تركيا تعتقل 15 قوميا متطرفا لاعتدائهم على جنديين أميركيين

أعضاء في اتحاد الشباب التركي يهاجمون جنديين من طاقم حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس واسب" في أزمير ويضعون كيسا على رأس أحدهما.
الثلاثاء 2024/09/03
مناورات عسكرية أثارت غضب المعارضة

أنقرة  - أعلنت السلطات التركية الإثنين أنّها أوقفت 15 شخصاً لاعتدائهم جسديا على جنديين من طاقم حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس واسب" في مدينة إزمير الواقعة على الساحل الغربي للبلاد.

وذكر مكتب حاكم إزمير في بيان أن أعضاء في اتحاد الشباب التركي، وهو فرع شبابي للحزب الوطني (فاتان) القومي المعارض، "هاجموا جسديا" جنديين أميركيين يرتديان ملابس مدنية في منطقة كوناك.

وقال إن خمسة جنود أميركيين انضموا للواقعة بعد رؤية ما جرى وإن الشرطة تدخلت. وأضاف أنه تم اعتقال جميع المهاجمين وعددهم 15 وفُتح تحقيق في الأمر.

والجنديان اللذان تعرضا للاعتداء يخدمان على متن حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس واسب" التي تزور إزمير منذ الأول من سبتمبر.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض يوم الاثنين إن واشنطن "منزعجة" بسبب الهجوم، لكنه أضاف أن البيت الأبيض "يقدر أن الشرطة التركية تأخذ هذه المسألة على محمل الجد وتحاسب المسؤولين عنها".

وبدورها، قالت السفارة الأميركية في تركيا على منصة إكس "بوسعنا أن نؤكد صحة التقارير التي تفيد بأنّ جنديين أميركيين من عداد طاقم السفينة يو إس إس واسب تعرضا لهجوم في إزمير اليوم وهما الآن آمنان. نشكر السلطات التركية على استجابتها السريعة، والتحقيق جار".

من جهته، أعلن اتحاد الشباب التركي (تي جي بي) مسؤوليته عن الهجوم، وذلك عبر مقطع فيديو نشره عبر حسابه على منصة إكس.

وقالت الجماعة القومية في منشورها "لقد وضعنا كيسا على رؤوس الجنود الأميركيين من طاقم السفينة يو إس إس واسب (...) الجنود الأميركيون الملطخة أيديهم بدماء جنودنا وآلاف الفلسطينيين لا يمكنهم أن يدنّسوا بلادنا".

وظهر في الفيديو عدد من الرجال وهم يضعون بالقوة كيسا على رأس شاب يرتدي ملابس مدنية وهم يهتفون "يانكيز، اذهبوا إلى دياركم!"

وفي منتصف أغسطس، أجرت حاملة الطائرات "يو إس إس واسب" مناورات مع سفن عسكرية تركية في البحر الأبيض المتوسط.

وتم الكشف عن المناورات، الذي فضلت وزارة الدفاع التركية عدم الإعلان عنها، من خلال منشورات على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للبحرية الأميركية.

ووضعت وسائل إعلام تركية قريبة من المعارضة تلك المناورات في خانة دعم إسرائيل، لكنّ وزارة الدفاع التركية رفضت تلك الانتقادات، مؤكدة أنّ المناورات "روتينية".

وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا خلال السنوات القليلة الماضية بسبب التحالف بين واشنطن وأكراد سوريين تعتبرهم أنقرة متطرفين، وبسبب شراء تركيا أنظمة الدفاع الروسية إس-400 مما دفع واشنطن إلى فرض عقوبات عليها واستبعادها من برنامج مقاتلات إف-35.

كما أن البلدين على خلاف بشأن حرب إسرائيل على غزة، حيث قتل أكثر من 40 ألف شخص وفقا للسلطات في القطاع الفلسطيني، وهي حرب انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل حليفة واشنطن بشدة بسببها.

وقال السفير الأميركي في تركيا مؤخرا إن العلاقات بين واشنطن وأنقرة أصبحت الآن "في وضع أفضل مما كانت عليه منذ فترة"، مشيرا إلى "الدور المفيد" الذي لعبته تركيا في تبادل السجناء مؤخرا بين الولايات المتحدة وروسيا.

 وفي عام 2014، هاجم عشرات من أعضاء حركة تحرير إسطنبول ثلاثة بحارة أميركيين في وسط إسطنبول، وألقوا عليهم صبغة حمراء وحاولوا فرض أكياس بيضاء كأغطية على رؤوسهم.

وتم إطلاق سراح اثني عشر من المتظاهرين دون استجوابهم أو توجيه اتهامات لهم.

وتزعم المجموعة أنها مخلصة لمبادئ مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، وتعارض بشدة حزب الرئيس رجب طيب أردوغان الحاكم ذي الجذور الإسلامية.

بالإضافة إلى معاداتها الشديدة لأميركا، تعارض حركة TGB بشدة مساعي تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.