تركيا تعوّل على الرحلات البحرية لإنعاش سياحتها المتعثرة

القطاع قد يشهد بداية انتعاش بفضل عائدات ميناء غلطة بورت الذي تم تدشينه في 2021، بتأخير عام كامل بسبب الجائحة.
الاثنين 2022/06/13
الاستمتاع بالرحلة مكلف للغاية

إسطنبول- تحاول تركيا إنعاش سياحتها المتعثرة بعدما تأثرت بالأزمة الصحية طيلة عامين من بوابة الرحلات البحرية، والتي أصبحت موضع تركيز كبير هذه الفترة مع ذروة الموسم وخاصة من ميناء إسطنبول الجديد الذي يواجه انتقادات بسبب أخطاره البيئية.

وبمينائها العصري ومحطّته المقامة تحت الأرض ومطعمه الذي يديره طاه شهير ومركزه التسوقي، تستقبل إسطنبول سفينة رحلات سياحية تتسع لخمسة آلاف راكب لضخ مزيد من السيولة في القطاع السياحي الذي يواجه صعوبات كبرى.

ويقول خبراء إن القطاع المتضرر بشدة قد يشهد بداية انتعاش بفضل عائدات ميناء غلطة بورت الذي تم تدشينه في 2021، بتأخير عام كامل بسبب الجائحة.

فيغن أيان: غلطة بورت في إسطنبول أكبر بكثير من مجرد ميناء

ويمكن لهذا الميناء أن يعطي جرعة انتعاش لاقتصاد البلاد الرازح تحت وطأة تضخم كبير وتدهور قيمة العملة المحلية، على الرغم من أن المشروع تعرّض لانتقادات على خلفية تدمير معالم تاريخية والتخوف من أضرار بيئية محتملة.

وقالت مديرة ميناء غلطة بورت فيغن أيان إن “السفن بدأت تصل الواحدة تلو الأخرى” بعد تدشين المنشأة في أكتوبر الماضي. وأوضحت في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن ميناء “غلطة بورت أصبح واجهة السياحة”.

وبطوابقها العشرين ترسو سفينة “كوستا فينيتسيا” الإيطالية في الميناء في إحدى محطات رحلة مدتها 11 يوما إلى بحر إيجه، وركابها ينزلون مباشرة إلى محطة الجمارك المقامة تحت الأرض.

وفي الميناء مركز تسوق وفندق وأماكن ثقافية ومطعم يملكه الطاهي التركي الشهير نصرت غوكشيه صاحب الأسلوب المميز في تحضير اللحوم والذي أصبح شخصية بارزة في منصات التواصل الاجتماعي.

وقالت أيان إن “غلطة بورت في إسطنبول أكبر بكثير من مجرد ميناء لسفن الرحلات السياحية”.

وإلى الآن رست في الميناء نحو 30 سفينة رحلات سياحية، ويتوقّع وصول مئتين بحلول نهاية العام، أي 450 ألف راكب.

وألحقت الجائحة وتداعياتها أضرارا كبرى بقطاع الرحلات البحرية السياحية عالميا بسبب تفشي الفايروس في السفن وحظرها في دول كثيرة.

وقالت أيان “الآن يمكننا القول إن الجائحة أصبحت خلفنا وإن قطاع سفن الرحلات السياحية الذي يعد ركنا مهما للسياحة قد انتعش”.

ويهدف الميناء إلى استقبال 25 مليون زائر و1.5 مليون من ركاب سفن الرحلات السياحية سنويا.

محرم بلجي: الضرر البيئي للرحلات أكبر سبع مرات من عائداتها

وأكدت مديرة الميناء أن “السائح العادي ينفق 62 دولارا يوميا فيما ينفق راكب سفينة الرحلات السياحية 400 دولار، أي أنه ينفق ما يصل إلى ثماني مرات أكثر في اليوم”.

وتضمن مشروع بناء الميناء فتح ممشى بطول 1.2 كيلومتر في خط ساحلي بقي مئتي عام مغلقا أمام العامة.

لكن معارضي المشروع وبينهم متخصصون في التخطيط المدني ومهندسون، يعتبرون أنه دمّر أحياء قديمة إذ بني مركز التسوق في موقع مبنى قديم للبريد، وهو يشكل خطرا بيئيا.

وقال أستاذ علم الأحياء في جامعة إسطنبول محرم بلجي إن “الرحلات السياحية تهدد الحياة البحرية وتفرغ في المياه كميات كبيرة من المجاري وغيرها من المخلفات”.

واعتبر بلجي أن “الضرر البيئي للرحلات السياحية أكبر سبع مرات من العائدات المالية التي تدرها”. وتابع “مستوى استهلاك كل مسافر أعلى منه في المدن المضيفة، وبالتالي، فإن سياحة الرحلات البحرية يمكن أن تشكل ضغطا في المناطق التي يزورها السياح”.

والعام الماضي حظرت البندقية السفن الكبرى بعد تحذيرات مدى سنوات من أن الفنادق العائمة الضخمة يمكن أن تتسبب للمدينة بأضرار لا يمكن إصلاحها.

ولكن براق جليسكان مدير الفرع التركي لشركة أم.أس.سي لسفن الرحلات السياحية أكد أن أيا من هذه المخاطر لا يتهدد إسطنبول. وقال “لا نعتقد أن إسطنبول ستواجه وضعا مماثلا”، مشيرا إلى اختلاف بين هيكليتي المدينتين.

وشدد جليسكان على أن سفن الرحلات السياحية الحديثة تستجيب للمخاطر البيئية. وأعطى بعض الأمثلة قائلا “على سبيل المثال تنقية غازات العوادم. والطلاء المستخدم في السفن تم تغييره بالكامل ويتم استخدام الطلاء الذي لا يلحق الضرر بالبحار”.

وتحدث أيضا عن جهود لخفض هدير محركات السفن لكي لا تتسبب بإزعاج للكائنات الحية لدى إبحارها بالمياه المفتوحة وخصوصا الحيتان.

Thumbnail
Thumbnail
11