تركيا تقطع خطوة في تطبيع العلاقات مع إسرائيل بتعيين سفير

أنقرة - عيّنت تركيا سفيرا لدى إسرائيل بعد شغور هذا المنصب أربع سنوات، في أحدث خطوة نحو إعادة تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية.
وعيّن شاكر أوزكان تورونلار، الدبلوماسي المخضرم الذي شغل منصب القنصل العام لتركيا في القدس بين عامي 2010 و2014، في هذا المنصب بموجب مرسوم رئاسي مساء الجمعة، على ما أوردت وسائل الإعلام التركية.
وفي الشهر الماضي، عينت إسرائيل إيريت ليليان سفيرة لها في تركيا. وكانت ليليان مسؤولة عن السفارة الإسرائيلية في أنقرة خلال العامين الماضيين.
ويجمع خبراء على أن الاتفاق التركي - الإسرائيلي على استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين بعد سنوات من العلاقات المتوترة يهدف إلى تحسين مواقفهما الإقليمية والدولية ومن أجل مصالحهما المشتركة.
ومرت العلاقات الإسرائيلية – التركية بسلسلة من الأزمات بداية في عام 2010 عندما قطعت تركيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بعد أن هاجمت القوات الخاصة الإسرائيلية أسطولا تركيا بقيادة سفينة "مافي مرمرة" لكسر الحصار عن قطاع غزة مما أسفر عن مقتل 10 نشطاء أتراك.
وتمت استعادة العلاقات الثنائية في عام 2016 بعد أن وافقت إسرائيل على دفع 20 مليون دولار أميركي لعائلات ضحايا السفينة "مافي مرمرة".
ومع ذلك، طردت تركيا وإسرائيل كبار دبلوماسيي بعضهما البعض في عام 2018 وسط خلاف حول مقتل 60 فلسطينيا في غزة خلال احتجاجاتهم على افتتاح السفارة الأميركية في القدس.
ومن ثم أدان أردوغان بشدة سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ورغم أن السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين لم تتغير، يرى مراقبون أن الورقة الفلسطينية لم تعد ذات جدوى بالنسبة إلى أردوغان الذي يبحث عن فك عزلته الإقليمية وتراجع بلاده الاقتصادي عبر الانفتاح على دول المنطقة مثل مصر والإمارات والسعودية.
وبعدما عاد الدفء في الأشهر الأخيرة إلى العلاقات بينهما، أعلنت إسرائيل وتركيا في 17 أغسطس إعادة العلاقات الدبلوماسية الثنائية إلى طبيعتها الكاملة وإلى مستوى السفيرين.
وبعث أردوغان برسالة تهنئة إلى نتانياهو بعد فوز كتلته في الانتخابات التي أجريت في وقت سابق من الشهر الجاري.
وفاز نتنياهو وحلفاؤه بأغلبية برلمانية يمينية (64 مقعداً من أصل 120 في الكنيست)، ويستعدّ لتشكيل حكومة ستكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
وجاء في بيان لمكتب زعيم حزب "الليكود" إنّ أردوغان بعث برسالة تهنئة لنتنياهو، قال فيها "أهنئكم على فوزكم في الانتخابات وأعتقد أن الحكومة الجديدة ستواصل التعاون بين دولتينا في جميع المجالات، بما يحقق السلام والاستقرار في منطقتنا".
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في وقت سابق، إن أنقرة قررت تعيين سفير لها لدى إسرائيل واستعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد مع الرئيس التركي في نيويورك، بمناسبة انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وهو أول لقاء بين رئيس وزراء إسرائيلي ورئيس تركي منذ عام 2008.
وفي علامة رئيسية على تحسن العلاقات الثنائية، توجه الرئيس الإسرائيلي هرتصوغ إلى تركيا في مارس الماضي في أول زيارة لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى منذ عام 2008.
وأشاد هرتصوغ بإعلان تبادل السفراء بين البلدين، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي إلى تعزيز الشراكة وحسن الجوار وتنمية الاقتصاد والسياحة والعلاقات الودية.
وقبل أقلّ من عام من موعد الانتخابات الرئاسية التركية المقرّرة في منتصف يونيو 2023، يكثّف أردوغان مساعيه الرامية لتطبيع العلاقات مع العديد من القوى الإقليمية -بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة- وذلك بحثاً عن استثمارات بلاده اليوم هي في أمسّ الحاجة إليها.