تركيا توسع نفوذها بإنشاء قاعدة عسكرية شمال العراق

أنقرة - أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الجمعة أن بلاده تعتزم إنشاء قاعدة عسكرية في منطقة متينا شمالي العراق، مشيرا إلى أهمية المنطقة.
وقال صويلو إن "العمليات شمالي العراق ستستمر. منطقة متينا مكان مهم، كما هو الحال في سوريا، سنقيم قاعدة هنا وسنسيطر على المنطقة، فهذه المنطقة هي خط العبور إلى جبال قنديل وسوف نبقي هذا الخط تحت السيطرة".
وكان مسؤول رفيع بالحكومة التركية، كشف قبل نحو عام أن الجيش التركي يستعد لإنشاء 3 قواعد عسكرية جديدة في منطقتي سينات وهفتنين، شمالي العراق.
واعتادت تركيا اختراق الأجواء العراقية بدعوى ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، غير أن تلك الهجمات كثيرا ما تسقط ضحايا من المدنيين.
وغيّرت أنقرة خلال السنوات الأخيرة من أسلوبها في معالجة وجود عناصر حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية، وأصبحت تميل إلى توسيع عملياتها في العمق العراقي دون التنسيق مع بغداد، جنبا إلى جنب التأسيس لوجود عسكري مستدام هناك من خلال تركيز قواعد عسكرية، وذلك بعد أن ظلّت طيلة عقود من عمر صراعها الدامي مع مسلحي حزب العمال، تكتفي بالقيام بعمليات عسكرية خاطفة وحملات محدودة لملاحقة هؤلاء المسلّحين.
وفي 23 أبريل الجاري أطلقت تركيا عمليتي "مخلب البرق" و"مخلب الصاعقة"، بشكل متزامن ضد عناصر "حزب العمال الكردستاني" في منطقتي متينا وأفاشين - باسيان شمال العراق.
وتأتي العملية العسكرية بعد فشل العملية الأخيرة في فبراير الماضي، ومقتل 12 جنديا تركيا وتوجيه اللوم للجيش التركي وأردوغان لسوء التخطيط والتنفيذ.
وقالت مصادر عراقية محلية إن الهجوم استهدف منطقتي أفاشين ومتينا داخل الأراضي العراقية. وحلقت الطائرات التركية في سماء المنطقة، بينما أنزلت مروحيات قوات خاصة تركية في منطقة جبلية.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان أصدرته الخميس وأرفقته بمقطع فيديو لأعمال قتالية "تستمر قواتنا التركية المسلحة في تدمير الأهداف الإرهابية شمال العراق من خلال عمليتي مخلب البرق ومخلب الصاعقة".
وذكرت وسائل إعلام تركية أن قوات الكوماندوز هبطت في منطقة متينا باستخدام مروحيات، بينما قصفت مقاتلات تركية أهدافا لحزب العمال الكردستاني.
وسلكت تركيا خلال السنوات الماضية تحت حكم رجب طيب أردوغان مسلكا جديدا في سياستها الخارجية يحاكي سياسة التدخّل الإيرانية في شؤون بلدان الجوار، موسّعة طموحاتها لتشمل تأسيس نفوذ حقيقي لها في العراق.
ولم تستثن أنقرة الطموح إلى تركيز وجود عسكري دائم لها على الأراضي العراقية، حيث أنشأت لها قاعدة عسكرية في منطقة بعشيقة بشمال شرق مدينة الموصل، ولا تزال تصر على عدم إخلائها رغم مطالبات بغداد المتكرّرة بذلك.
ويحقق التدخّل العسكري في العراق لتركيا هدفين مباشرين، أوّلهما خوض الحرب ضدّ الأكراد على أرض الجيران كما هو جار بالفعل على الأرض السورية، وجزئيا على أجزاء من الشمال العراقي، وثانيهما تثبيت موطئ قدم في البلاد إلى جانب إيران التي تثبّت نفوذها في العراق عبر وكلائها من السياسيين وقادة الميليشيات، وأيضا إلى جانب الولايات المتّحدة التي تسجّل حضورا عسكريا محدودا على أرض العراق من خلال بضعة آلاف من الأفراد.
ويقول مهتمّون بالشأن التركي إنّ لأنقرة أطماعا تاريخية في بعض المناطق العراقية، خصوصا تلك التي تضمّ أقلية تركمانية مثل كركوك المحافظة النفطية الواقعة بشمال العراق.