تركيا تلقي بالمزيد من العراقيل أمام عضوية السويد وفنلندا في الناتو

جاويش أوغلو: الدولتان اتخذتا بعض الخطوات، لكنها ليست كافية في الوقت الراهن.
الأربعاء 2022/11/30
جاويش أوغلو يبحث عن المزيد من التنازلات

بوخارست - قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن السويد وفنلندا أحرزتا تقدما باتجاه الحصول على موافقة أنقرة لانضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكن يتعين عليهما بذل المزيد، في موقف قال مراقبون إنه يهدف إلى إلقاء المزيد من العراقيل أمام دخول البلدين إلى الحلف.

وقال جاويش أوغلو في تصريحات لوكالة بلومبرغ الثلاثاء قبل لقاء نظيريه السويدي والفنلندي على هامش اجتماع وزراء خارجية الحلف في العاصمة الرومانية بوخارست “لا تزال هناك بعض القضايا، أحرزت الدولتان تقدما، واتخذتا بعض الخطوات، لكنها ليست كافية في الوقت الراهن”.

وتعترض تركيا على انضمام الدولتين إلى حلف الأطلسي منذ قدمتا طلبين في مايو الماضي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

ولكن سمح اتفاق تم التوصل إليه خلال قمة الناتو في يونيو الماضي للعملية بالمضي قدما، وصادق 28 عضوا من أصل 30 في الحلف منذ ذلك الحين على انضمامهما، ولم توافق تركيا والمجر.

تركيا تريد من السويد وضع حد للأنشطة الدعائية التي يقوم بها أنصار المقاتلين الأكراد مثل التظاهرات

وحددت المذكرة الثلاثية، الموقعة في مدريد، الإجراءات اللازمة للسويد وفنلندا من أجل التغلب على اعتراضات تركيا.

وتريد تركيا من السويد، حاليا، وضع حد للأنشطة الدعائية التي يقوم بها أنصار المقاتلين الأكراد الانفصاليين الذين يشنون حربا منذ عقود من أجل الحصول على الحكم الذاتي، ما أودى بحياة عشرات الآلاف، وكلفت تركيا مئات المليارات من الدولارات.

وفي مذكرة التفاهم في يونيو الماضي وافقت ستوكهولم وهيلسنكي على تشديد إجراءات الإقامة وتسليم من يشتبه أنهم من الإرهابيين إلى تركيا. وأبلغت الحكومة السويدية أنقرة نهاية أكتوبر بأنها ما زالت “ملتزمة تماما” بالاتفاق. وأوضح رئيس وزراء السويد أولف كريسترسون أن حكومته “تحترم تماما حقيقة أن تتخذ كل دولة في الحلف قراراتها الخاصة”.

وقال جاويش أوغلو “يجب عليهما تنفيذ بعض بنود هذه المذكرة، وسأعقد اجتماعا مفتوحا وصريحا ووديا هنا في بوخارست مع زملائي”.

وردا على سؤال بشأن ما يمكن أن تقدمه السويد، قال وزير خارجيتها توبياس بيلستروم للصحافيين قبل اجتماع بوخارست، إن “الأمر يتلخص في إجراء حوار، نعتقد أننا نسير بخطى ثابتة نحو تحقيق جميع الشروط المنصوص عليها في المذكرة”.

وأضاف بيلستروم “أود أن أؤكد أنه، رغم ذلك، هناك أشياء في هذه المذكرة مهمة للسويد أيضا”.

أنقرة تقول إنه لا يمكن فتح أبواب الناتو أمام دولٍ تقدم دعمًا لتنظيمات تشكل خطرًا على أمنها القومي

وتابع “على سبيل المثال، التعاون في مجال البيانات بين سلطات مكافحة الجريمة، هذا مهم لأننا نرى الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم في السويد يذهبون إلى تركيا، ونريد استعادتهم من أجل تحقيق العدالة”.

واستدعت تركيا الأسبوع الماضي السفير السويدي في أنقرة بعدما أظهر مؤيدون للمسلحين الأكراد ما وصفته أنقرة بـ”الدعاية الإرهابية” على واجهة السفارة التركية في ستوكهولم.

وحتى الآن وافقت 28 دولة من الدول الثلاثين الأعضاء في الناتو على طلبي السويد وفنلندا للانضمام إلى الحلف. والدولتان المتبقيتان هما تركيا والمجر اللتان سلكتا سياسة خارجية مستقلة عن باقي دول الحلف، وعارضتا بعض البنود التي تضمنتها العقوبات الغربية على روسيا.

وبحسب المادة 10 من معاهدة حلف شمال الأطلسي، أي معاهدة تأسيس الناتو، “يجوز للأطراف بالإجماع دعوة أيّ دولة أوروبية قادرة على تطوير مبادئ هذه المعاهدة، والمساهمة في أمن المنطقة، للانضمام إلى الناتو”.

وبسبب التأكيد على “الإجماع”، تحول حق النقض الممنوح للدول الأعضاء إلى مبدأ راسخ، يمنح أيّ عضو حق رفض دخول أيّ بلد إلى الناتو، وبالتالي وقف عملية الانضمام.

وتقول أنقرة إنه لا يمكن فتح أبواب الناتو أمام دولٍ تقدم دعمًا لتنظيمات تشكل خطرًا على أمنها القومي، خاصة أن هذا الدعم يتناقض مع مبدأ الحلف المتمثل في أن الدول الأعضاء تدافع عن بعضها البعض ضد التهديدات الخارجية.

كما أنها تعتبر أن توسيع حدود الناتو بضم فنلندا والسويد سوف يؤدي إلى زيادة التهديدات الأمنية المتبادلة، وبالتالي زيادة التوترات بين روسيا وحلف الناتو.

5