تركيا تقطع العلاقات التجارية بشكل كامل مع اسرائيل بسبب حرب غزة

أنقرة - أعلنت تركيا الخميس أنّها قرّرت تعليق كلّ التبادلات التجارية مع إسرائيل إلى أن تسمح الدولة العبرية بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في خطوة تأتي بعد فرض أنقرة الشهر الماضي قيوداً على الصادرات التركية لاسرائيل ما دفع المصدرين الاتراك لبحث طرق بديلة.
وقالت وزارة التجارة التركية في بيان إنّه "تمّ تعليق الصادرات والواردات المرتبطة بإسرائيل" مضيفة أنّ "تركيا ستطبّق هذه الاجراءات الجديدة... إلى أن تسمح الحكومة الإسرائيلية بتدفّق متواصل للمساعدات الإنسانية إلى غزة".
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس اتهم في وقت سابق الخميس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بانتهاك الاتفاقات المبرمة بين البلدين بقراره تعليق التجارة بينهما.
وهذه أحدث خطوة تفاقم التدهور في العلاقات بين البلدين بعد قيام تركيا، وهي واحدة من الدول القليلة ذات الغالبية المسلمة التي تعترف بإسرائيل، بتقييد صادراتها إلى الدولة العبرية في أبريل.
وكان الرئيس التركي هاجم مرارا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الحرب واصفا إياه بانه مجرم حرب وهتلر العصر في حين رد نتنياهو متهما اردوغان بأنه دكتاتور.
واستقبل أردوغان قادة من حركة حماس على غرار رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية مشيرا أن بلاده تدعم حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
وأنهت تركيا وإسرائيل سنة 2022 قرابة عقد من القطيعة الدبلوماسية، ودشن البلدان صفحة جديدة في العلاقات تميزت بشكل خاص بالزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى أنقرة.
وجاءت تلك الخطوات لتخفيف حدة التوترات بين انقرة وعدد من دول المنطقة بما فيها الدولة العبرية حيث تم الإعلان عن إنعاش العلاقات التجارية والاقتصادية وعزل حركة حماس التي لزمت الصمت حينها ولم تعلق على نهج التقارب التركي الإسرائيلي.
وخلال الحرب على غزة نفت وزارة التجارة التركية ما تناقلته وسائل إعلام مؤخرا حول معطيات متداولة بشأن تصدير تركيا للسلاح والذخيرة إلى إسرائيل وذلك بعد نفي مماثل من قبل مؤسسة الصناعات الدفاعية التابعة للرئاسة التركية.
وكانت بعض وسائل اعلام المعارضة أكدت مستندة لتقارير معهد الإحصاء التركي أن أنقرة زودت إسرائيل بالمتفجرات والبارود والأسلحة والذخيرة في يناير الماضي أي خلال الحرب.
وقالت أربعة مصادر في قطاع التصدير إن المصدرين الأتراك الذين لديهم طلبات قوية من إسرائيل يدرسون سبلا بديلة لإرسال بضائعهم إليها عبر دولة ثالثة بعد أن علقت تركيا التجارة الثنائية حيث يعتبر القرار مفاجئا للتجار والمصدرين الاتراك خاصة مع التعاملات الهامة بين تركيا والدولة العبرية.
وليست هذه المرة الأولى التي يتخذ فيها المصدرون الاتراك نفس الخطوات فخلال توتر العلاقات بين تركيا ودول الخليج بما فيها المملكة العربية السعودية حدثت مقاطعة شعبية للبضائع التركية فاضطر المصدرون والتجار لتغيير هوية السلع ونسبها لدول اخرى.
وكانت هيئة الإحصاء التركية اكدت في تقرير لها أن إسرائيل احتلت المركز الثالث عشر في قائمة الدول الأكثر استيرادا للمنتجات التركية خلال العام 2023.
وبدورها أكدت جمعية المصدرين الأتراك عن نمو هام في حجم الصادرات إلى إسرائيل في الأشهر الأخيرة حيث كشفت البيانات ارتفاعا قدره 26% مقارنة بيناير/كانون الثاني الماضي، حيث ارتفع من 318 إلى 400 مليون دولار وفق تفس التقارير.
وتتمثل البضائع في الفواكه والحديد والمواد الكيميائية وغيرها من المواد التي تحتاجها إسرائيل خاصة مع التداعيات الاقتصادية بعد الهجوم على غزة.
ويعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية ناجمة عن الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد حماس منذ 7 أكتوبر، حيث حذرت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة من مجاعة وشيكة.
وبدأت الحرب بهجوم غير مسبوق شنته حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل وأدى إلى مقتل 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدت استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وتقول إسرائيل إن 129 رهينة اختطفهم المسلّحون من جنوب الدولة العبرية خلال هجومهم ما زالوا محتجزين في غزة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن 34 من هؤلاء الرهائن قضوا في القطاع.
وأدى الهجوم الانتقامي الإسرائيلي ضد حماس إلى مقتل ما لا يقل عن 34596 شخصًا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.