تزايد حالات الإجهاض في تونس نتيجة تأخر سن الزواج

تونس تعد من أولى الدول العربية التي اعترفت بحق الإجهاض للنساء، وهو حق يشمل النساء المتزوجات والعازبات والفتيات القصر بترخيص من الولي الشرعي.
الخميس 2024/01/25
20 ألف عملية إجهاض سنة 2023

تونس- تزايدت حالات الإجهاض في تونس في السنوات الأخيرة. وكشف الأخصائي النفساني والمدير بالديوان الوطني للأسرة والعمران البشري، محسن حسّان، عن ارتفاع حالات الإجهاض في المؤسسات الاستشفائية في القطاع العام لتبلغ حوالي 20 ألف عملية إجهاض سنة 2023.

وأكد حسان خلال ندوة وطنية انعقدت مؤخرا، حول العائلة المهاجرة، تحت شعار “الأوضاع الاجتماعية للعائلة المهاجرة “، أن عدد عمليات الإجهاض كان أقل مما وقع تسجيله العام الماضي، مرجعا أسباب ارتفاعها إلى تأخر سن الزواج عند الشباب والعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج ونزوع الشباب نحو الهجرة وغيرها.

وارتفعت نسبة تأخر سن الزواج في تونس إلى نحو81 في المئة، ويأتي تصنيف تونس بعد لبنان التي فاقت نسبة تأخر سن الزواج فيها 85 بالمئة.

وتعد تونس من أولى الدول العربية التي اعترفت بحق الإجهاض للنساء بمقتضى القانون عدد 53 لسنة 1973، وهو حق يشمل النساء المتزوجات والعازبات والفتيات القصر بترخيص من الولي الشرعي.

وقالت سلمى الحجري، وهي مؤسسة جمعية توحيدة بن الشيخ الهادفة إلى تعزيز حقوق الإنسان الجنسية والإنجابية، أنه رغم تضييق النفاذ إلى الإجهاض بشكل متزايد ولكن دون وجود ما يحظره صراحة. وأضافت أنه لجميع النساء الحق، في الإجهاض مجانا في كافة مؤسسات الصحة العمومية.

◙ استخدام دواء ميزوبروستول لغاية الإجهاض يُعطى على شكل تحميلة مهبلية، أو قرص دوائي يُوضع تحت اللسان، وذلك على ثلاث أو أربع جرعات في الغالب

وقالت الدكتورة هاجر نفاتي غانمي، طبيبة مختصة في أمراض النساء، على موقعها الرسمي على “فيسبوك” إن “معظم حالات الإجهاض تحدث قبل الشهر الثالث من الحمل، وفي بعض الحالات قد يُضطر الطبيب لإجرائها في وقت لاحق، لذلك إن كان الحمل يشكل خطراً على حياة الأم أو في حال كان خطر معاناة الجنين من إعاقة شديدة مرتفعاً

يمكن أن يكون الإجهاض باستخدام الأدوية المخصصة لإجهاض الجنين، أو بالخضوع لعملية جراحية بسيطة تهدف لإنهاء الحمل”.

ويتميز الإجهاض الدوائي بفاعليته ونسبة نجاحه المرتفعة، و يُستخدم في العادة حتى مضي عشرة أسابيع من تاريخ أول يوم في الدورة الشهرية الأخيرة.

ويعتمد هذا النوع من الإجهاض على إعطاء المرأة الحامل نوعين من الأدوية المُجهضة، وهي: ميفيبريستون أو ميزوبروستول؛ تتناول المرأة دواء ميفيبريستون، والذي يعمل على إيقاف إنتاج هرمون البروجستيرون المسؤول عن صحة واستمرار الحمل، وبالتالي يتسبب بإيقاف الحمل، ومن ثم يتم إعطاء الحامل دواء ميزوبروستول إمّا مباشرة أو بعد مضي فترة لا تتجاوز 48 ساعة، ليقوم هذا الدواء بدوره بتحفيز انقباض الرحم للسماح لكتلة الحمل بالخروج منه.

وتجدر الإشارة إلى أنّ استخدام دواء ميزوبروستول لغاية الإجهاض يُعطى على شكل تحميلة مهبلية، أو قرص دوائي يُوضع تحت اللسان، وذلك على ثلاث أو أربع جرعات في الغالب، بحيث يفصل بين كل جرعة والأخرى فترة تتراوح بين 3 و12 ساعة.

كما يمكن إجراء الإجهاض جراحيا، عن طريق الإجهاض بواسطة الشفط: وتقوم هذه العملية في مبدئها على التسبب بالإجهاض من خلال شفط محتوى الحمل من الرحم بلطف، ويعتمد إجراء العملية تحت تأثير التخدير العام. ولا تتجاوز الإقامة بالمصحّة مدّة الساعتين على أقصى تقدير.

15