تركيا لا تمانع عقد اتفاق مع حركة طالبان على غرار اتفاقها مع ليبيا

أردوغان يبدي ترددا بشأن قبول عرض من حركة طالبان تتولى القوات التركية بموجبه تشغيل مطار كابول وسط مخاوف من وقوع اعتداءات.
الأحد 2021/08/29
اتفاق مع طالبان.. لم لا؟

أنقرة - لم يستبعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان احتمال عقد اتفاق بين أنقرة وحركة طالبان الأفغانية، على غرار الاتفاق الذي أبرمته تركيا في السابق مع حكومة الوفاق الليبية السابقة.

وقال أردوغان "لا أستطيع القول إننا لن نبرم مع طالبان مثل هذا الاتفاق كما فعلنا مع ليبيا، يمكننا أن نفعل ذلك ويكفي أن نجد شريكا جديرا بالمفاوضات".

ووقعت أنقرة في نوفمبر 2019 مع حكومة الوفاق الليبية آنذاك مذكرة تفاهم لمساعدتها على تطوير قدرات القوات العسكرية والأمنية، بعد موافقة البرلمان التركي على دعم عسكري لليبيا في اتفاقية أثارت جدلا وانتقادات دولية وعربية واسعة، باعتبارها تؤسس لوجود عسكري تركي طويل المدى في ليبيا.

وفي مسعى لتبرير استعداده للتواصل مع حركة طالبان المصنفة دوليا على أنها إرهابية، قال الرئيس التركي إن هدف بلاده الأساسي هو "تعافي أفغانستان من مشاكلها في أسرع وقت، وتركيا مستعدة لتقديم كافة أنواع الدعم لتحقيق ذلك"، بما في ذلك دعم وحدة أفغانستان.

وذكر أردوغان أنه "على مدى 20 عاما، قدمت تركيا خدمات كبيرة لأفغانستان سواء بالبنية التحتية أو الفوقية، والآن أيضا نريد أن نساعد أفغانستان، فتركيا لديها خبرات وبنية تحتية قوية".

وكشف أن تركيا لديها خطط بديلة حيال كافة الاحتمالات المتعلقة بأمن سفارتها في كابول، وذلك بعد قرار إبقائها على وجودها الدبلوماسي في أفغانستان، في وقت بدأت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في سحب بعثاتها الدبلوماسية من البلاد عقب سيطرة طالبان على الحكم.

وأعلن الرئيس التركي عن عودة موظفي سفارة بلاده من مقرها المؤقت في مطار كابول إلى مكانها المعتاد في العاصمة الأفغانية.

وأشار أردوغان إلى أن لدى تركيا خططا بديلة حيال كافة الاحتمالات المتعلقة بأمن سفارتها في كابول، وأن أولويتها هي توفير أمن موظفيها هناك.

وقال "سفارتنا عملت لأسبوعين في المطار، لكن الموظفين عادوا قبل يومين إلى مقر السفارة في مركز المدينة ويواصلون أعمالهم من هناك".

وأضاف "خطتنا الآن هي الإبقاء على وجودنا الدبلوماسي بهذه الطريقة، نحدّث خططنا باستمرار حسب التطورات المتعلقة بالوضع الأمني، وتركيا ترحب بالبيانات الصادرة عن طالبان حتى الآن بتفاؤل حذر، لكنها تريد أن ترى أفعالا".

وحول تطورات الأوضاع الأمنية في كابول قال "علينا أن نكون حذرين حيال الأوضاع في كابول، فقبل مدة قصيرة وقع انفجار والمعلومات الاستخباراتية تفيد بقيام تنظيم داعش بهذه العملية الإرهابية".

وتجري أنقرة محادثات مع طالبان بشأن تقديم دعم فني لتشغيل المطار بعد الحادي والثلاثين من أغسطس، وهو الموعد النهائي لمغادرة القوات الأميركية أفغانستان، ولكنها قالت إن التفجير الأخير عند المطار يبرز الحاجة إلى وجود قوة تركية تحمي أي خبراء يمكن أن يتمركزوا هناك.

واستبعد أردوغان عرضا من حركة طالبان تتولى تركيا بموجبه تشغيل مطار كابول، فيما تقوم الحركة بتأمينه، مشيرا إلى أن أنقرة ستكون في وضع صعب حال تعرّضه لهجوم آخر.

ونُقل عنه قوله لمحطة "أن.تي.في" إن طالبان تريد أن تتولى مسؤولية الأمن في المطار بينما تضطلع تركيا بالتشغيل.

وأضاف "كيف يمكن أن نوكل الأمن إليكم؟ كيف سنفسر الأمر للعالم إذا اضطلعتم بالأمن وأريقت الدماء مرة أخرى؟ هذه المهمة ليست سهلة".

ولطالما سعت تركيا للمساعدة في تأمين وإدارة مطار العاصمة الأفغانية، لكن بدا أنها تراجعت عن الفكرة عندما باشرت الأربعاء سحب قواتها غير القتالية، البالغ عددها نحو 500 عنصر، من أفغانستان.

وقتل أكثر من مئة شخص في هجوم انتحاري وقع الخميس خارج مطار كابول، بينهم 13 جنديا أميركيا، ما أدى إلى تراجع وتيرة عمليات الإجلاء قبيل انقضاء المهلة التي حددها الرئيس الأميركي جو بايدن لإتمام عمليات الإجلاء بحلول الثلاثاء.

وعرقلت التحذيرات من احتمال وقوع اعتداء إرهابي آخر جهود الإجلاء التي تشرف عليها القوات الأميركية، فيما نبه بايدن إلى أنه من "المحتمل جدا" أن يستهدف اعتداء آخر عمليات الإجلاء.