تركيز عماني على مشاريع الترفيه لتعزيز أداء السياحة

تنويع المقاصد وتطويرها سيتم تجسيدهما عبر برنامج استثماري موسع يشمل مختلف محافظات البلاد.
الأربعاء 2025/06/11
مليئة بالإثارة في أحضان الآثار

تعكف سلطنة عمان على تكثيف الاستثمار في مشاريع الترفيه أملا في تحقيق إيرادات مستدامة لتحقيق أقصى استفادة منه لدعم أداء صناعة السياحة بما يترجم تطلعها إلى تنويع مصادر الدخل، وذلك في سياق خطة شاملة لجعل هذا القطاع أكثر زخما في السنوات المقبلة.

مسقط- كشفت وزارة التراث والسياحة العمانية الثلاثاء أنها تعمل على تنفيذ خطة طموحة خلال العام الحالي تهدف إلى تنويع الأنماط السياحية وتعزيز الجانب الترفيهي، وذلك عبر مجموعة من المشاريع النوعية.

وأكدت أن المشاريع تُنفّذ بالتنسيق مع مكاتب المحافظين بمختلف محافظات السلطنة ضمن الإطار العام لخطة التنمية الشاملة للقطاع، بما يسهم في تعزيز المقومات السياحية وتوسيع قاعدة التجارب المتاحة للزوار.

ومن بين أبرز المشاريع المزالق الترفيهية وبوابة الأشخرة والصيد الترفيهي ومنحدرات الجبل وتجارب السياحة العطرية، ومشروع تفعيل تجربة الفلج، ومبادرات لتفعيل سياحة المغامرات، إلى جانب مشروع تجربة رحلة عُمان الكبرى.

فخرية الغسانية: هدف الخطة تعزيز جودة المنتج ورفع مستوى التنافسية
فخرية الغسانية: هدف الخطة تعزيز جودة المنتج ورفع مستوى التنافسية

وشهدت الأشهر الأخيرة الإعلان عن استثمارات ترفيهية ضخمة، أبرزها حدائق السنديانة في محافظة مسقط، وهو مشروع متكامل يتضمن مرافق للعائلات ومساحات خضراء ومناطق ألعاب ومراكز تسوق ومطاعم عالمية.

كما أعلنت وزارة السياحة عن نيتها تطوير عدد من المواقع الطبيعية وتحويلها إلى وجهات سياحية مستدامة مثل شواطئ محافظة ظفار ومواقع الأودية في الداخلية وجبال الحجر، مع المحافظة على البيئة الطبيعية والتراث الثقافي للمنطقة.

وتهدف هذه المشاريع إلى زيادة عدد الزوار السنويين إلى أكثر من 11 مليون سائح بحلول عام 2040، مقارنة بنحو 3.5 مليون زائر في عام 2023.

وأشارت فخرية بنت خميس الغسانية، مديرة دائرة تطوير المنتج والتجارب السياحية بوزارة السياحة، إلى أن المشاريع تأتي ضمن التوجهات المحددة في خطة التنمية السياحية الشاملة.

ونسبت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى الغسانية قولها إن الخطة “تهدف إلى تعزيز جودة المنتج السياحي ورفع مستوى التنافسية وإتاحة فرص وتجارب فريدة في المواقع والمقاصد والوجهات السياحية.”

وأضافت أن هذا التوجه “يدعم جهود رفع مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي، ويُعزز جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية إلى سلطنة عُمان، ويوفر تجارب مميزة للسياحة المحلية والداخلية والوافدة ويستقطب مختلف الفئات الديموغرافية.”

واتجه البلد الخليجي الذي يعد الأضعف اقتصاديا بين جيرانه الخليجيين إلى تنويع اقتصاده مُركزا على السياحة كبديل واعد عن الطاقة التي شكلت في الأعوام التي سبقت ظهور جائحة كورونا 86 في المئة من إيرادات الدولة، فيما ارتد تراجع أسعار النفط بشكل سلبي على موازنتها.

وصناعة السياحة في عُمان أمام منافسة قوية من دول المنطقة، فدبي تعد إحدى أبرز الوجهات السياحية في الشرق الأوسط بفضل البنية التحتية الضخمة وإتاحتها كل التسهيلات لجذب الزوار الأجانب.

كما أن السعودية، وهي أكبر الاقتصادات العربية، قامت بتنويع أشكال السياحة الأخرى غير الدينية، بضخ استثمارات تتخطى 50 مليار دولار منذ عام 2016 لتحقيق أهداف رؤية 2030.

أبرز المشاريع المزمع تنفيذها

  • المزالق الترفيهية
  • بوابة الأشخرة
  • الصيد الترفيهي
  • منحدرات الجبل
  • تجارب السياحة العطرية
  • تفعيل تجربة الفلج
  • مبادرات لتفعيل سياحة المغامرات
  • تجربة رحلة عُمان الكبرى

وتزخر الكثير من محافظات عُمان وولاياتها بمقومات سياحية متنوعة وبمناطق ذات تنوع جيولوجي، تتراوح بين الصحاري الشاسعة والسهول المنبسطة والأودية العميقة، إلى جانب الجبال الشاهقة والسواحل والشواطئ الممتدة.

وتؤهل هذه المقومات التاريخية والطبيعية عُمان لتصبح مركزا سياحيا واعدا في المنطقة، حيث يمثل هذا القطاع أحد أهم روافد الدخل في الرؤية المستقبلية عُمان 2040.

وتؤكد الحكومة أن تطوير السياحة لا يقتصر على العوائد الاقتصادية، بل يشمل أيضًا تعزيز الهوية الوطنية، وإبراز المقومات الثقافية والطبيعية التي تتميز بها السلطنة، وتحقيق توازن بين التنمية والحفاظ على البيئة.

ويعكس هذا التوجه التزام السلطنة بنموذج تنموي مستدام يُمكّن المجتمعات المحلية ويعزز مشاركة الشباب في الاقتصاد الجديد من خلال مشاريع ريادة الأعمال والخدمات المرتبطة بالسياحة والترفيه.

وتؤكد الغسانية أن الوزارة تواصل جهودها لتعزيز السياحة الثقافية في البلاد كأحد المرتكزات الرئيسية لتنويع المنتج السياحي وترسيخ الهوية الوطنية.

وسبق أن أطلقت الوزارة برنامج سياحة المأكولات وفنون الطهي العُماني الذي يشمل مبادرات عديدة، منها مبادرة توثيق المطبخ المحلي وتطوير مسارات سياحية مخصصة لفنون الطهي.

وتشمل هذه المسارات زيارات إلى مطابخ تقليدية ومطاعم تقدم وصفات أصيلة، ما يعزز مكانة المطبخ العُماني كعنصر أساسي في التجربة السياحية.

وأشادت الغسانية بالدور المحوري للمتاحف العُمانية في عرض التاريخ والثقافة والتراث الحي. وقالت “تعمل الوزارة على تطوير محتوى المتاحف من خلال عروض رقمية تفاعلية تُمكن الزائر من التفاعل والانغماس في عمق الحضارة العُمانية.”

وتُعد المتاحف مؤسسات تعليمية وسياحية في الوقت نفسه، تجمع بين المعروضات المادية والتقنيات الحديثة لسرد القصص التاريخية بشكل جذاب.

وتشير الإحصائيات إلى نمو ملحوظ في أعداد زوار المواقع التراثية، حيث استقبلت محافظة الداخلية، التي تحتضن معالم بارزة مثل قلعة نزوى وحصن جبرين، أكثر من 415 ألف زائر في عام 2024، بزيادة تجاوزت 32 في المئة مقارنة بالعام السابق. ويعزى ذلك، بحسب المسؤولين، إلى تطوير الحارات التراثية وتحسين الخدمات وتنوع التجارب السياحية.

وفي ضوء هذه الجهود المتسارعة من المتوقع أن تشهد السياحة العمانية نموًا ملحوظًا خلال السنوات المقبلة، مع تزايد الاعتماد على مشاريع الترفيه كأداة فعالة في تحسين تجربة السائح، وتعزيز جاذبية السلطنة على خارطة السياحة العالمية.

حح

وعلى هامش معرض سوق السفر العربي 2025 الذي احتضنته دبي الشهر الماضي أكد وزير السياحة سالم بن محمد المحروقي على النمو المطرد للقطاع ودوره الحيوي في تنويع الاقتصاد وتوفير فرص العمل.

وأوضح في تصريحات لتلفزيون وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أن استثمارات بلاده في القطاع ستناهز 10 مليارات دولار بنهاية هذا العام، مع الإعداد لاستثمارات ضخمة جديدة تستهدف تطوير مناطق سياحية خارج العاصمة مسقط وصلالة.

كما لفت إلى أن مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي تبلغ 2.7 في المئة، معربا عن التطلع إلى زيادتها تدريجيا عبر مشاريع نوعية قادمة، وأشار إلى استقبال بلاده نحو 4 ملايين سائح العام الماضي.

وتسعى الحكومة إلى تنويع الأسواق المستهدفة أيضا، بحيث لا تقتصر على السياح الخليجيين فقط، بل تمتد لتشمل السياح الأوروبيين والآسيويين من خلال الترويج للسلطنة في معارض السفر الدولية، وتحسين الربط الجوي عبر زيادة الرحلات المباشرة.

10