تركيا تواصل التصعيد شرق المتوسط بعمليات مسح زلزالي

اليونان تحث تركيا على وقف "الأعمال غير القانونية" في شرق المتوسط.
الاثنين 2020/08/10
تركيا تمضي في طريق العربدة شرق المتوسط

اسطنبول - حثت اليونان تركيا الاثنين على وقف الأعمال غير القانونية في شرق البحر المتوسط معتبرة أن هذه الأنشطة استفزازية وتقوض السلم والأمن في المنطقة، بحسب ما أوردت وزارة الخارجية اليونانية.

وكانت البحرية التركية قد أصدرت إخطارا جاء فيه أن السفينة التركية أوروتش رئيس ستجري مسحا زلزاليا في منطقة متنازع عليها بشرق البحر المتوسط خلال الأسبوعين المقبلين.

وقال بيان وزارة الخارجية اليونانية "لن تقبل اليونان بالابتزاز. وستدافع عن حقوقها السيادية".

والبلدان على خلاف بشأن المطالب المتداخلة بموارد النفط والغاز في المنطقة.

وتسبب إخطار مماثل الشهر الماضي في إثارة خلاف بين الجانبين تم نزع فتيله بعد تدخل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وتكون عمليات المسح الزلزالي عادة جزءا من الأعمال التمهيدية للبحث والتنقيب عن الهيدروكربونات كما أن تركيا واليونان على خلاف حول قضايا مثل التحليق فوق بحر إيجة وقبرص المقسمة عرقيا.

لكن الرئيس التركي طيب أردوغان قال يوم الجمعة إن تركيا استأنفت أعمال التنقيب عن الطاقة في المنطقة، وذلك غداة توقيع اتفاق بحري بين اليونان ومصر نددت به تركيا.

وقال أردوغان خلال كلمة ألقاها في إسطنبول "استأنفنا عمليات التنقيب وأرسلنا من جديد بهذا الهدف (سفينة المسح الزلزالي) بارباروس خير الدين في مهمة".

وأضاف أنّ تركيا استأنفت عمليات التنقيب في شرق المتوسط وأن اليونان لم تلتزم بتعهداتها المتعلقة بالتنقيب عن موارد الطاقة في المنطقة.

ورأى الرئيس التركي أنّ "اتفاقية ترسيم مناطق الصلاحية البحرية" بين مصر واليونان "لا قيمة له".

وأبرمت مصر واليونان الخميس اتفاقية خاصة بترسيم حدودهما البحرية، فيما يُعدّ ذلك ردّا على إبرام تركيا في نوفمبر الماضي اتفاقية مماثلة مع ما يسمى بحكومة الوفاق الليبية بطرابلس المتمخضة عن اتفاق الصخيرات، والتي تدعمها تركيا.

ونددت غالبية دول شرق المتوسط بالاتفاق التركي الليبي الذي يمنح تركيا مجالا بحريا واسعا.

وتصاعدت الخلافات في شرق المتوسط بعد اكتشاف احتياطات غاز كبيرة في المنطقة خلال الأعوام الماضية.

وكثّف الأتراك عمليات التنقيب قبالة قبرص ما أثار استياء معظم دول المنطقة والاتحاد الأوروبي التي وصفت أنشطتها بأنها "غير قانونية".

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه الشديد" إزاء استئناف تركيا أنشطة التنقيب عن الطاقة شرق المتوسط، حيث اعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد أن تحركات البحرية التركية في المتوسط بعد توقيع اتفاق بحري بين مصر واليونان "تبعث على القلق الشديد".

وقال بوريل في بيان إن "التعبئة البحرية الأخيرة في شرق المتوسط تبعث على القلق الشديد"، مضيفا أنها "ستؤدي إلى زيادة الخلاف وانعدام الثقة".

واعتبر المسؤول الأوروبي أن "الحدود البحرية يجب أن ترسم عبر الحوار والمفاوضات، وليس عبر التحركات الأحادية وتعبئة القوات البحرية".

وأكد أنه "يجب حلّ الخلافات وفق القانون الدولي"، مشددا على أن "الاتحاد الأوروبي ملتزم المساهمة في حلّ الخلافات والتباينات في هذه المنطقة ذات الأهمية الأمنية الحيوية".

وخلص إلى أن "المسار الحالي لن يخدم مصالح الاتحاد الأوروبي أو تركيا. علينا العمل معا من أجل أمن المتوسط".