تركيا تفشل في ترويض فصائل المعارضة المسلحة في إدلب

الجيش السوري الحر يرفض دخول القوات الروسية مناطق سيطرة المعارضة.
الأحد 2018/09/30
هل ستقدر تركيا عليهم

تواجه تركيا صعوبة في إقناع فصائل المعارضة المسلحة في إدلب بضرورة الامتثال لما جاء في الاتفاق التركي الروسي حول منطقة منزوعة السلاح بين المعارضة والنظام السوري. وينص هذا الاتفاق على ضرورة رحيل الجماعات المتشددة، ومن بينها هيئة تحرير الشام وجبهة فتح الشام التي تربطها علاقة قديمة بتنظيم القاعدة، عن هذه المنطقة، وسيتم تسليم الأسلحة الثقيلة الموجودة في أيدي المعارضة المسلحة المتمركزة في منطقة إدلب في موعد غايته 20 أكتوبر القادم.

أنقرة – لا توحي الأحداث في سوريا، وتحديدا في إدلب، بأن هناك خطوات جدية قادرة على الفصل بين القوات التابعة للجماعات الجهادية والمعارضة الشرعية، وهي المهمة التي أوكلت لتركيا، إثر الإعلان عن الاتفاق بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي يقضي بإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام والمعارضة في إدلب.

وكان هذا الاتفاق سببا في تأجيل حرب ضروس ينتظر الجميع نشوبها منذ وقت، نتائجها ستحدد الطرف الذي سيؤول إليه حكم إدلب في الداخل السوري. لكن، لم ينجح الاتفاق إلى حد الآن في التقليص من التهديد المتبادل بين الرئيس السوري بشّار الأسد من ناحية، وقوات المعارضة من ناحية أخرى.

ويقول جيوفري أرونسون، الكاتب في موقع أحوال تركية، إن تركيا لم تنجح في الفصل بين القوات التابعة للجماعات الجهادية والمعارضة الشرعية، على الرغم من الوعود التي قطعتها.

وستضطر إلى العمل بجد للوفاء بما تعهدت به. ومثلما كانت تركيا ستفعل في حال تعرض الجماعات الجهادية، التي تدعمها في سوريا مثل جبهة فتح الشام وغيرها؛ من توفير خروج آمن لها من سوريا، فإنها ستضطر أيضا، وفق هذا الاتفاق، إلى دفع ثمن دعمها لهذه الجماعات المتمردة.

تركيا طالبت خلال اجتماع مع فصائل المعارضة المسلحة في إدلب، بضرورة بدء انسحابها من المناطق المعلنة، كمناطق منزوعة السلاح، لكن، ترفض هذه الفصائل أي عمليات انسحاب أو تغيير في نشاطها بالمنطقة

ومن المنتظر أن يبدأ العمل بالمنطقة منزوعة السلاح ابتداء من 15 أكتوبر القادم، وستكون المنطقة العازلة بعمق 15 كيلومترا في إدلب و20 كيلومترا في سهل الغاب بريف حماة الغربي بين القوات الحكومية والمتمردين. لكن تواجه أنقرة تمردا في صفوف الجماعات التي تدعمها، عكسه رفض هذه الفصائل التقيد بما جاء في الاتفاق بين أردوغان والرئيس وبوتين.

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تركيا طالبت، خلال اجتماع مع فصائل المعارضة المسلحة في إدلب، بضرورة بدء انسحابها من المناطق المعلنة، كمناطق منزوعة السلاح، والتي تمتد على شكل شريط بعرض 15 إلى 20 كلم، في أربع محافظات هي إدلب وحلب وحماة واللاذقية، لكن لم يتم رصد أي خطوة تشي بتنفيذ الفصائل المعارضة لأي عمليات انسحاب أو تغيير في نشاطها بالمنطقة.

وفي تأكيد على المأزق التركي، أعلن جيش العزة التابع للجيش السوري الحر السبت رفضه دخول القوات الروسية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في محافظتي حماة وإدلب وسط وغرب سوريا. وقال جيش العزة في بيان له “لن نقبل أن تكون المنطقة العازلة على حساب الأراضي المحررة فقط، بل يجب أن تكون مناصفة مع مناطق سيطرة النظام، ونرفض تفاصيل المنطقة العازلة التي وردت في الاتفاق الأخير، بعدما اشترطت إقامتها على حساب المناطق الخاضعة للمعارضة وجاءت لصالح قوات الأسد”.

ورفض بيان العزة “تسيير دوريات روسية على الأراضي المتفق عليها في المنطقة العازلة، وعدم فتح الطريق الدولية لما أسماه فك الخناق عن إيران والنظام وإطلاق تجارتهم إلا في حال تم الإفراج عن المعتقلين في سجون النظام”.

6