تركيا تغلق ملف خاشقجي في خطوة لتطبيع العلاقات مع السعودية

إسطنبول - أفادت وسائل إعلام تركية الخميس بأن مدعي عام إسطنبول طلب "إغلاق ملف" قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي وإحالته إلى السعودية، فيما أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن "خطوات مهمة" لتحسين العلاقات مع المملكة.
وبحسب وكالة أناضول التركية، طالبت النيابة العامة التركية بإحالة قضية محاكمة المشتبه بهم الـ26 بقتل خاشقجي إلى السلطات القضائية السعودية.
وخلال جلسة المحاكمة التي عقدت الخميس في المحكمة الجنائية الحادية عشرة في إسطنبول، والتي لم يحضرها المتهمون الـ26، طالبت النيابة العامة ببدء الإجراءات اللازمة من أجل تأمين نقل المحاكمة إلى الجهات القضائية السعودية.
كما قررت المحكمة التوقّف عن مواصلة النظر في القضية، والبدء بالأسس والإجراءات اللازمة من أجل نقلها إلى السلطات القضائية السعودية.
وقررت هيئة المحاكمة تأجيل الجلسة مع مطالبة وزارة العدل التركية بالإدلاء برأيها حول نقل القضية إلى السلطات القضائية السعودية.
وأشار المدعي العام إلى مطالبة النيابة السعودية برفع قرارات المذكرة الحمراء بحق المتهمين الـ26، وأفاد بأنه ونظرا لكون المتهمين مواطنين أجانب، فإنه لم يتم القبض عليهم بعدُ وبالتالي لم يتم أخذ إفاداتهم، ما أدى إلى عدم إحراز تقدّم في الملف.
ومع الإعلان عن مقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع أكتوبر 2018، أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أوامر بإعفاء عدد من المسؤولين من مناصبهم، وأعلنت المملكة لاحقا توقيف 18 سعوديا على ذمة القضية.
وبعد تحقيقات كثيفة، أعلنت النيابة السعودية أحكاما رادعة ونهائية بحق المتهمين، لتسدل بموجب الأحكام الستار على القضية التي شغلت الرأي العام العربي والدولي.
وحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استغلال حادثة مقتل خاشقجي لابتزاز السعودية، ما دفع المملكة إلى مواجهة ذلك بحزم شديد، فقامت بفرض حظر غير رسمي على البضائع التركية وتنظيم حملة مقاطعة للرحلات السياحية إلى البلاد.
وفي ظل الصعوبات الاقتصادية الخطيرة التي تواجهها سعت أنقرة منذ بضعة أشهر إلى التقرب من الرياض، من خلال رسائل مباشرة وجهها أردوغان للمملكة، بقوله "نريد تعزيز علاقاتنا مع السعودية، ونرغب في دفع حوارنا الإيجابي معها قدما بخطوات ملموسة في الفترة المقبلة".
وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الخميس أن هناك خطوات مهمة في سبيل تطبيع العلاقات بين بلاده والمملكة العربية السعودية.
وقال جاويش أوغلو خلال لقاء تلفزيوني إن نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، أعلن في وقت سابق أنه يعتزم زيارة تركيا.
وأوضح أنه لم يتم التخطيط لهذه الزيارة بعدُ، بسبب الزخم الموجود في الحراك السياسي.
وأشار إلى أنه التقى الأمير فيصل في العاصمة الباكستانية إسلام آباد في الثاني والعشرين من مارس الجاري، على هامش أعمال الاجتماع الثامن والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي.