تركيا تلوح باجتياح شمال شرق سوريا

أنقرة - قال محللون إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى لاستثمار انشغال القوى الدولية المؤثرة في سوريا (واشنطن وموسكو) في الحرب الأوكرانية إلى جانب أزمة انضمام فنلندا والسويد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) من أجل فرض سياسة الأمر الواقع في شمال شرق سوريا.
وقال أردوغان الأربعاء إن تركيا ستطهر منطقتي تل رفعت ومنبج السوريتين من الإرهابيين، مؤكدا أهداف التوغل التركي الجديد لأول مرة قائلا إنه سيمتد إلى مناطق أخرى.
وجاءت تصريحات أردوغان في كلمة أمام نواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم بعد أسبوع من تعهده بتوغل عسكري جديد على الحدود الجنوبية لتركيا يستهدف وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية.

رجب طيب أردوغان: التوغل التركي الجديد سيمتد إلى مناطق أخرى
وقال أردوغان “نحن بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة في قرارنا المتعلق بإنشاء منطقة آمنة على عمق 30 كيلومترا شمالي سوريا على حدودنا الجنوبية وتطهير تل رفعت ومنبج من الإرهابيين، وسنفعل الشيء نفسه تدريجيا في مناطق أخرى”. وأضاف “دعونا نرى من يدعم هذه الخطوات المشروعة من جانب تركيا ومن يعرقلها”.
ونفذت أنقرة أربع عمليات في شمال سوريا منذ عام 2016، واستولت على مئات الكيلومترات من الأراضي وتركزت تلك العمليات على شريط باتساع 30 كيلومترا مستهدفة بشكل أساسي وحدات حماية الشعب الكردية.
وفي أثناء دعمها لأطراف متنافسة في الحرب السورية، نسقت تركيا مع روسيا في عملياتها العسكرية.
وتعرضت عمليات تركيا عبر الحدود لانتقادات من قبل حلفائها في حلف شمال الأطلسي، وخاصة الولايات المتحدة، وفرضت بعض الدول حظر أسلحة على أنقرة. وأبدت واشنطن قلقها من أي هجوم جديد في شمال سوريا قائلة إنه سيعرض القوات الأميركية للخطر ويقوض الاستقرار في المنطقة.
ويتزامن إعلان أنقرة عن هجوم جديد في سوريا مع اعتراضها على مساعي فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي على أساس دعمهما للمسلحين الأكراد وجماعات تعتبرها تركيا إرهابية وبسبب حظر السلاح الذي فرضته الدولتان على تركيا بسبب هجومها على شمال سوريا في 2019.
وتتالت تصريحات الرئيس التركي باقتراب عملية عسكرية في شمال سوريا ضد الأكراد، مما أثار تساؤلات بشأن عما إذا كان أردوغان قد تلقى ضوءا أخضر أميركيا وروسيا أو اقترب من ذلك.
وتلعب أنقرة دورا أساسيا في الحرب الأوكرانية وتمسك بحق النقض في حلف شمال الأطلسي وكلها أوراق يقول مراقبون إنه يمكن توظيفها لتحقيق أجندات أردوغان في شمال سوريا.
وتسعى تركيا لموازنة علاقاتها مع واشنطن وروسيا، لكن محللين لا يستبعدون تنفيذ أنقرة عملية رابعة ضد المسلحين الأكراد في سوريا إذ أن الظروف الدولية والإقليمية مواتية الآن لانتزاع ضوء أخضر.