تزايد الرهانات على النهوض بتنافسية صناعة الحلال عالميا

إسطنبول - تتزايد رهانات الحكومات والمستثمرين على النهوض أكثر بتنافسية صناعة الطعام الحلال على مستوى العالم باعتباره أحد المجالات التي بات التركيز عليها بشكل واضح في السنوات الأخيرة.
ويجري إعداد الطعام الحلال بما يتماشى مع الشريعة الإسلامية، فلا يحتوي على أيّ أثر للحم الخنزير أو الكحول أو الدم وأيّ إضافات غير صحية في أيّ وقت أثناء عملية الإنتاج، ليستقطب أيضا مستهلكين من غير المسلمين.
ويبحث المشاركون خلال فعاليات قمة الحلال العالمية في نسختها العاشرة التي تحتضنها مدينة إسطنبول التركية تحت شعار “العام العاشر الناجح في الحلال” سبل الخروج بحلول جماعية لاقتناص الفرص وتذليل العقبات أمام نمو هذه السوق مستقبلا.
ويقام الحدث، الذي يستضيف أكثر من 500 مشارك يمثلون مئة بلد، بالتعاون مع معهد المواصفات والمقاييس للدول الإسلامية التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، وبالتنسيق مع وزارة التجارة ومؤسسة اعتماد الحلال التركية.
وتهدف القمة إلى زيادة الوعي وتعزيز التنمية وتعزيز التعاون في الاقتصاد الحلال من خلال استضافة مؤتمرات حول مجموعة واسعة من المواضيع.
وفي كلمة خلال الافتتاح، قال إمره أته نائب رئيس قمة الحلال العالمية إن “حجم سوق الحلال كان حوالي تريليون دولار قبل نحو 10 سنوات، وتجاوز الآن 8 تريليونات دولار.” وتوقع أن يصل حجم سوق الحلال في غضون خمس سنوات إلى نحو 12 تريليون دولار.
وتتوقع شركة أبحاث السوق موردر أنتليجنس أن يسجل سوق الأغذية والمشروبات الحلال معدل نمو سنوي مركب قدره 6.6 في المئة حتى العام 2027.
وبدأ الكثير من شركات الأغذية والبنوك والفنادق حول العالم في تبني معايير المنتجات الحلال للاستفادة من هذه السوق الآخذة في النمو، وربما تحقق أرباحا إضافية من خلال التصدير إلى العديد من الأسواق التي يتواجد فيها المسلمون.
ويعتبر سوق الأطعمة والمشروبات الحلال الأكبر مقارنة ببقية المنتجات الحلال الأخرى مقارنة مع السياحة الحلال والملابس الحلال، وهي تستحوذ على النصيب الأكبر من حجم الإنفاق العالمي على هذه المنتجات.
وخلال السنوات الماضية توسعت المجالات التي تشملها التجارة الحلال بوتيرة متسارعة لتتجاوز اللحوم والدواجن والألبان والأجبان الخالية من دهون الخنزير.
ورصدت تقارير عالمية أن هذه الصناعة وصلت إلى المياه المحفوظة في حاويات لم يتم تخزين كحوليات فيها، وكذلك الحلويات، التي لا يتم تصنيعها بجيلاتين حيواني أو الفيتامينات غير المحتوية على دهون خنزير.
وشهد سوق الأغذية والمشروبات الحلال العالمي انخفاضا طفيفا خلال أزمة الوباء، فقد انخفض استهلاك اللحوم الحمراء بشكل كبير، مما أثر على اللحوم الحلال أيضا. لكن الشركات ركزت على ابتكار منتجات جديدة لاستعادة انتباه الزبائن في السوق.
وهناك اهتمام متزايد بين المستهلكين باستهلاك المنتجات الغذائية والمشروبات العضوية والطبيعية، مما يمثل سوقًا مجاورة قوية للمنتجات الغذائية الحلال التي تجب معالجتها.
ومن المرجح أن تكون المشروبات الحلال متاحة بشكل متزايد في محلات البقالة ذات النمط الغربي، بما في ذلك محلات السوبر ماركت وسلاسل المتاجر الكبرى.
وفي العديد من البلدان، بدأت محلات السوبر ماركت ومنتجو الأغذية في التواصل مع المستهلكين المسلمين من خلال تقديم مجموعة واسعة من منتجات المشروبات الحلال.
وتعد تركيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة والهند وبوتان وفيتنام وتايلاند والعديد من الدول الأوروبية من كبار المشترين، بينما تعتبر ماليزيا وسنغافورة من أكبر البائعين.
كما تشكل صناعة الحلال واحدة من الأسواق سريعة النمو في العالم، حيث تكتسب المنتجات والخدمات في هذا القطاع زخما بين المستهلكين غير المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وأشار رئيس مجلس إدارة معهد المواصفات والمقاييس للدول الإسلامية سعد القصبي إلى أن القمة تأتي بهدف تحسين الاقتصاد المستدام ومستويات المعيشة. وأعرب عن أمله أن تصبح المنتجات الحلال أكثر انتشارا في الصناعة والتجارة على نطاق عالمي.
وخلال فعاليات القمة سيجتمع المشاركون من قطاعات مختلفة مثل الأغذية الحلال ومستحضرات التجميل والسياحة والصحة والتمويل وغيرها لتطوير حلول وشراكات مبتكرة.
كما ستجمع خبراء وأكاديميين ورجال أعمال وممثلي الصناعة من جميع أنحاء العالم لمشاركة خرائط الطرق الرئيسية بشأن تطوير وتنفيذ معايير الحلال.