تركيا على موعد مع عقوبات أوروبية جديدة بسبب سوريا

برلمانيون أوروبيون يطالبون يطالبون بوقف إصدار تأشيرات لمسؤولين أتراك كبار يعتبرون مسؤولين عن انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا.
الجمعة 2019/10/25
أردوغان يغرق ما تبقى من بلاده

 أنقرة – أوصى البرلمان الأوروبي، الخميس، الدول الأعضاء في الاتحاد بفرض عقوبات اقتصادية جديدة على تركيا بعد الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها الجيش التركي بحق الأكراد في شمال شرق سوريا، فيما تلقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التوصيات الأوروبية بتهديدات متكررة بشأن فتح حدود بلاده للمهاجرين من أجل التوجه صوب أوروبا.

وقال أردوغان إنه “عندما يحين الأوان ستفتح تركيا حدودها للمهاجرين ليتوجهوا صوب أوروبا”، مضيفا “حينما أقول سنفتح حدودنا أمام المهاجرين يرتبك الأوروبيون، عندما يحين الأوان سنفتح الأبواب”.

واعتبر البرلمان الأوروبي أن التدخل العسكري “يمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي ويقوض الاستقرار والأمن في المنطقة برمتها”.

ورفض النواب الأوروبيون فكرة “إقامة منطقة آمنة” وأكدوا تضامنهم مع الشعب الكردي. وأعربوا أيضا عن مخاوف من عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.

وطلب النواب من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اتخاذ “سلسلة عقوبات محددة ووقف إصدار تأشيرات” لمسؤولين أتراك كبار “يعتبرون مسؤولين عن انتهاكات لحقوق الإنسان في إطار التدخل العسكري الحالي” إضافة إلى “المسؤولين عن قمع الحقوق الأساسية في تركيا”.

وقال البرلمان في بيان “يعتبر النواب من غير المقبول أن يستخدم الرئيس التركي اللاجئين سلاحا لابتزاز الاتحاد الأوروبي”.

وأعربوا عن الأمل في أن تدرس الدول الأعضاء إمكانية “تعليق الأفضلية التجارية لتركيا بموجب الاتفاق حول المنتجات الزراعية وكإجراء أخير تعليق الوحدة الجمركية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.

وخلال النقاشات التي جرت الأربعاء أشار عدد من النواب الأوروبيين إلى “عجز” الاتحاد الأوروبي.

وقال النائب الهولندي مالك أزماني “حتى الآن لم يكن الرد الأوروبي حازما بما فيه الكفاية” داعيا إلى “الاستعداد لأعمال أكثر حزما حول الأسلحة والاقتصاد والعقوبات المحددة”.

وقال الفرنسي فرنسوا كزافييه بيلامي عن الحزب الشعبوي الأوروبي “ما زلنا عاجزين عن الرد”.

وأضاف أن هذا “الصمت” ناجم عن غياب “استقلالية استراتيجية في مجال الدفاع” لأن الاتحاد الأوروبي “أقام سوقا بدلا من تقاسم المبادئ المنبثقة عن حضارتنا المشتركة” وأيضا “للابتزاز في ملف الهجرة” الذي يمارسه أردوغان.

وأدت النقاشات إلى حادث سببه أنجيلو تشوكا النائب الأوروبي من حزب الرابطة الإيطالي اليميني المتطرف.

اليات عسكرية أسقطتها التكتيكات السياسية
اليات عسكرية أسقطتها التكتيكات السياسية 

وللتنديد بما يعتبره ضغوط أنقرة على النواب الأوروبيين رمى في وسط المجلس علبة من الشوكولاته قدمتها “السلطات التركية”، حسب قوله، خلال اجتماع سابق “للطلب من البرلمان الأوروبي الدفع باتجاه استئناف مفاوضات انضمام” أنقرة.

ويثير الهجوم التركي على الشمال السوري قلق العديد من الدول الأوروبية على رأسهم فرنسا التي حاولت التحرك بمفردها ثم تعزيز جهودها بخطوات أوروبية من خلال اقتراح اعتماد جيش أوروبي موحد بعد أن أكدت باريس ”استياءها” من القرار الأميركي المفاجئ شمال سوريا والذي قال عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه أحدث ”اضطرابا”.

وكانت ألمانيا قد دعت، بدورها، في وقت سابق إلى إنشاء منطقة حماية دولية شمال شرق سوريا بهدف تنسيق الجهود لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي الذي سمح الهجوم التركي لعناصره بإعادة توحيد صفوفه حسب تقارير غربية.

ولاقت الفكرة الألمانية بإنشاء منطقة حماية دولية في شمال شرق سوريا، استحسان واشنطن وحلف شمال الأطلسي لكن استبعدت الولايات المتحدة الأميركية المشاركة فيها.

توقفت العملية العسكرية التي تنفذها أنقرة في سوريا بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار توصلت إليه أنقرة مع واشنطن ومن ثم اتفقت موسكو وأنقرة على تسيير دوريات مشتركة على الحدود السورية التركية مع انسحاب الأكراد من هذه المناطق.

وجاء الإعلان التركي الروسي عقب مباحثات طويلة شهدتها مدينة سوتشي الروسية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.

وأدى الهجوم العسكري التركي إلى فرار أكثر من 100 مسلح تابع لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي من شمال شرق سوريا حسب ما أفاد به المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفريو.

5