ترك الوظيفة في وقت سابق لأوانه يشعر الفرد بعدم الرضا في مكان عمله الجديد

عندما يشعر المرء بالإحباط وعدم الرضا في العمل، يشعر أحيانا بأنه يحتاج إلى ترك الوظيفة من يوم إلى آخر.
السبت 2022/02/19
يجب إلقاء نظرة على أسباب الشعور بالإحباط من العمل

هامبورغ (ألمانيا)– بالنسبة إلى معظم الأشخاص يعد النموذج المثالي للوظيفة المناسبة هو استخدام المرء لمهاراته، والاستمتاع بما يقوم به، وعمل موازنة جيدة بين العمل والحياة.

ولكن بالنسبة إلى كثير من الناس، فإنه من الصعب تحقيق ذلك. حيث أنه عندما يشعر المرء بالإحباط وعدم الشعور بالرضا في العمل، يشعر أحيانا بأنه يحتاج إلى ترك الوظيفة من يوم إلى آخر. وفي النهاية، يمكن أن تتحسن الأمور، أليس كذلك؟

ولكن، هل يعد ترك العمل فكرة جيدة؟ تقول مدربة الأعمال والشؤون العقلية أوتي جيتزن فيلاند “على المرء ألا يتسرع في القيام بأي شيء”. ويرى المستشار المهني راجنيلد شتروس أنه “إذا كنت غير راض عن وظيفتك أو محبطا فيها، فإنه يجب أن تحاول معرفة السبب وراء ذلك”.

ففي حال قام الشخص المحبط من وظيفته بتركها في وقت سابق لأوانه، فإنه يخاطر بأن يشعر بعدم الرضا في مكان عمله الجديد أيضا. وبدلا من ذلك، يجب أن يحاول أن يسأل نفسه ما هو سبب الخطأ الذي يحدث في العمل، وما إذا كانت هناك احتمالية للتأثير عليه بطريقة إيجابية.

ويقول شتروس “من الضروري أن يدرك المرء أنه ليس ضحية، ولكن لديه قدر معين من التحكم في تشكيل حياته العملية اليومية بطريقة فعالة”.

على المرء أن يسأل نفسه أيضا ما هي مهاراته ونقاط قوته، وما يستمتع به أثناء عمله اليومي. وهل هناك أي عقبات في صورة مخاوف على سبيل المثال؟

يجب إلقاء نظرة على أسباب الشعور بالاحباط من العمل: على المرء أن يمنح نفسه وقتا كافيا من أجل إجراء تقييم، والتعامل مع الأسباب بطريقة منظمة وتحليلية. ويتضمن ذلك طرح أسئلة من قبيل “هل أتواجد في المكان المناسب؟”، و”هل أجد صعوبة في رفض المهام المطلوبة مني؟”.

ومن المحتمل ألا تكون الوظيفة ممتعة لأن لها الكثير من المتطلبات، أو ربما لأنها لا تتطلب الكثير. أم هل سبب الشعور بعدم الرضا هو الراتب؟ يجب أن يكون أي شيء يتبادر إلى الذهن محلا للنقاش.

وعلى المرء أن يسأل نفسه أيضا ما هي مهاراته ونقاط قوته، وما يستمتع به أثناء عمله اليومي. وهل هناك أي عقبات في صورة مخاوف على سبيل المثال؟ يقول شتروس “من خلال كل ذلك، من الضروري أن يطور المرء رؤية بالنسبة إلى نفسه”. فبمجرد أن يقوم بوضع الرؤية في مكانها، ستكون الخطوة التالية هي تنفيذها.

 وعادة ما يكون من الجيد الحديث عن الشعور بعدم الرضا من الوظيفة مع شريك الحياة، أو مع الأصدقاء. ومع ذلك، ففي أغلب الأحيان، من الممكن أن يكون الدعم المهني وطلب النصيحة من خلال المشاركة في جلسة تدريب، مفيدا أيضا. ويقول شتروس إن “منظورا خارجيا دائما ما يساعد تقريبا، حيث يتم تنفيذ الكثير من الأنماط السلوكية في العمل دون وعي”.

وفي حال عدم تغير الأمور في العمل، أو لم تتغير لسبب أو لآخر، أو إذا كانت قيم الشركة لا تتماشى مع قيم المرء الخاصة، فعندئذ يمكن أن يكون ترك الوظيفة هو الخطوة الصحيحة. ومع ذلك، فإن “ترك الوظيفة قبل الأوان قبل أن تتوفر لدى المرء وظيفة جديدة، عادة ما لا يكون فكرة جيدة”، بحسب ما تقوله فيلاند.

ولكن في بعض الحالات، يعاني الأشخاص كثيرا، جسديا وعاطفيا، بسبب الروتين اليومي لعملهم، لدرجة أنهم يتعين عليهم ترك الوظيفة في أسرع وقت ممكن. وتنصح فيلاند قائلة “إذا كان هذا هو الحال، فإنه سيكون من الجيد أن يطلب المرء المساعدة الطبية، وأن يأخذ إجازة مرضية حتى يتمكن من الراحة وأخذ بعض المسافة”. وفي هذا الوقت، يمكن للمرء أن يستجمع قواه لمعالجة عملية البحث عن وظيفة أو حياة مهنية جديدة.

17