تزايد أعداد القتلى لا يثني الغزيين عن رحلة الحصول على الغذاء

الأمم المتحدة ترفض نظام التوزيع التابع لمؤسسة غزة الإنسانية.
الجمعة 2025/06/20
يقطعن كيلومترات من أجل الحصول على بعض المساعدات

غزة - تقطع هند النواجحة، شأنها شأن الآلاف من الفلسطينيين، رحلة خطرة وطويلة يوميا في محاولة للحصول على بعض الغذاء لأسرتها وتأمل في أن تعود وهي على قيد الحياة.

ومع شقيقتها معزوزة، وهي أم لأربعة أطفال، تختبئ هند وتحتمي خلف كومة من الركام على جانب الطريق عندما يتردد دوي الأعيرة النارية على مقربة منها.

تقول هند (38 عاما) المقيمة في بيت لاهيا في شمال قطاع غزة “واحدة من تنين (خياران) يا إما محملين يا إما مكفنين.. إحنا طالعين يا بنموت يا بنصيب يا بنعيش، إحنا هلأ طالعين الله يعلم… يا إما بتطلع محمل لولادك وبيفرحوا يا إما بتيجي مكفن، يا بتروح زعلان وولادك بيصيحوا.”

وعن المعاناة التي طالت تقول “هذه الحياة.. اندبحنا مش قادرين”.

مقتل العشرات بنيران إسرائيلية لدى محاولتهم الحصول على الغذاء من شاحنات أدخلتها الأمم المتحدة

وبحسب مسعفين في قطاع غزة، فإن اليومين الماضيين شهدا مقتل العشرات من الفلسطينيين بنيران إسرائيلية لدى محاولتهم الحصول على الغذاء من شاحنات محملة بالمساعدات دخلت إلى القطاع من الأمم المتحدة ووكالات إغاثة دولية أخرى.

وقال المسعفون الخميس إن 40 على الأقل قُتلوا برصاص إسرائيلي وقصف للجيش من بينهم 12 شخصا حاولوا الاقتراب من موقع تديره مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة في وسط قطاع غزة، في أحدث حصيلة عمن يسقطون يوميا تقريبا وهم يحاولون الوصول إلى غذاء.

وأضافوا أن 28 شخصا قتلوا في غارات جوية إسرائيلية منفصلة على شمال قطاع غزة. وأشاروا إلى أن واحدة من تلك الغارات قتلت 12 شخصا على الأقل، من بينهم نساء وأطفال، قرب مسجد في مخيم الشاطئ بمدينة غزة.

وفي الأيام القليلة الماضية قال الجيش الإسرائيلي إن قواته فتحت النار وأطلقت أعيرة تحذيرية لتفريق أفراد اقتربوا من مناطق تعمل فيها القوات، ما شكل تهديدا للجنود. وأضاف أنه يراجع تقارير عن سقوط قتلى من المدنيين.

وتمرر إسرائيل معظم المساعدات التي تسمح الآن بإدخالها إلى غزة عبر منظمة أميركية جديدة مدعومة من قبلها، وهي مؤسسة غزة الإنسانية التي تدير عددا قليلا من مواقع التوزيع في مناطق تحرسها القوات الإسرائيلية.

وذكرت وزارة الصحة في غزة أن المئات من الفلسطينيين لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع مؤسسة غزة الإنسانية منذ أواخر مايو الماضي.

وترفض الأمم المتحدة نظام التوزيع التابع لمؤسسة غزة الإنسانية باعتباره غير ملائم وخطيرا ويشكل انتهاكا لقواعد الحياد الإنساني. وتقول إسرائيل إنه ضروري لمنع مقاتلي حركة حماس من تحويل مسار المساعدات، وهو ما تنفيه حماس.

ولم يصدر تعليق فوري من مؤسسة غزة الإنسانية على حادثة الخميس. وصرحت المؤسسة في بيان الأربعاء بأنها وزعت ثلاثة ملايين وجبة في ثلاثة من مواقع المساعدات التابعة لها دون وقوع أي حادث.

واندلعت حرب غزة عندما هاجم مقاتلو حماس مناطق في إسرائيل يوم السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.

المجلس النرويجي للاجئين يحذر من أن أكثر من مليون شخص لا يملكون مأوى مناسب ويؤكد أن إسرائيل منعت دخول معدات مثل الخيام والأقمشة المشمعة منذ أول مارس

وأدى الهجوم العسكري الإسرائيلي اللاحق على غزة إلى مقتل ما يقرب من 55600 فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة، كما تسبب في نزوح جميع السكان تقريبا الذين يزيد عددهم عن مليونين وأحدث أزمة جوع.

وحذر المجلس النرويجي للاجئين الخميس من أن أكثر من مليون شخص لا يملكون مأوى مناسب، قائلا إن إسرائيل منعت دخول معدات مثل الخيام والأقمشة المشمعة منذ أول مارس.

وعادت النواجحة الأربعاء خالية الوفاض من رحلتها للبحث عن الطعام، وقد سقطت منهكة على الأرض المتربة خارج خيمتها في مدينة غزة، حيث نزحت ولجأت مع عائلتها.

وتقيم هي وشقيقتها في مخيم على جانب الطريق منذ 20 يوما. وتقولان إنهما تحاولان شق طريقهما إلى موقع التوزيع حيث تصل الشاحنات المحملة بالمساعدات، لكن دائما ما يتغلب عليهما الرجال، الذين يتشاجرون أحيانا على أكياس الدقيق القادمة من شاحنات الأمم المتحدة.

وقالت النواجحة “لكن مفيش أكل، بيصيحوا ويتنكدوا.. تلاتة كيلو ولا أربعة بنمشي على رجلينا. آه.. مجروحات رجلينا وأبواتنا (أحذيتنا) ممزقة، منقدرش نجري ورا المقاطير (القاطرات) عشان نجيب لأولادنا. ولادنا هما اللي كاسرين رقبتنا.”

2