تركيا تكشف عن خطوة مقبلة مع سوريا على مستوى وزراء الخارجية

أنقرة - كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الخميس عن خطوة مقبلة بعد الاجتماع على مستوى وزراء الدفاع في موسكو، تتمثل في عقده لقاء مع نظيره السوري، مشيرا إلى عدم وجود جدول زمني محدد لاجتماع قادة البلدان الثلاثة.
وقال جاويش أوغلو خلال "اجتماع تقييم نهاية العام" الذي يتضمن فعاليات وزارة الخارجية التركية بالعاصمة أنقرة، "إن محادثاتنا مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والعراق والنظام السوري مستمرة، وتعلمون أن وزير الدفاع ورئيس الاستخبارات كانا في موسكو أمس (الأربعاء)، وسألتقي بدوري مع سيرجي لافروف (وزير الخارجية الروسي)".
ووصف الاجتماع الثلاثي في موسكو، بين وزراء دفاع ورؤساء استخبارات تركيا وروسيا وسوريا، بـ"المباحثات المفيدة".
وفي سياق التواصل مع النظام السوري، قال جاويش أوغلو إن المرحلة التالية في خارطة الطريق، هي عقد اجتماع على صعيد وزيري خارجية البلدين، مبينا أن التوقيت بشأن ذلك لم يتحدد بعد.
ونفى الوزير التركي أن يكون قد تم عقد لقاء مع رأس النظام السوري، مردفا "لم يتم لقاء مع الأسد على مستوى الوزير ولا على أي مستوى سياسي آخر".
وأضاف "النظام السوري يرغب بعودة السوريين إلى بلادهم ومن المهم أن يتم ذلك بشكل إيجابي مع ضمان سلامتهم".
وأكد مواصلة بلاده بحزم، مكافحة الإرهاب، لافتا إلى أن الخلافات بين أنقرة ودمشق حالت دون تأسيس تعاون بينهما في هذا المجال.
وأشار إلى إمكانية العمل المشترك مستقبلا، في حال تشكلت أرضية مشتركة بين البلدين في ما يخص مكافحة الإرهاب.
وأكدت صحيفة "خبر تورك" التركية أن عام 2023 سيكون حافلا بالمفاجآت، حيث ينتظر أن تشرف أجهزة استخبارات تركيا وروسيا والنظام السوري على عودة 150 ألف سوري إلى بلادهم، وطُرحت في الاجتماع أيضا مسألة إعادة الممتلكات إلى أهلها، والضمانات في القضاء، دون تحديد ماهية هذه الضمانات التي يبدو أنها تدور حول عدم محاكمة السوريين العائدين.
وشهدت موسكو الأربعاء اجتماعا بين وزراء دفاع تركيا وروسيا والنظام السوري، ورؤساء أجهزة الاستخبارات، حيث ذكرت وزارة الدفاع التركية، في بيان، أن الاجتماع الثلاثي ناقش الأزمة السورية، ومشكلة اللاجئين، والمكافحة المشتركة للتنظيمات الإرهابية في سوريا.
وتأتي زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى موسكو مصحوبا برئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، في وقت يشهد الشمال السوري توترا مع تصاعد التهديدات التركية بشن عملية برية ضد المسلحين الأكراد.
وقال أكار في تصريحات أدلى بها الأربعاء قبل عودته إلى بلاده قادما من العاصمة الروسية موسكو "من خلال الجهود التي ستبذل في الأيام المقبلة، يمكن تقديم مساهمات جادة لإحلال السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة".
وحول فحوى الاجتماع الثلاثي الذي استمر قرابة ساعتين، أفاد أكار بأنهم بحثوا الخطوات التي يمكن اتخاذها، "من أجل تأمين السلام والهدوء والاستقرار في سوريا والمنطقة، وتحويل التطورات فيها إلى مسار إيجابي".
وقال إنه نقل للمجتمعين الآراء والأطروحات ذات الصلة لبلاده، وأكد أن مكافحة الإرهاب من بين أهم الأمور التي ذكرها خلال الاجتماع.
وتابع "شددنا (خلال الاجتماع) على احترامنا لوحدة وسيادة أراضي دول الجوار، وفي مقدمتها سوريا والعراق، وأن هدفنا الوحيد مكافحة الإرهاب، وليست لنا أهداف أخرى (في هذين البلدين)".
كما أكد الوزير التركي أيضا أن بلاده تهدف إلى تأمين حدودها وشعبها، وتحييد وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم داعش اللذين يشكلان تهديدا على سوريا كذلك.
وأوضح أنهم يبذلون الجهود لوقف تدفق المزيد من الهجرة من سوريا إلى تركيا.
وقال أكار إنه أكد خلال الاجتماع الثلاثي في موسكو "على ضرورة حل الأزمة السورية بما يشمل جميع الأطراف، وفق القرار الأممي رقم 2254".
وتبنى مجلس الأمن في الثامن عشر من ديسمبر 2015 القرار رقم 2254 الذي ينص على وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا، وبدء مفاوضات سياسية، وتشكيل "حكومة وحدة" في غضون عامين تليها انتخابات.
وأطلق نشطاء سوريون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة للتظاهر داخل سوريا وخارجها تحت عنوان "انتفضوا لنعيد سيرتها الأولى"، بهدف إعادة إحياء الثورة وإسقاط النظام السوري، في ظل تصاعد الحديث عن إعادة تركيا للعلاقات مع النظام.
وشارك العديد من النشطاء السوريين في الحملة، إذ قالت الناشطة السورية دارين العبدالله في تغريدة على تويتر إن "دواعي الثورة حاضرة منذ أن جلس الأسد الكبير على كرسي الرئاسة وراح يبطش بالناس ظلما"، موضحة أن "دواعيها (الثورة) مستمرة حتى يرحل القاصر الصغير عن موطن الأحرار، وإذا كانت للثورة في بدايتها بعض المبررات لاندلاعها، فاليوم ظهرت الآلاف من المبررات والدواعي لاستمرارها".
وأشارت إلى أن "الثورة لم تندلع وتقدم في سبيلها التضحيات الجسام لمجرد وضع دستور جديد أو تعديل دستور الأسد، وإنما اندلعت لكسر مسار سياسي متقادم وبناء مسار سياسي جديد يليق بحضارة السوريين وتضحياتهم"، مضيفة "نحن طلاب حق، وحيثما تجد حقا تجد حرا شريفا يقول: الموت ولا المذلة".