تركيز ميتا على الذكاء الاصطناعي يغذي مخاوف المستثمرين

الشركة الثانية عالميا في مجال الإعلانات عبر الإنترنت سجلت عائدات بنحو 40.59 مليار دولار، بزيادة 19 في المئة على أساس سنوي.
الجمعة 2024/11/01
ميتا تراهن على تطوير النظارات المتصلة

نيويورك - سجلت مجموعة ميتا التي تضم فيسبوك وإنستغرام وواتساب إيرادات وأرباحا في الربع الثالث من السنة الحالية فاقت مرة أخرى توقعات السوق، لكن مخاوف المستثمرين لا تزال قائمة بشأن إنفاقها الضخم على الذكاء الاصطناعي.

وسجلت الشركة الثانية عالميا في مجال الإعلانات عبر الإنترنت، عائدات بنحو 40.59 مليار دولار، بزيادة 19 في المئة على أساس سنوي، حصلت منها على أرباح بقيمة 15.69 مليار دولار بنمو 35 في المئة، أي أكثر من ملياري دولار مما توقعه المحللون.

وأشاد رئيس ميتا مارك زوكربيرغ خلال مكالمة مع المحللين بـ”ربع جيد” أصبحت “الرؤية طويلة الأمد للذكاء الاصطناعي” خلاله مركز اهتمام.

وبدأت المجموعة تستخدم هذه التكنولوجيا على نطاق واسع للتوصية بالمحتوى وتوجيه الإعلانات لقرابة 3.29 مليار نسمة بنهاية سبتمبر الماضي، و”هذا هو أحد أسباب الزيادة في حجم مبيعاتها”، وفق المحلل ديبرا وليامسون من شركة سوناتا إنسايتس.

وبحسب زوكربيرغ، استخدم أكثر من مليون معلن أدوات إنشاء محتوى مدعومة بالذكاء الاصطناعي خلال الشهر الفائت.

جاسمن إنبرغ: المستثمرون شعروا بخيبة أمل بسبب الزيادة في التكاليف
جاسمن إنبرغ: المستثمرون شعروا بخيبة أمل بسبب الزيادة في التكاليف

وبسبب خوارزميات التوصية زاد الوقت الذي يستغرقه المستخدمون في تصفّح تطبيقاتها بنسبة 8 في المئة بالنسبة إلى فيسبوك و6 في المئة على إنستغرام هذا العام.

وقالت ويليامسون لوكالة فرانس برس إن “نمو إيرادات ميتا القوي في هذا الربع سيساعد على درء المخاوف بشأن استثماراتها في الذكاء الاصطناعي”.

لكنّ سهم الشركة انخفض بواقع 2.6 في المئة خلال التداول الإلكتروني مساء الأربعاء الماضي بعد إغلاق بورصة وول ستريت.

وأجبر نشر الأدوات المماثلة لبرنامج تشات جي.بي.تي، والتي تتيح إنشاء محتوى بناء على طلب بسيط باللغة اليومية، عمالقة التكنولوجيا على الإنفاق.

وتتطلب هذه التكنولوجيا المتقدمة بنى تحتية باهظة الكلفة وقدرا كبيرا من الطاقة ومجموعات واسعة من المهندسين المؤهلين تأهيلا عاليا.

ورفعت ميتا مرة جديدة الأربعاء توقعاتها للاستثمار الرأسمالي، فبالنسبة إلى عام 2024 وحده توقعت هامشا يتراوح بين 38 إلى 40 مليار دولار مقارنة بما بين 37 و40 مليار دولار في السابق.

ولن تتباطأ الوتيرة سنة 2025. وشدد زوكربيرغ على ضرورة الاستثمار “أكثر” في تطبيقات الذكاء الاصطناعي لأعمال الشركة المتعلقة بالإعلانات والمشاركة على شبكات التواصل الاجتماعي، مع توقع “عوائد قوية على الاستثمارات في السنوات المقبلة”.

وأضاف “لا تزال استثماراتنا في الذكاء الاصطناعي تتطلب بنية تحتية كبيرة”، مشيرا إلى كلفتها، وأوضح أن ميزانية 2025 لم تُحدَّد بعد.

35

في المئة نسبة نمو أرباح الربع الثالث من العام الحالي بمقارنة سنوية لتبلغ 15.69 مليار دولار

وقالت جاسمن إنبرغ المحللة في شركة إي ماركتر لفرانس برس إنّ “المستثمرين توقّعوا المزيد من الوضوح”، مضيفة “لقد شعروا بخيبة أمل نوعا ما بسبب الزيادة في التكاليف”، وأدركوا أن الاستثمارات ستستغرق “وقتا أطول” لتؤتي ثمارها.

وحققت المنافستان لميتا في مجال الذكاء الاصطناعي ألفابت ومايكروسوفت نتائج فاقت التوقعات، لكنّ نتائج مايكروسوفت لم تطمئن الأسواق بشكل كامل.

ولمحاولة تصدّر السباق في الأنظمة المساعدة المزوّدة بالذكاء الاصطناعي، تعتمد ميتا على المحادثات مع مستخدمي تطبيقاتها بفضل النسخة الجديدة التي طُرحت في أبريل الماضي من ميتا أي.آي، وهو مساعدها الذي يجيب عن أسئلة المستخدمين على غرار تشات جي.بي تي.

ولفت زوكربيرغ خلال حديثه مع المستثمرين إلى أنّ هذا البرنامج يستخدمه أكثر من 500 مليون شخص نشط شهريا.

واكتسبت ميتا أي.آي شهرة على منصات المجموعة بفضل لاما 33، أحدث إصدار من نموذج الذكاء الاصطناعي لدى عملاق التكنولوجيا والذي تمكن مقارنته بتشات جي.بي.تي 4 الذي ابتكرته أوبن أي.آي وجيميناي من غوغل.

وأوضح زوكربيرغ أنّ تطوير لاما 4 “متقدم بشكل جيد”، متوقعا أن تكون الإصدارات “الأخف” من هذا النموذج متاحة “في أوائل العام المقبل”.

وتراهن ميتا أيضا على تطوير النظارات المتصلة، لاسيما بفضل الشراكة مع إسيلور لوكسوتيكا، مالكة العلامة التجارية الشهيرة راي بان.

وبحسب المحللين، يفترض أن تشهد مبيعات أحدث نظارات راي بان المتصلة من ميتا ارتفاعا خلال فترة أعياد نهاية السنة. وتتوقع المجموعة مبيعات تتراوح بين 45 و48 مليار دولار في الربع الرابع من 2024.

وفي شهر سبتمبر الماضي عرضت المجموعة نموذجا أوليا من نظارة أوريون المزودة بكاميرا وسماعات ومساعد قائم على الذكاء الاصطناعي يتم التحكم فيه بالصوت وأجهزة عرض صغيرة لعرض مقاطع الفيديو أو حتى الأشخاص على شكل صور ثلاثية الأبعاد.

10