلاند، ووصلت إلى نحو 1.5 في المئة بكل من الهند وإندونيسيا.

وأشارت شركة أبحاث السوق أس.أن.إي ريسيرتش في تقرير نشرته في فبراير الماضي إلى أن بي.واي.دي الصينية احتلت الصدارة العام الماضي، حيث باعت أكثر من 1.87 مليون سيارة نظيفة بزيادة قدرها 204 في المئة بمقارنة سنوية.

وتأتي خلفها مباشرة تسلا، حيث باعت العالم الماضي حوالي 1.3 مليون مركبة، وهو مستوى قياسي يمثل ارتفاعا بنسبة 40 في المئة على أساس سنوي، في حين سجلت سايك موتور الصينية مبيعات تقدر بحوالي 978 ألف وحدة بزيادة قدرها 43.1 في المئة.

وجاءت فولكسفاغن في المركز الرابع ببيع نحو 815 ألف سيارة كهربائية، تليها جيلي الصينية بتسويق قرابة 646 ألف مركبة، ثم هيونداي الكورية التي سجلت مبيعات بمقدار 510 آلاف وحدة.

10