تسارع نمو ثروات الأغنياء يعمق الفجوة أكثر مع الفقراء

دافوس (سويسرا) - حذرت منظمة غير حكومية رائدة الاثنين من ظهور "أوليغارشية أرستقراطية" ناشئة تتمتع بنفوذ سياسي هائل ومستعدة للاستفادة من رئاسة دونالد ترامب في الولايات المتحدة، فيما تتجه النخب العالمية إلى دافوس لعقد مؤتمرها السنوي.
وانطلق المنتدى الاقتصادي العالمي في المنتجع الجبلي السويسري في نفس يوم تنصيب ترامب، الذي لن يكون في دافوس لكن ستكون له مشاركة عبر الإنترنت في وقت لاحق من الأسبوع.
وقالت منظمة أوكسفام العالمية في تقرير إن “فوز ترامب في الانتخابات وخططه لخفض الضرائب هي نعمة لأصحاب المليارات الذين نمت ثرواتهم مجتمعة بمقدار تريليوني دولار إضافية في العام الماضي إلى 15 تريليون دولار.”
وأكدت أوكسفام في تقريرها السنوي حول كبار الأثرياء الذي يصدر تقليديا قبل منتدى دافوس، “يتم منح تريليونات الدولارات في الميراث، مما يخلق أوليغارشية أرستقراطية جديدة تتمتع بقوة هائلة في سياستنا واقتصادنا”.
ورددت المنظمة بذلك كلاما مماثلا صدر الأسبوع الماضي عن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن، الذي حذر من أوليغارشية فائقة الثراء “تهدد حرفيا ديمقراطيتنا بأكملها”.
وأشارت أوكسفام إلى أن مالك شركة تسلا إيلون ماسك ساعد في تمويل حملة ترامب. وقال مديرها التنفيذي أميتاب بيهار “جوهرة التاج لهذه الأوليغارشية هي رئيس ملياردير، يدعمه ويشتريه أغنى رجل في العالم إيلون ماسك، ويدير أكبر اقتصاد في العالم”.
وفي سبتمبر الماضي، توقعت مؤسسة إنفورما كونكت أكاديمي أن تصل ثروة مالك منصة إكس للتواصل الاجتماعي إلى تريليون دولار بحلول 2027 لو استمرت في النمو بمعدلها حينئذ البالغ 110 في المئة سنويا.
ويبدو ماسك المرشح الأقرب لأن يصبح أول تريليونير على مستوى العالم بثروة تقدر حاليا بحوالي 449 مليار دولار وفق مؤشر وكالة بلومبيرغ للمليارديرات.
وأضاف بيهار “نقدم هذا التقرير كنداء تنبيه صارخ بأن الناس العاديين في جميع أنحاء العالم يتعرضون للسحق بسبب الثروة الهائلة لقلة قليلة.”
إيلون ماسك المرشح الأقرب لأن يصبح أول تريليونير على مستوى العالم بثروة تقدر حاليا بحوالي 449 مليار دولار
وبحسب التقرير الذي حمل عنوان “الآخذون لا الصانعون”، ظهر العام الماضي 204 مليارديرات جدد، أي بمعدل أربعة كل أسبوع تقريبا، ليصل الإجمالي إلى 2769، مع نمو ثرواتهم إلى 15 تريليونا، مسجلة ثاني أكبر زيادة سنوية منذ بدء تسجيل للبيانات.
وسجلت ثروة المليارديرات الإجمالية العام الماضي نموا أسرع بثلاث مرات من العام 2023، إذ زادت ثروة كل منهم بمعدل مليوني دولار يوميا في المتوسط.
وأوضح التقرير أن ثروات أغنى 10 أشخاص في العالم زادت بمتوسط حوالي 100 مليون دولار يوميا خلال العام الماضي، وحتى لو فقدوا 99 في المئة من ثرواتهم في لحظة واحدة فلن يخرجوا من نادي المليارديرات.
في المقابل، أشارت المنظمة إلى أن عدد الأشخاص الذين يعيشون بأقل من 6.85 دولار يوميا لا يزال كما هو منذ العام 1990 بحسب بيانات البنك الدولي، داعية الحكومات إلى فرض المزيد من الضرائب على الأغنياء لتقليل الفجوة.
ووفقا لأوكسفام، قد يظهر خمسة تريليونيرات في غضون عقد من الزمن. ورأت المنظمة أن انتخاب ترامب “أعطى دفعة كبيرة إضافية لثروات أصحاب المليارات، في حين من المتوقع أن تؤجج سياسته نيران عدم المساواة”.
وقالت رئيسة أوكسفام في فرنسا سيسيل دوفلو “في الولايات المتحدة، نحن في وضع حيث يمكنك شراء دولة، مع خطر إضعاف الديمقراطية.”
ويصر موريس بيرل، المدير الإداري السابق لشركة الاستثمار الأميركية العملاقة بلاك روك، “لا أريد أن أعيش في بلد فيه عدد ضئيل من الأثرياء والكثير من الفقراء.”
وأوضح بيرل، وهو الآن عضو في مجموعة المليونيرات الوطنيين، وهي مجموعة تدعم زيادة الضرائب على الأثرياء، لفرانس برس “أخشى أن نشهد اضطرابات مدنية إذا لم نغير الأمور.”